;
د. عبد السلام الصلوي
د. عبد السلام الصلوي

بين الماضي والحاضر 1157

2013-10-08 11:41:06


في الماضي كان الطبيب يستغرق في الكشف على المريض نصف ساعة أو أكثر والأجر لا يزيد عن مائتي ريال كحد أقصى في عيادات الأطباء الاستشاريين.. ويقول للمريض الله يشفي وأنا أعالج, ويشفى المريض.. والآن يصل كشف الطبيب إلى ألف وخمسمائة ريال لدى البعض أو ألفي ريال لدى البعض الآخر من الأطباء وبعد التحاليل المخبرية والأشعة المتعددة والذي يموت منه المريض ويكتشف الأهل أن الذي عالج مريضهم ليس بطبيب مؤهل لممارسة المهنة وقد يكون مساعد طبيب أو ممرضاً أو من طلاب الطب البشري, وقد يكون المستشفى الذي يعمل فيه بدون ترخيص وربما تكون الشهادات العلمية لهذا الطبيب مزورة.
في الماضي عندما كنا ندخل الحرم الجامعي كنا نحس بهيبة المكان وقدسيته وكانت هذه الهيبة والقدسية تكتمل بوقار وسلوك الأساتذة الأجلاء الذين لا نذكر لأي منهم مجرد هفوة, وكان كل ذلك ينعكس على سلوكنا نحن.. والآن ونحن نسمع عن أساتذة كبار يزورون النتائج لصالح أبنائهم وآخرين يسرقون بحوث غيرهم.
في الماضي عندما تصاب إحدى الأسر في عزيز لديها كان الجيران كلهم وبلا استثناء يعيشون حالة الحزن مع أهل المصاب وقد يؤجلون أفراحهم واحتفالاتهم كما لو كان المصاب مصابهم هم.. والآن يقام مأتم في منزل أو عمارة وفي العمارة المجاورة وفي الشارع ذاته فرح وأغانٍ تصدح عبر مكبرات الصوت المزعجة ولو تدخل لديهم أي فرد من بقايا الزمن الجميل لمراعاة خاطر الجار الحزين فعليه تحمل مالا يحمد عقباه.
في الماضي وقد كنت تذهب إلى أي مكان يتطلب دفع فاتورة نقود وتسديد فواتير الكهرباء أو الماء والهاتف, فتحصل على الباقي بالريالات الورقية المعدنية, مهما كان المبلغ المتبقي لك.. وقد تذهب الآن إلى بعض الأماكن ومراكز التحصيل لدفع الرسوم أو تسديد فاتورة أو غيره فسوف تستلم الإيصال دون الباقي في أغلب الأحوال, وإذا انتظرت الباقي نظر إليك المختص شذراً وباستغراب عن سبب وقوفك قائلاً "اللي بعده"!.
في الماضي كنت تذهب إلى أي مصلحة حكومية فتلقي التحية على الموظف الجالس: صباح الخير.. فينظر إليك ببشاشة أو ابتسامة قائلاً: صباح النور.. تذهب الآن إلى بعض المصالح الحكومية فتجد وجوهاً متهجمة عابسة, فتقول صباح الخير ويكون الرد كما حدث معي: نعم أيش طلباتك.. أما إذا خانك الحظ فالرد: مر علينا بكرة عندنا عمل كثير هذا اليوم, أو أن الموظف المختص في إجازة وليس لدينا صلاحية للقيام بعمله ومعه المفاتيح.
في الماضي كان المطرب أو المطربة يظهر على المسرح في أبهى الثياب وفي قمة الأناقة, وكان الجمهور يطرب للكلمة الجميلة لشعراء مشهورين ومتخصصين في الشعر الغنائي محلياً وعربياً, ويستمتع الجمهور باللحن الحلو والأداء الجيد والصوت العذب.. والآن تظهر مخلوقات على المسرح وهذا ناكش شعره والآخر أطال لحيته وهذا ينط والآخر ينط.. هذه رقاصة والأخرى رعاشة أو أخرى تغني وهي تستحم في البانيو.. وبس خلاص.. فهل من حقي أن أسأل الآن هو في إيه؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-18 23:21:11

"3-5" حقائق عن اليمن

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد