;
د. عبد السلام الصلوي
د. عبد السلام الصلوي

حذار من أطعمة العيد 1265

2013-10-17 11:48:05


 يستقبل الناس العيد فرحين مهللين, فكل منهم ينظر إليه كمتعة وفرحة تضفيان عليه أثواب السعادة وبرود السرور, فالحاج يستبشر بالعيد مؤملاً غفران ذنبه ومعتقداً أنه يطوي بحياة قد تكون معتمة قاتمة ليخط صفحة جديدة نقية في سجل عمره, والشاب يرتقب العيد بلهفة وشوق لأنه سيجد فيه متنفساً لنزواته ونزعات الشباب الولوع بكل لذة. والموظف ينتظر قدوم العيد بكل لهفة وشوق للخلود إلى الراحة وقضاء عطلة العيد مع أفراد أسرته في المدينة أو السفر إلى القرية والطفل يرقص طرباً لمواكب العيد فهو يبشر في مرح أيامه بالحرية التي سلبه إياها أبواه, وهو يحلم بإباحة كل ما خطر عليه فاللباس جديد.. والإنفاق بغير حساب.. والعيدية تتوالى عليه من حيث يتوقع ولا يتوقع ويقضي جزء من أيام العيد في المنتزهات ومدن الملاهي والألعاب والطبيب له عيدان.. عيد يستبشر به كمواطن من المواطنين, يهزه ما يهزهم من أفراحه ومسراته, ويسعده ما يسعدهم من ساعات أنه ونعيمه.. وعيد آخر مرتقبه ملحقاً تابعاً للعيد الحقيقي ذلك وهو الأسبوع الذي يلي العيد بعد غيابه في غمرة الزمن, ففيه تبدأ قوافل المرضى ترد على عيادته وهم يشكون مختلف الأمراض والأوجاع. والفرق بين العيدين بّين واضح, ففي العيد الأول الحقيقي يبذر الطبيب وقد يسرف في التبذير, وفي العيد الثاني يجمع وقد يكنز ما يجمعه من الأموال, والعيد الأول أيام معدودات أما الثاني فقد يطول حتى يتجاوز الأسابيع وقد يستمر أشهراً. يعود هذا إلى أننا نسيء في العيد إلى أجسامنا وصحتنا وعقولنا وأخلاقنا باتباع عادات وتقاليد ضارة, وقد جرت العادة أن تقدم الأضاحي في الأعياد حتى صار من مستلزماتها أن يشبع فيها ويتخم من كان شبعان فقط. أما الفقراء والمساكين والمواطنون من ذوي الدخل المحدود فالعيد عندهم مثل أي يوم من أيام السنة بسبب عجزهم عن شراء أدنى أو أبسط الاحتياجات في الأعياد وخاصة ملابس الأطفال. أما ميسورو الدخل من المواطنين والأغنياء والتجار وكبار مسئولي الدولة فالعيد بالنسبة لهم أمسى مرادفاً للتخم المعدية وموئلاً للأطعمة الدسمة ففيه يتنوع الطعام وألوان الحلوى والفواكه وتمتلئ منازلهم بكل ما لذ وطاب من الأطعمة والحلويات وعلى هذا فإن المرء من تلك الفئة من الناس يخرج من العيد وقد اتخمت معدته واختنقت كبده واكتظ دمه وبوله بالأملاح.. إذ لا شيء أضر على الكبد في بلادنا من هذه المواد الدسمة. أما الأطفال فنحن نشيء إلى نفوسهم وأجسامهم وعقولهم من حيث لا ندري فالطفل يتناول على عجل طعام الإفطار أو طعام الغداء على مائدة أسرته وقبل أن يتم طعامه يسارع إلى الشارع وجيوبه مليئة بالنقود لم يعتد الحصول على ذلك المال الوفير إلا في العيد فيطوف الشوارع وينفق ما يحلو له من النقود, في شراء الألعاب والعصائر والمأكولات الجاهزة والسريعة من المطاعم والباعة الجائلين في الشوارع غير مكترث بجودة تلك الأطعمة صحياً ونظافته بائعيها. وبهذا المسلك, ومن هذا السبيل تنتقل الجراثيم المعدية إلى الطفل, وعندما يعود الطفل إلى منزله وقد حمل الجراثيم المعدية إلى فمه ومعدته ثم تنتقل عدوى المرض إلى بقية الأطفال من إخوته ورفاقه من وذلك بين عشية وضحاها وإذا بالطفل المسكين ينتقل من حالٍ إلى حال.. من النشاط إلى الفتور ثم من الصحة إلى المرض ويبدو منهم القوى ضعيف الأعصاب ثم تتدهور حالته الصحية خلال الأيام الأخيرة من أيام العيد, حيث تخف مقاومته للأمراض ويظل طريح الفراش ومصاباً بالعلل والأوجاع كل ذلك سبب التربية الاجتماعية السيئة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد