;
د. عبد السلام الصلوي
د. عبد السلام الصلوي

الطبيب.. ذلك الشهيد المجهول 1258

2013-10-12 07:23:26


هناك الكثير من القصص المروعة التي تعطينا مثالاً رائعاً أن الطبيب في الحياة هو الشهيد المجهول.. فشهيد الوطن يتعرض للموت في زمن الحرب, وشهيد العقيدة يتعرض للأذى حين نشره عقائده وأفكاره, لكن الطبيب معرض للموت والشهادة في كل ساعة وفي كل دقيقة فهو في صراع مستمر مع عدد مخاتل لا يرى بالعين المجردة فيتقى وهو الجرثوم. إن عدواً لا يستأذن لا يعلن الحرب ولا يشعرك بالخطر إلا إذا دخل ليعمل فيه نهشاَ وتنكيلا, والطبيب في حرب دائمة لا يعرف هدنة ولا راحة مادام يمارس عمله الإنساني ويصارع المرض لإنقاذ مريضه. فكم من الأطباء قضوا نحبهم نتيجة انتقال الأمراض إليهم من مرضاهم بالعدوى فمريض السل قد ينقل العدوى للطبيب الذي يعالجه من خلال الرذاذ المتطاير من فمه أو من خلال السعال في عيادات أمراض الصدر والجهاز التنفسي فيصاب الطبيب باستنشاقه ذلك الرذاذ والهواء الملوث الصادر من نفثات المصاب بالسل, وهذا جرح وخزة المبضع في أصبعه فإذا بين عشية وضحاها قد تسمم فقضى في شعاب الواجب شهيداً مجهولاً. وهذا إخصائي التحاليل المخبرية الخاص بالأمراض الفيروسية كالإيدز مثلاً الذي يجمع عينات الدم من المرضى ثم يتم التعامل مع تلك العينات بمراحل تحليلية متعددة من أجل تشخيص الأمراض, فقد يتعرض لوخز إبرة حقنة الدم أو تتلوث يدا ذلك الأخصائي بقطرات من دم أو سيرم المريض, ثم يكتشف بعد مدة أنه قد أصيب بفيروس خطير قاتل. والتاريخ يذكر لنا أطباء أقدموا على الشهادة, راضيين مختارين وقد علموا أو كادوا بمصيرهم المحتوم.. تقدموا ليكونوا في ساحة التجارب قرابين تقدم على مذبح العلم فداء للإنسانية.. فما عرف الداء.. وما استعمل دواء إلا وكان له من الأطباء ضحايا وشهداء.. كل ذلك من أجل حب العلم والموت في سبيل انقاد الملايين من البشر, وعلى الرغم من تلك التضحيات لملائكة الرحمة من أطباء وجراحين وممرضين وممرضات أو أخصائي مختبرات وأشعة وتخدير وفنيين ومنتسبي وزارة الصحة من الكوادر الطبية والفنية إلا أننا نشهد بين الفينة والأخرى حوادث الاعتداء عليهم من قبل بلطجية أو أشخاص بالسلاح الأبيض أو باستخدام السلاح الناري في المستشفيات والمجمعات و المراكز الصحية من قبل بلطجية أو أشخاص نافذين وخارجين عن القانون وخاصة إذا لم تلب مطالبهم ولو كانت غير مشروعة, فأصبحنا في زمن الغاب والغلبة لمن يملك القوة دون رادع من قانون أو ضمير أو وازع ديني وتبقى أجهزة الأمن غير قادرة على ردع تلك التصرفات الهمجية وتعجز أجهزة الدولة عن حماية الكوادر الطبية في مقرات عملهم وتعجز أجهزة الأمن والقضاء على القبض على الجناة ويضيع الحق على أصحابه وقد يموت المجني عليه أو يصاب مدى الحياة بعاهة أو عجز دائم. والصلح القبلي هو خاتمة تلك الأحداث, هذا قليل من كثير مما يقدمه الأطباء من تضحيات في ساحات البطولة والشجاعة ليسيروا بموكب الإنسانية إلى ظلال السعادة وهم يعلمون أنهم إنما يمشون إلى مصيرهم المحتوم.. شهداء مجهولين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-18 23:21:11

"3-5" حقائق عن اليمن

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد