في أول ظهور للرئيس الشرعي المعزول د. محمد محمد مرسي منذ 3 يوليو الماضي بعد ما لاحق النظام الانقلابي كل وزراء الدولة بناءً على تلفيق وتوجيه تهم إليهم والذين تم تعينهم في عهد مرسي عدا وزاريتي الداخلية والدفاع والذين اعتبروا هم قادة الانقلاب العسكري الذي راح ضحيته 5000 شهيد كحد أدنى وعشرات آلاف الجرحى والمعتقلين والمخفيين قسرياً .

 في مصر ينتفض الشعب وفي العالم يدرك أن هناك انقلاباً جراء الأموال الداهقة التي مولتها دول الخليج للقضاء على المشروع النهضوي الذي كان يخطوه حزب الحرية والعدالة ممثلاً برئيسهم ومرشحهم محمد مرسي.. والذي يسعى إلى إيجاد شراكة حقيقية في بناء مجتمع عربي موحد صديد البنية.

على الرغم من كل أصناف العذاب والتعذيب والإرهاب والقمع والاختطافات والقتل والتشريد والإقصاء والتهميش والاعتقال ومنع المظاهرات والانتفاضات وفض الاعتصامات التي كانت تتزايد مساحتها يوماً بعد آخر, إلا أنه لم يحدث هذا النظام الانقلابي أي تغيير في أيدولوجية الشارع المصري للحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير التي يحاول الحكم العسكري محوها من التاريخ والعودة إلى ما قبل 25 يناير..

أيدولوجية الشارع المصري اليوم أعداد على مدى العين لا يمكن إحصاؤها وامتدت نفوذها بعدما كانت في ميدان رابعة العدوية وامتدت إلى أنفاق المترو والجامعات والمؤسسات والمدارس والمعاهد والشوارع وامتدت إلى كل أرجاء مصر..

 لا يمكن التنازل عن أي حق من الحق الشرعي لأول رئيس منتخب مدني منذ مئات السنين, هذا هو لسان الحال بالنسبة للانتفاضة الشعبية في كل أرجاء مصر مهما كانت التضحيات ومهما تأخر النصر, مع أنه يدرك جيداً أن النصر بات على بضع خطوات.

 استياء تام من جبهات ومعارضة داخل دول الخليج خصوصاً الكويت التي تنفق المليارات للعبث بالأوطان والحراك القادم فيها يبشر بثورة تنهي هذه الأنظمة التي عاثت في البلدان العربية الفساد وتكون تعد اليمن على رأس قائمة هذه الدول.. أيدولوجية الشارع المصري اليوم تنتقل إلى الهيئة القضائية المكلفة بمحاكمة قادة الإخوان المسلمين في قولها أنها تستشعر الخجل إيزاء ذلك, مع أنها تعرف الحكم النهائي مسبقاً..

لا يمكن للتاريخ أن يعود إلى الوراء, هكذا يحدثني أحد شباب الثورة المتمسكين بشرعية رئيسهم, يقول: أنا عشت رابعة وحدثها الأعظم في فظ الاعتصام, رأيت ما لم أره في الأفلام الخيالية, هنا في أرضي ووطني وبسلاحي والرصاص يقتل أبناء وطني.. ويؤكد لي أن الخوف انتهى بعد مجزرة رابعة العدوية.

هكذا أصبحت أيدولوجية الشارع المصري اليوم لا صوت يعلو فوق صوت الشعب.. هاهنا الدماء خطت يا نموت زيهم يا نجيب حقهم.. هل هي ثورة إسلامية قادمة أم ماذا يخبئ لنا التاريخ وما ستحكيه الأيام؟!.. سنظل نترقب وما الذي ستصنعه الشعوب وسيدونه التاريخ لحظة بلحظة, فلا يمكن لمجريات الزمن أن تخبئ حدثاً عظيماً تصنعه الشعوب.