;
علي السورقي – شيفيلد  المملكة المتحدة
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة

ثلاث لاءات عُمانية في وجه النظام السعودي 2335

2013-12-15 19:11:14


جاءت فكرة قيام الاتحاد الخليجي لدول الخليج العربي الست المؤسسة لمجلس التعاون الخليجي في العام 1981م في ظل ما يشهـده الوطن العربي بصفة خاصة والعالم عامة من متغيرات سياسية وتفكيـك تحالفــات على المستوى العربي والعالمي أهمهـا ثورات

 الربيع والتي أطاحت ببعض الأنظمة ذات التوجه القومي المعادي للسياسة الصهيوامريكية والممانع لها على الرغم مما تتصف به من دكتاتورية واحتكار للسلطة وتوريثهـا للأسرة فكرة الانتقال من التعاون الخليجي إلى الاتحاد الاندماجي والذي ربما يكون الهدف منه حكومة خليجية " فيدرالية " عاصمتها السياسية الرياض هي فكرة تبنـاها النظـام السعودي من المؤكد هنا بأن الفكرة لم تكن نابعة من رغبة سعودية في الاتحاد الحقيقي ورؤية قومية على أساس تكوين نواة وحدوية خليجية للمشروع العربي الحضاري الوحدوي الذي يمتلك كل المقومات المادية والمعنوية والحضارية المشتركة بل هو هـروب من النظام السعودي إلى الأمام نظراً لما بات يُعانيه من حراك سياسي في الداخل يتسع يوماً بعد آخر ولا شــك أنه بات يقض مضاجع القصور الملكية نتيجة الكبت وتقييد الحُريات وتصنيف المواطنة على أساس الخطوط " الخضراء والصفراء والحمراء " والأهم من ذلك كُله وقوف النظــام السعودي على حقيقة هامة وهى عدم ديمومة العلاقات السياسية الدولية في نهج أُحــادي مع التحالفات وهذا ربما ما ادركه النظام السعودي مؤخراً من خلال التوافق الإيراني الأمريكـي حول برنامج إيران النووي وإزاحة الستــار الوهمي حول العلاقات العدائية بين البلدين وهنـا رشح للنظام السعودي فكرة الانتقال بالخليج إلى الاتحاد كردة فعـل من الممكن أن تغيظ الحليف الحليف الأمريكي وتُغيـر موازين القوى من العدو الإيراني المصطنع بيمنا لم يدرك هذا النظام أزلية وعضوية العلاقة الإيرانية الحميمة مع سلطنة عُمـان قيادة وشعبـاً وهنـا كانت رِدة الفعــل قوية في وجه النظام السعودي من قبل سلطنة عُمان والتي صدعت بهـا علنـاً في مؤتمر المنامة بـ " ثلاث لاءات " ولكنهـا ليست كتــلك اللاءات العربية في قمــة الخرطوم في العـام 1967م التي حطمتها دول النفط الخليجي ؟ اللاءات العُمـانية تأتي مستنـدة على وقائع ومستجدات دولية لا للاتحاد الخليجي الإندماجي ويظل الحال كما هو عليه وعلى النظـام السعودي اللجوء إلى الواقع , لا للعُملة الخليجية الموحدة فعمان تشهد استقراراً اقتصادياً ولم تلمس من دول الخليج الأخرى المتخمة وخاصة السعودية أي تقدم في التبادل والتكامل الاقتصادي وتعاني من هــذا لا لتوسيع قوات درع الجزيرة لأن السعودية تحتكر النسبة الأكبر في تكوين هذه القوات الشكلية وربما تنطلق سلطنة عُمـان في هذا الجانب من حقيقة أن مهمة هذا القوات قد انتهت بالاحتلال الأمريكي للعراق ومكن الصديق الإيراني من السيطرة على قطر العراق ولم يعد هناك صدام يهدد الخليـج !! بل هنـاك إيران الصديق القديم الجديد ومع سلطنة عُمان تقف بقوة إمـارة قطـر وتدعم التوجه العماني . اللاءات الثـلاث العُمـانية لها ما يُبررهـا فعُمـان تمتلك سياسة خاصة في توجيه علاقاتهـا الخارجية وتختلف في مواقفها من الأحداث والتحالفات مع سياسة بعض دول الخليج العربي بيمنا تتصـادم سياسة دول الخليج مع بعضها في المواقف والتحالفات فالنظام السعودي يمتهن سياسة احتوائية إستعلائية قد لا تحبذهـا بعض دول الخليج والتي تمثل قوام فكرة الاتحاد الخليجي فهناك خلاف عميق مع دولة قطر حول العلاقات البحرينية المتأزمة وأن تقاربا في المواقف حول النظــام السوري والانتقام الشخصي من الرئيس الليبـي يأتي التناقض الكبير في الحالة السياسية المصرية واليمنية ومع النظام السعودي تتفق دولة الإمارات العربية وتُحايد دولة الكويت بنظام البرلماني الدستوري غائب كلياً لدى النظام السعودي وشكليـاً في دول الخليج الأخرى الخلاف العميق الذي يرافق مؤتمرات مجلس التعاون حول الجُزر الإماراتية مع إيران هنـاك خلافات عميقة ترافق مجلس التعاون الخليجي كمنظومة سياسية تحكمها التحالفات الخارجية وكثير منها غير قادر على تجاوزها أو فك الارتباط معها كسلطنة عُمان التي تحتفظ بقواعد إيرانية وخُبـراء في المجالات العسكرية والاستكشافات النفطية فهـل من المعقول أن يكون النظام السعودي تبنـى فكر الاتحاد الخليجي على أساس مقومات شكلية " العِقـال والغُترة , أغنية البحر , اللهجـــة اللكنة , موائد الكبسة , الطفرة النفطية , " وقد يُـؤيد فكرته على أساس هذه المقاومات بعض السطحيين من العامة في الخليج والوطن العربي كبيرة هي المتناقضـات السياسية والأجندات المتضاربة في العلاقات الخليجية مع بعضها وما يرتبط بهذه العلاقات من مصالح فردية مع دول إقليمية وأجنبيـة ولذا جاءت اللاءات العُمـانية موضوعية بالمقارنة مع فكرة النظام السعودي التوحيدية على أسـاس الهروب من الواقع والقفـز على الأحداث والمتغيـرات وتعثر الأصدقاء الأمريكان عن مواصلة الدعم السياسي والتخلي عن حُلفائه التقليديين كنظـام مبارك في مصر ولم تكن نابعة من منطلق المشروع الوحدوي الحقيقي والذي عمل النظام السعودي على تفكيكـه بالتعاون مع حلفائه الصهيوامريكـان على مدى التأريخ السياسي لدولته الوليدة التي أدمنت الضم والإلحـاق لأرضي الدول المجاورة بما فيهـا الخليجية . إذاً يأتي وقوفنـا مع فكرة المشروع الاتحادي كنواة للمشروع الوحدوي الحضاري العربي من المحيط المغربي إلى الخليج العربي وليس كفكـرة نظام يريد الهروب من الاستحقاقات الداخلية والعربية والمتاجرة بقضايا الأمة المصيرية على حساب الغبـاء السياسي وجر الأخرين لمعركتـه الوهمية . كثير من دول الخليج تُدرك تمامـاً جوهر الفكرة وأهدافهـا الأنية ولذا صدعت سلطنة عُمان بلاءاتهــا الثلاث وخرجت عن سياسة المراوغة والبصم على طاولة الرغبات وبذا تكون شبت عن الطوق وإن ارتدت طوق أخر فهي تخاطب الواقع مجبرة وقد لا تسـلم بديمومته على المدى القريب وهنا يتوجب على النظام السعودي التوقف في محطات ثلاث بمقابل اللاءات العُمانية الثلاث وقرأتهـا قراءة داخلية وخارجية وعن بُعـد في التعامل مع استراتيجيتها أولها: إن هناك في أولويات واشطن تعمل على إعادة ترتيب الملفات العالمية من مطلق مصالحهـا وفق النتائج والدراسات التي تشير إلى المفاوضات وعدم جدوى التورط في الحروب والتدخل العبثي ثانيـاً : تراجع أهمية دول الخليج بالنسبة لواشنطن تتراجع على الرغم مما تمتلكه من مخزون نفطي فالعراق وإيران التي تسيطر عليه قادرة على التعويض في الإنتاج النفطي ومشتقات الطاقة العالمية ثالثهمـا : أن المتغيـرات الدولية باتت تحكمها المصالح وتسيطر عليها الاقتصاديات ذات السياسة الإنتاجية المعتمدة على البدائل المتجددة في مصادر الطاقة وهذا ديدن واشطن وأخواتها الغربيات ومن هنا انطلقت اللاءات العُمـانية وفق رؤية عالمية لا تعرف بالفِكـر الأنية وردة الفعل التشنجية وهذا ما يجب على النظام السعودي استنتاجه من اللاءات العُمانية .. الاتحاد مطلب تتوق إليه الجماهير العربية.

* شيفيلد - المملكة المتحدة

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد