;
نهى البدوي
نهى البدوي

اكسروا جدار الصمت وارفعوا الخوف عن أطفالنا!! 1218

2013-11-04 15:43:42


ازدادت مؤخراً جرائم اختطاف الفتيات من المدارس والشوارع ومن أماكن متعددة في مناطق متفرقة من بلا دنا، حيث تشير الإحصائيات وفق ما تناولته بعض الوسائل الإعلامية أن مباحث أمانة العاصمة سجلت اختفاء( 128 ) فتاة في صنعاء منذ مطلع العام ألحالي منها ثماني حالات خلال 48 ساعة في الأسبوع واحد فقط ، بينما سجلت اختفاء( 150) فتاة في العام الماضي، وكذا إعلان مسئول أمني في محافظة إب اختفاء( 22 ) فتاة خلال الشهرين الماضيين أغسطس وسبتمبر 2013م, وكان آخر هذه الجرائم أقدام مجهولون يوم الاثنين الأسبوع الماضي على اختطاف الطالبة ساترين (14 عاماً) من مدرسة عائشة للبنات في العاصمة صنعاء، وتهديد والدها الذي يعمل محامي على خلفية أسباب تتعلق بأدائه المهني والتي تم العثور عليها يوم الثلاثاء في عدن والقى القبض على المتهمين.  

 تزايد ارتكاب هذه النوع من الجرائم يعد مؤشرا خطيراً إلى ما وصلت اليه الحالة الأمنية في البلاد بشكل عام، وعجز أجهزة الأمن عن مواجهة هؤلاء، ومهما تعددت الأسباب والحجج لديها.. إلا أن ازدياد ارتكاب هذه الجرائم اصبح قضية تؤرق المجتمع، فكل يوم يحمل لنا حكاية لفتاة مختطفه ويكشف حسرة قلب أسرتها على غيابها، وبحثهم المضني عنها، وكل هذه الأمور أصبحت تخيف الآباء والأمهات والأُسر وتحد من حرية الطفل في الاختلاط مع أقرانه في الشارع أو ممارسة الحياة بشكل اجتماعي دون عقد، بل أصبح الياء الأمور يحذرون صغارهم من الاستجابة لأية مغريات , بسبب كثرة ما يُسمع من حكايات تجعلهم يخافون على صغارهم, حتى في المدرسة والشارع والدكان, حيث يلاحقونهم بالتحذيرات، الأمر الذي يجعل هذه الظاهرة تسبب قلق متزايد لدي أولياء الأمور بعد تصاعدها حتى أن الكثير منهم ينوون إيقاف بناتهم عن الذهاب للمدارس.

قد يتفق البعض أن الانفلات الأمني الذي تشهده محافظات الجمهورية قد وفّر عاملاً مساعداً لاستمرار ارتكاب هكذا جرائم غير مألوفة ومستبعد ارتكابها في مجتمعنا اليمني المحافظ الذي يضع ارتكاب جرائم اختطاف الفتيات في قمة الجرائم الدخيلة والمنبوذة مجتمعياً، باعتبار أنها جرائم تمس العرض.. إلا أن ذلك لا يعفي جهات الأمن من تحمل المسؤولية لتخاذلها وعجزها شبه المتعمد لما نلمسه منها من صمت وتراخي في تعاملها مع هذه القضايا الذي لاشك يحطها محل المتهم بالتواطؤ، وكأن التجاذب السياسي قد تسبب في شل نشاطها ليتخلى منتسبوها عن تأدية واجبهم الأخلاقي والأمني تجاه مجتمعهم وعن قيامهم بفرض قبضة الأمن وهيبته، لفضح تلك العصابات التي تقوم باختطاف الفتيات سوى كانت للإتجار بالبشر أو للدوافع اللا أخلاقية أو للابتزاز أو للضغط على ذويهن أو تحت أي دافع..

 فالاختطاف بحد ذاته جريمة, حتى وإن لم يُكن يترتب عليه إيذاء للجني عليه (الضحية) فيكفي ما سيلحق به من ضرر نفسي وما سيترتب عليه من الترويع, فقد روى ابن عمر مرفوعا: "لا يحل لمسلم أو مؤمن أن يروع مسلما".. فكيف عندما تكون جرائم الاختطاف موجهة إلى الشريحة الأضعف في ألمجتمع الأطفال والنساء ؟! والتي مع تزايد ارتكابها وما يبديه المواطن من قلق.. لم نجد من الأجهزة الأمنية المعنية ما يبعث بالطمأنينة له ويسهم بتقليل الآثار السلبية الناجمة عن هذه الجرائم، فلاشك أن هذا التعامل قد يهيئ الوضع أمام فرض هذا الخوف كعامل وسبب جديد ليهيّمن على عقول الناس لخلق واقع سلبي يمنع الأطفال والفتيات من الذهاب إلى المدرسة خصوصاً في ظل ما نسمعه من صيحات تنطلق من حناجر الأمهات تنادي الأجهزة الأمنية برفع الخوف عن بناتهن وأطفالهن ، وإنهاء حالة الغموض والتستر المتعمد عن هوية هذا الجاني أو ذاك، وإظهار الحقيقة لعلها تكسر جدار الصمت المطبق على رجال الأمن، أو حتى تدفعهم لإعطاء تصنيف مقبول يخفف من شدة الصدمة ويوحد الجهود المجتمعية لاتخاذ ما يمكن اتخاذه للتصدي لمثل هذه الجرائم ويعالج مسبباتها وليضع حد لحالة التخبط من قبل المعنيين والتي تؤثر على تعاطي المجتمع معها لمواجهتها ، فهناك من يردد "أنها عصابات تقوم باستدراج بعض الفتيات من خلال إغرائهن بهدف السيطرة عليهن وتهديدهن لإجبارهن على ممارسة ما تريده تلك العصابات "وجهات أخرى توضح بأنها "مؤشرات ودلائل تؤكد أنها جرائم عمليات إتجار بالبشر يتم فيها استخدام أساليب الخداع والتهديد والإكراه وهناك من يصنفها بجرائم أخلاقية الخ.." دون أن تنطلق الأجهزة الأمنية في نظرتها لهذه القضية من نظرة أن الاختطاف بجميع إشكاله سواء أكان لامرأة أو طفل أو غيره تحت هذه الذريعة أو أي دافع آخر هو جريمة اجمع عليها علماء المسلمين على أنها نوع من الحرابة التي تحدث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) (المائدة 33 ).

الأمر الذي يتوجب علينا جميعاً مجتمع وأفراد ومنظمات التعاون مع الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة لما لذلك من أهمية قصوى لإسنادها للقيام بواجبها والعمل علي إيقاف هذه الجرائم بعد أن تحولت إلى ظاهرة خطيرة تؤرق المجتمع وتهدد استقراره والضرب بيدي العدالة والقضاء علي يد العابثين بالأمن والمقلقين للسكينة العامة، وعدم التخلي عن مسئولياتها في حماية الوطن والأمن في ظل غياب الأداء المؤسسي والإدارة الفاعلة، وأن تضطلع بقية الأجهزة القضائية بدورها ومعاقبة، كل من يثبت إدانته فيها حتى يرتدع كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الجرائم التي تقلق امن المواطنين وإلقاء القبض على المتهمين وفضحهم ومحاكمتهم بأشد العقوبات لتحقيق العدالة والأمن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

عدنان العديني

2024-05-20 00:34:14

ماذا يريد الحوثي؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد