;
عبد الله غالب الحميري
عبد الله غالب الحميري

الأيام تعيد نفسها 897

2014-02-05 13:10:13


في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، وبالتحديد في 82 -79م، كادت الجبهة الوطنية الديمقراطية، ذات التوجه اليساري الشيوعي، أن تبتلع الشمال، بعد أن اجتاحت المناطق الوسطى، حتى وصلت إلى يريم وأجزاء من ذمار، وأخذت أجزاء واسعة من محافظة تعز، وفي الجهة الأخرى وصلت إلى رداع بعد سقوط البيضاء!

وكانت الاغتيالات للشخصيات العلمية والقبلية والاجتماعية، قد بلغت ذروتها، والانفلات الأمني أسوء مما هو عليه اليوم، وسيطر الرعب على قلوب الكثير من الناس، وكان الرئيس السابق "صالح" في أشد الحرج والضعف، وكاد أن يسلم بكثير من المناطق، ويعطي ما شاءوا من التنازلات.. ولكن الله سلم.

وأنقذ الله الوطن حينها، بتحالف الحركة الإسلامية ممثلة "بالإخوان المسلمين" مع الرئيس، ورفعت راية الجهاد والنضال، ودحر ذلك الشر، -والحمد لله- وأعيد للوطن لحمته وأخوته وهيبته، واستقر الوضع على خير، بعد أن كادت الأرواح تبلغ التراقي.

واليوم، يتكرر المشهد نفسه، ولكن من جهة المشرق، بما تحمله شين المشرق والتشيع من الشؤم والقرب والتجانس مع الشر!! فالحوثيون اليوم يكررون سنة إخوانهم الشيوعيين بالأمس، وخطرهم لا يقل شراً عن الشيوعية الحمراء وقتها، إن لم يكن أعظم خطراً وأشد ضرراً على الدين والدنيا منها، لا سيما والصراع الآني تدور رحاه معهم حول العاصمة صنعاء، مع صمت مريب من قبل الدولة، وعدم تحمل أي مسؤولية تجاه ما يجري!!

وأرى أنه يتوجب اليوم إعادة التحالف الذي كان بالأمس بين الإخوان(الإصلاح) وبين حلفائهم من المؤتمر الشعبي، ومعهم جميع الشرفاء الأحرار، من أبناء هذا الشعب للقيام بالدور المشرف الذي وجهت به الجبهة الوطنية نفسه..

لدفع هذا الشر الداهم، والخطر القادم، وحماية البلد من السقوط في يد المشروع الصهيو فارسي! وليس مشروع إعادة الإمامة كما قد يتوهم البعض، بل في يد الصفويين الرافضة، الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة.

فإن كانت الإمامة ممن يمكن التعايش معها، فهؤلاء لا حياة للآخر معهم.

وكما أشرت في مقال سابق، إلى ضرورة إعادة هذا التحالف الاستراتيجي، الذي تحقق به من قبل دحر الشيوعية الغازية عن الشمال، وتحقق به من بعد ترسيخ الوحدة بين الشطرين.

وعندما انفض هذا التحالف وعاد إلى الصراع والتخالف، دخل الوطن كله في أزمة قاتلة، وعاد الخطر الغازي يتهدد الوطن من جديد، وقسم اليمن الموحد إلى أقاليم اتحادية! والله أعلم إلى أين ستستقر سفينة هذا الوطن، بعد كل هذه الزوابع والأعاصير التي تعصف به من كل اتجاه؟!

إن استمر العداوة والتهارج والقطيعة، على ما هي عليه اليوم.

ونسأل الله السلامة وحسن العاقبة.

وهنا أقول: إنه يجب أن تتظافر في هذه المرحلة الحرجة من تأريخ الوطن، كل الجهود الخيرة، من جميع الفئات الوطنية دون استثناء، وأن يستشعروا خطورة المرحلة، وثقل المسؤولية الدينية والتاريخية، ويسعى الجميع في الصلح والمصالحة، ونبذ التفرق والخلاف، الذي يطحن الشعب طحن الرحا، ويصلحوا ما أفسد الشيطان من أخوتهم، ونزغ به بين صفوفهم، ونفثه في قلوبهم، فإنهم لن ينصروا بغير الاجتماع والتوحد، والعلماء في مقدمة من يضطلع بهذا الدور.

تأبى العصي إذا اجتمعنَّ تكسراً

ومتى افترقنَّ تكسرت آحادا.

وعليهم أن يتذكروا وينصاعوا جميعاً لقوله تعالى:(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا،،،)

وقوله عليه الصلاة والسلام:(إن الله يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم،،،،) ويتقوا تحذيره عليه السلام من حالقة الاختلاف، التي تحلِق الدين لا الشعر!

(دب إليكم داء الأمم قبلكم، الشحناء والبغضاء، أما إنها لا تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)!!

وإذن فالمسؤولية التاريخية عظيمة على الجميع، وعقاب الله بعد ذلك للمفرطين بمسؤوليتهم، شديد، في العاجل والآجل ، وسننه -سبحانه- في النهوض والسقوط، لا تحابي أحداً، والعاقل من اتعظ بغيره، وليس من اتعظ غيره به، والله المستعان على كل حال، وبه المستعاذ وعليه التكلان.

ولا حول ولا قوة إلا به.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد