;
إبراهيم مجاهد
إبراهيم مجاهد

سفير وعملآء 1814

2013-10-10 13:53:13


على مدى أسابيع وأنا أتابع ما يكتب وينشر في وداع السفير الأميركي جيرالدفايرستاين، من عبارات إطراء ومديح ونقد لا يخلو من التودد، عوضاً عن حفلات التوديع التي أقيمت له حتى من حركة أنصار الشيطان "الحوثيين" الذين فضل ساستهم الذهاب إليه بمقر السفارة لتوديعه بعيداً عن مقراتهم المزدحمة بشعارات الموت لأميركا..
لن أخوض في الجمل التي كتبت في وداع السفير أو تفاصيل الأحاديث التي تمت في مقرات الأحزاب والمنظمات وحتى في بعض المنازل التي استضافته لتوديعه، ولست استنكر تلك الكتابات والحفلات أو الهدايا التي منح إياها، فالرجل سفير دولة عظمى استطاعت أن تحكم العالم اليوم بسياستها الداخلية والخارجية عوضاً عن أن الرجل عمل ـ بكل ما أوتي من وسائل ـ لخدمة مصالح بلاده حتى وصل الأمر في أن يتدخل بأدق تفاصيل شؤون اليمن وبقدر تجاوز في أحايين كثيرة صلاحيات رئيس اليمن ومسؤوليها أنفسهم.
طبعاً كل ذلك التدخل تم وسيتم مع خلفه لأنه يأتي بطلب من قادة هذا البلد وسياسيها وناشطيها وحقوقيها وو.... إلخ.
فمتى عجز حزب أو منظمة في طرح ما يريدون على فرقائهم في العمل السياسي أو المدني أو الاقتصادي وحتى الحقوقي وفشلوا في تمريره، ذهبوا إلى سعادة السفير ليضعوه أمام الصورة بوضوح لما يريدونه أنه ويدعوه لتبنيها كي يستقووا به بعد ذلك على شركائهم وفرقائهم وشعبهم على اعتبار أنه مقترح جاء من فخامة سفير الدولة العظمى التي تقدم لليمن مساعدات تعود جلها لخدمة المصالح الأميركية قبل أن تساعد أفقر دولة في المنطقة.
الشاهد في عبارات الإطراء والمديح والحفلات المودعة لسعادته.. أنها تعكس مدى الانبطاح ـ باستثناء قلة ممن فعلوا ذلك وليس لديهم أدنى مصلحة في توددهم ـ لدى ساستنا وقاداتنا، وتعكس حالة التبعية والرغبة في الانقياد من الخارج لدى النخب السياسية والحاكمة إلا ما ندر. وإلا ماذا يعني أن يغادر سفير سلطنة عمان الشقيقة السيد/عبد الله بادي وهو عميد السفراء عقب ثلاثة عشر عاماً قضاها في اليمن عمل فيها دون أي تجاوز لأي من الأعراف الدبلوماسية وأخلاقيات وآداب العمل الدبلوماسي، وعمل فيها أيضاً قدر استطاعته على خدمة بلده واليمن معاً دونما أن يمس ـ حد علمي ـ بالسيادة اليمنية في شيء ولأنه كذلك لم نلحظ أن حزباً أو منظمة أقامت له حفل توديع بل ولم يكتب عنه أحد، على الرغم ما يتمتع به هذا السفير من كارزما ودماثة أخلاق، عوضاً عن كونه رجل علاقات من الطراز الأول مكنته من التأقلم مع عادات وأعراف اليمن بشكل وصل حد الاندماج ومقايل القات، وكذلك فعل نائب السفير الألماني السابق النشيط والصريح، كما عرفته صديقي "فيليب هو لسبفأيل"، وغيرهم كثر من الدبلوماسيين ممن عملوا بصدق مع مصالح اليمن، إلا أننا لم نسمع عن حفلات التوديع التي كان يجب أن تقام لهؤلاء الرائعين ولم أشهد مقالاً يودعهم رغم العلاقات الواسعة التي تمتعوا بها خلال فترة عملهم في اليمن، ولأنهم عملوا بتلك الطريقة الصادقة ـ حد تقديري ـ ولم يسعوا لتجنيد عملاء وكانوا على مسافة سواء من جميع الأطراف السياسية، لم يتحيزوا لطرف، وقدموا ما اعتقدوه من نصح صادق دونما إملاء أو فرض آراء لأنهم كذلك تجاهلهم الجميع، وغابت عنهم جمل الإطراء والمديح والمجاملة في التعامل..
من هذه الشواهد يمكن الجزم بصدقية مقولة فيلسوف فرنسي قال في أحد كتبه ـ كما نقلها لي د/عبدالله الحاضري ذات مقيل ـ "رغم أن الشعب اليمني الشعب الوحيد الذي لم يتعرض للاستعمار في القرن العشرين إلا أن لديه رغبة جامحة في الاستبداد والاستعمار"، وكأن الفيلسوف ـ رغم قدم مقولته ـ إلا أنه شخص يبدو أنه قرأ جيداً الحالة النفسية المسيطرة على هذا الشعب، الأمر الذي يجعلنا نحن كشباب ثورة وجيل صاعد نعمل على تغيير هذا الطبع الانقيادي الانبطاحي الذي أمتاز به جل ساستنا ومفكرينا ومثقفينا وحتى علمائنا، وإلا فنحن على موعد مع سنيون من الاستبداد والاستعمار الأجنبي بطرق شتى لن تكون الطريقة غير المباشرة واحدة منها وإلا ما معنى أن تقوم قائمة ثلة المتحاورين في موفمبيك على رأي أفصح عنه ألشيخ كمال بامخرمة وغيره من أعضاء الحوار حول بعض القضايا، ولم يتحرك أولئك الأشخاص تجاه جملة من الآراء والأطروحات النشاز التي تهرف بها لسان المبعوث الأممي أو السفير الأميركي رغم صفاقتها..
في الأخير أود التأكيد على أن الاحتفاء بسفير ما قبيل مغادرته أو لدى استقباله عرف وفعل حسن يعكس كيف أن هذا الشعب الفقير اقتصادياً والغني أخلاقياً، أنه مضياف وودود، إلا أن الانتقائية في هكذا تصرف تعكس أيضاً ما ذكرته سابقاً من الانبطاح والتودد القبيح الملوث بشيء من الرغبة في العمالة.
مرايا
بين يدي هلال الأمانة
أدرك كغيري أنك رجل دولة معالي الوزير وصاحب قرار كما يقول كثيرون ممن تعاملوا معك كموظفين أو مسؤولين أو مواطنين.. هذه القناعة جعلتني أضع بين يدي معاليك التصرف الأهوج وغطرسة مدير مستشفى الشيخ زايد للأمومة والطفولة تجاه نائبه.. لك أن تتخيل معالي الوزير أن يقوم مدير المستشفى بعد عودته من عمله في السعودية بإغلاق مكتب النائب ويجبر مدير مكتب النائب أن يقوم على تسليم المفاتيح ويتوعده بالويل والثبور إن عاد لفتح المكتب.. كما قام بإبلاغ حراسة المستشفى بمنع النائب من دخول المستشفى.. طبعاً قانونياً لا يحق له ذلك ولا أخلاقياً أيضاً كل هذا الاستغلال القذر للمنصب والتسلط والدكتاتورية تتم سيادة الأمين لا لشيء قانوني وإنما المدير المبجل قال إنه لا يرتاح للنائب وشعر رغم أنه لم يداوم منذ تعيينه حتى عشرة أيام متكاملة, أنه لن ينسجم مع نائبه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد