من قبل موت حافظ الأسد بفترة قصيرة وبعد موته تم تلميع ابنه بشار أيما تلميع وكان يتم هذا الأمر بمقارنته بوالده الهالك, حيث كان إعلام ومخابرات النظام النصيري يصور بشار بأنه منقذ الشعب السوري من ويلات أبيه واستبداده ثم اكتشف الشعب السوري بعد فوات الأوان أن بشار قد فاق أباه في الإجرام وأنه أجرأ منه وأشد في ارتكاب الجرائم وقمع الشعب والتآمر عليه وهكذا الحال في مدارس الطغاة وحواشيهم كلها يتم تلميع الأبناء لأنهم أمل الفاسدين والمجرمين بالاعتراف ببعض أوساخ الآباء لأن صلاحيتهم قد انتهت
والسؤال هو: هل عقمت نساء الشعوب أن يلدن غير ابن الطاغية ليقود الناس ؟!
لقد استنكر الصحابة تولية يزيد بن معاوية الذي لا يصح قياس مساوئه بمساوئ طغاة العصر البتة ومع ذلك استنكر الصحابة توليه بعد أبيه أيما استنكار بقولهم : أكسروية وقيصرية ؟!
يقصدون بذلك أن تولية الابن من بعد الأب ليس من ثقافة العرب ولا المسلمين بل هي من منهج وثقافة الفرس والروم ولم يمنعهم أن يخرجوا على يزيد إلا الخشية من أن تضعف الدعوة إلى الإسلام في زمن انتشاره في أصقاع الأرض ومن الفتنة بين المسلمين كما تبين ذلك الروايات الصحيحة ولأن يزيد كان ملتزماً أمام المسلمين بإقامة الإسلام وسائر شرائعه ولم يبدل في ذلك أو يغير في الأمر العام إلا ما كان من أمر الخلافة ولست هنا أدافع عن أخطاء يزيد ومخالفاته إنما أبين سبب اختيار الصحابة وعامة المسلمين عدم الخروج عليه.
إن ثقافة توريث البلاد والعباد للأبناء بعد الآباء كأنهم تركة كالمواشي والأموال أمرا لم يكن يقبله العرب حتى قبل الإسلام بل كان يقود الناس أكفأهم من أشراف القوم وليس أقربهم بالنسب لمن كان قبله وكان هذا وهم أهل جاهلية أما في الإسلام فلا شيء معتبر غير الكفاءة والتقوى كما كان الحال في زمن الخلفاء الراشدين .
وختاماً :اللهم ولي علينا خيارنا ولا تولي علينا شرارنا.