;
علي السورقي – شيفيلد  المملكة المتحدة
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة

اليمن رؤية الحاضر وآفآق المستقبل 2046

2014-01-17 18:54:51


مما لا شك فيه أن المتابع المهتم بالوضع السياسي في اليمن وإرهاصـاته المتسارعة والتي انعكست على مختلف المجالات الأخرى يستنتــج من خلال قـراءة نموذجيـة فاحصة داخلية وخارجية الوضع السياسي اليمني وما يشهـده من حراك تقليـدي يُعبـر عن قتامة المشهـد للوضع العـام على مساحة الوطن كتعبيـر واقعي للمشهـد الحـاضر المُلبـد بالأحداث اليومية المصاحبة للوضع السياسي وما يرافقها من مواقف تتسم في غالبيتها بالسلبية والتي تنعكس أثـارها المؤلمة على المواطن حياتياً واقتصادياً وأمنينـاً وعلى الوطن سيادة ووحدة واستقلال وفي ذروتها التنكر للهوية وترشيد الحس الوطني في قُدسية حيث الحاضر ممثـل بحراكه السيـاسي انعكاس لحضور القوى المتصارعة على أساس المثلث السلطوي " حزبي , طائفي , قبلي " حاضـراً في المشهد السيـاسي تدعمه الفتـوى الدينية وتواليه المكونات المليشـاوية بتصنيفاتها المختـلفة ومنها العسكرية حضور المشهد السياسي في اليمن الأكثر قتامته الأن يتمثـل بالقوى المصطلح عليها لفظاً بالسياسية " الأحـزاب " وأذرعتهـا الدينية والقبليـة حيث الأحزاب في اليمن على عكـس الأحزاب في الدول الأخرى وإن كانت تحمل " أسفــاراً " تنظيرية كالقومية أو الإسلامية واليسارية إلا أن القبيـلة والفتـوى الدينية تُعـد مرجعية أسـاس في تكوينهـا وبل أن القبيـلة تمارسه حكومة ظل لأي حزب أو تنظيم يصل إلى السلطة ونتيجة للصراع المستمر بين هذه القوى على السلطة تارة وأخرى التوافق والشراكة والمحاصصة وجِد الفراغ الكبير في حضور الدولة بمعناهـا الوطني مما أدى إلى صعود تيارات أخرى وجدت في صراع القوى التقليدية أرضية خصبة لحضورها الفاعل ونشر فكرها وأهمهـا هذه القوى الصاعدة والأكثر خطر على حاضر اليمن ومستقبل أمنه وسيادته ووحدته " الحركة الحـوثية " ذات الفكر الطائفـي " الحِـراك الجنوبي " ذو التوجه الانفصالي هذان التيـاران وما يحملان من توجهـات فكرية ونزعات استقلالية أصبحا حاضرين وبقوة في المشهد السياسي الراهن بل هما الأن من يقودان الصراع على السلطة مع القـوى التقليــدية المغادرة لفظـاً للسلطة عبر الثورة السلمية الشبابية وهى ذاتها قيادة الثورة التي قبلت التوافق على تناصف الكراسي في عملية انتهازية بعيـــداً عن مصلحة الوطن والحفاظ على سيادته واستقلال قراره السياسي ولان هذه القوى التقليـدية ظلت تمارس العُهـر السياسي واللعب على الشعب اليمني بشعارات كرتونية أساسها العُرف بديل للقانون وظل القبيلة وصوتها يعلو على صوت الحداثة والمدنية نتــاج طبيعي أن يكون المشهد السيــاسي الحاضر غير مستوعب لعملية التغييـر بمفهومه العام كسلوك حضاري مدني بل رافض للتعيير الحداثي المتعارض مع مصالحه وهنا لم يكن أمام هذه القوى التقليدية إلا الهـروب إلى الأمام والقبول بأنصاف الحلول وأخماس الحقائق كي تظل في السلطة دون أدنى حضور للحس الوطني وما يتعرض له الوطن جراء خياناتهم وتأمر القوى " القوى الصاعدة وهذا بدوره أدى مع الأسف إلى انقسام المؤسسة العسكرية والأمنية " ضد ومع وبالتالي أصبحت عقيدة الجُندي ولائية أكثر منها وطنية قتالية خاصة بعد تسريح وتصفية الجيش الجنوبي سابقاً والذي كان بحق يمتلك كل مقومات وصفات العسكرية والقيادة الوطنيـة الحقيقية إذا نستطيع القول هنا أن كل أدوات الصراع القبلي التقليدي والفكر الأيديولوجي هي التي ترحلت منذُ العام 1994 م وحتى العام 2011م هي ذاتها التي تُـدير الحاضر وحراكه السيــاسي الهش وما رافقة من حروب عبثية حزبية في الشمال وفيد وغنيمة في الجنوب وبالتالي ونظراً لفشــل هذه القوى مجتمعة في إدارة المرحلة برؤية وطنية يكون فيها الوطن وسيادته ومستقبله حاضراً في الضمير والنوايا هذا الفشـل أدى بكل القوى المتصارعة إلى الانبطاح أمام التدخل الإقليمي والخارجي وقبول المبادرات " المتـأبطة شراً " لليمن كل هذا الواقع أوصل اليمن إلى مرحلة اللا دولة بحيث صارت تُحكم عبر المبادرات والقرارات الأممية التي تنتقص من حق السيــادة ومن هذا المُنطلق فالحاضر برؤيته القاتمة وهى الحقيقـة وإن كانت مزعجة للقوى الانتهازية يتمثل باللا دولة والبديل الحاضر هو الصراع على السلطة بين القوى التقليدية المتوافقة نظــام سابق ومعارضة ركبت موكب الثورة , حــركة حوثية طائفية تتوسع من خلال فوهة البنــدقية هدفهـا القادم والرئيسي هو العاصمة والمسارعة بتشكيل الحرس الثــوري بصبغة جمهـورية الحراك الجنوبي بكل منطلقاته الفكرية واخطرها فعل وحضور في المشهد التوجه الانفصالي المدعوم إقليماً وخارجياً والذي من اهم أهدافه الشيطانية طمس الهوية وجـذع أنف الانتماء ؟ حضور الصراع المذهبي في المشهد بين التيارات الدينية " قاعدة , سلف , حركية " وأخواتها التطـرف المناطقي لا يقل أهمية في حضوره وفعله السلبي في الحراك الثقافي والاجتماعي تصاعد دور القبيلة والعُـرف التقليــدي على حساب قوى الحداثة والمدنية والمرجعية القانونية ضعف مؤسسة الرئاسة وخضوع قرارها السياسي للقوى الإقليمية والخارجية أدى إلى إفراع دور بقية مؤسسات الدولة كالسلطة التشريعية والقضائية وبالتــالي كانت الوصاية هي البـديل ونتاج طبيعي في ظل الوصاية الخارجية أن يكون الحوار موجه بحسب الأجندات والمصالح وهذا الحال فرض نفسه على المؤسسة الأمنية والعسكرية وجعل منها محكومة بمخـرجات القوى المتصارعة واللاعبة في المشهد الحاضر لليمن فكان الانفلات الأمني نتيجة فعل السبب هذا هو المشهد اليمني الحاضر والاعتراف به كحقيقة لا يعني التسليم بديمومة واقعه السلبي فالشعب اليمني بكل قواه الحية هو الشعب الذي يصنع التأريخ ويكتب أحداثه بل هو الشعب الذي يتعرف بأخطائه ويرسم آفاق المستقبل من خلالها الدروس في مسار النهوض والتقـدم على مر الحُقب التاريخية فيتجـاوز بالسفين منحدرات السلب إلى شواطئ الإيجاب وعليـه فأن المستقبل بآفـاقه الحضارية سيكون إيجابي بكل ما تعني الكلمة من معنى في حال اتفق الجميع خارج " جمهـورية موفمبيك " وداخلها على مشروع الوطن الحضاري الوحدوي ومغادرة قارب الفيـدرالية المخترع من قبل الساسة الصهيوامريكان والمستورد عبر وكيلهم الخصري في المنطقة السيد / جمال بن عُمر بصفقة تجارية إقليمية هدفها تمزيق الوطن على أساس دويلات كنتونية متعددة الولاءات . لكي ننطلق باليمن إلى آفاق المستقبل الجديد يجب علينا نغادر الماضي بكل محطاته الصراعية من حقد وثـأر سياسي وإقصـاء وأستقوى وعنف بل يجب على كل القوى التقليدية أن تؤمن بوطن اسمه اليمن وتحد من ارتفاع نسبة التضخم في التآمر والارتهان لأعداء اليمن وتكف أياديها الشـائلة من التسول على أبوب القصــور النفطية وتعمل بجدية على ترشيد اللهث حلف كراسي السلطة وإتاحة الفرصة أمام الكفاءات الوطنية الصاعدة والقـادر على التعامل مع التغييـر بسلوك حضـاري ورؤية وطنية حداثيـة تلبي الطموح الوطني في مواكبة البنـاء والتقدم بمفهومه المدني والولوج باليمن إلى آفــاق المستقبل الضامن لإرسـاء الحرية والعدالة الاجتماعية وتحديد شكل النظام السياسي على أساس مدني ديمقـراطي ورؤية ثاقبة لقــراءة الأحداث والمتغيرات والتعامل معها بوعـي وأدارك فنحن اليمنيون لدينا موروث سياسي وثقافي جدير بأن نفعله في الواقع ونجسد مضامينه في كل مجالات الحياة بل أن لدينا تجارب سياسية ناجحة كالحركة التصحيحية والجمعيات التعاونية . المستقبل مرهون بقبــول القوى التقليدية الاعتراف بالأمر الواقع والتعامل مع المستقبل على أساس وطني ما لم فالانهيار سيجرف الجميــع إلى الجحيم إلا أن اليمن سيبقـى وإن كانت جراحه عميقة . نأمل بمستقبل حالٍ من كل الفيــروسات البشرية الطائفية والسلطوية والسرطانات الإقليمية والعلوج الخارجية مستقبل يحمل معه للأجيال القادمة قدسية الانتماء للوطن ويجسد مشروع الحب والإخـاء والبنـاء والاستقرار بعيداً عن مشـاريع: السيد , الزعيم , القبيلة , المُرشـد , "أبا رغال" , ومشروع العم فيدرالي.. سيبـــقى اليمن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد