;
محمد عبد الله محمد
محمد عبد الله محمد

الإعمار وعودة الاستقرار لأبين 1041

2014-02-11 12:38:06


ستظل مأساة الحرب تتصدر المشهد للأوضاع في محافظة أبين لفترات طويلة، نظراً لحجم الدمار الذي طال الأرض والإنسان وشل كل جوانب الحياة والقدرات الاقتصادية، وكل منابع ومصادر العيش للإنسان فيها، وما ترتب عن نزوح أبنائها وتشردهم خلال فترة الحرب، وما بعدها وما عانوه إلى يومنا هذا من مشكلات متعلقة بالحرب وأخرى مضافة من تداعيات النزوح، هناك من باع ممتلكاته لدفع الإيجارات ومن عجز عن إلحاق أطفاله لمواصلتهم التعليم ومن تعرض للمرض.. الجميع عاش أوضاع معيشية صعبة أنتجها لهم وضع الحرب ووضع النزوح وتضاعفت مأساتهم.

وبالنظر بتجرد إلى حقيقة هذه المأساة أو القضية القائمة سيتبين أن أبناء أبين دفعوا حياتهم واستقرار أجيالهم القادمة، وقدموا تضحياتهم ثمناً لينعم الجميع بالأمن والاستقرار, باعتبار أن من تسبب في خروجهم من ديارهم هو الصراع المسلح الذي دار في محافظتهم بين الجيش وتنظيم القاعدة ( الإرهاب ) الذي ينظر له كعدو مشترك يستهدف العالم بأسرة، ويعتبر الجميع بأن محاربته مشتركة بين الدول ..إلا أن الاشتراك في إنهاء معاناة وتداعيات محاربته، قد يكون في مستوى أقل من المأمول والمنتظر .. لذا فإن حجم الدمار والخراب الذي لحق بأبين وأبنائها ومقدراتها أكبر بكثير من الفترات القصيرة المحددة في نظر المواطن لينجز فيها صندوق إعادة الإعمار بأبين تعويض الضرر للمنازل أو المزارع المتضررة بدفع التعويضات بالتقسيط وتحتاج وقت, وقبلها مشاركة الجميع مجتمعات ودول في الدعم لإنهاء أثار الحرب.

هنا لابد من الاعتراف أن حجم الدمار كان أكبر من إمكانية بلد لايزال يعاني من اضطرابات سياسية ومن مشكلات اقتصادية ومن نقص في الخبرات والقدرات في إدارة الأزمات والأوضاع الناتجة والناشئة عن الحروب – بل حتى في التعامل مع الكوارث الطبيعية ( كالزلازل والفيضانات، كما حدث في حضرموت ) بل إن أجهزة الدولة عجزت من التعامل مع هذه الكوارث الطبيعية، فكيف يمكن لها أن تتعامل مع أوضاع أكثر خطورة من الكوارث الطبيعية ؟ فحجم الدمار والضرر الناتج من الحرب في أبين ضعف أضعاف من الضرر لتلك الكوارث التي لم تعالج إلى يومنا هذا، ومسالة التغلب عليه تتطلب عشرات السنوات وإجراءات متواصلة تعالج الدمار ثم الضرر الناشئ وتداعياته، وأن تتساوي كفتي ميزان العدل تجاه مسالة الدفع بين مأساة تضحية المواطن التي لم يدفعها بالتقسيط والتعويض الذي تلزمه الحكومة بقبوله بالتقسيط الأمر الذي يجب أن يُحسم في أدنى مستويات ممكنه للعدل وهو (دفع التعويضات دفعة واحدة ).

باندفاع من ضغط المعاناة و المأساة وبصورة عفوية نرى اليوم من يوجه سهامه لصندوق إعمار أبين في الوقت الذي يُجمع فيه الكثير من أبنائه أن مشكلات محافظتهم، لا يمكن أن تُحل إلا بتضافر جهودهم أنفسهم للبناء لا للهدم، وأن الوضع يتطلب من الجميع الابتعاد عن أحداث الإرباكان، فعلينا جميعاً تشخيص المشكلات أولاً ثم تفهم الوضع ثم المساهمة في وضع الحلول والرؤى إن كان هناك قصوراً، وأن نشجع الإيجابيات والنجاحات التي لا يمكن لأحد إنكارها، كما لا يمكن إنكار وجود أخطاء كانت بدافع الاستعجال لإنجاز العمل، وتنفيذه بصورة سريعة في إدارات ناشئة تحتاج لفترات طويلة من الإعداد، والرقابة والتنظيم والمراجعة وقبلها التخطيط .. وكل هذا كان بدافع الإسراع من أجل الوصول لتحقيق العودة السريعة للنازحين وغير المخطط لها.

برهنت التجارب أن أسباب الأخطاء في أي مرفق تعود للاستعجال في التنفيذ غير المخطط دون مراعاة النتائج، وهذا هو ما حصل مع صندوق الإعمار بأبين بسبب الارتباكات والضغط وأعمال الإثارة العفوية أو الموجهة، بعد أن أثبتت النتائج عدم صحة الاتهامات السابقة سوى إرباكات إدارية، وها هو المواطن يكرر انتهاج الخطأ والضغط الشعبي والحكومي بالاستعجال على الإدارة الجديدة لتنجز كل شيء في حين لم يُمر إلا شهرين على تسلمها للعمل، دون احتساب النتائج التي قد تأتي على غير توقع، ولكي لا نُكرر الخطأ، أو نعالج الخطأ بالخطأ علينا الصبر والتعاون، وأن لا نجعل أنفسنا سهاماً لغاية الاستهداف ليرمينا بها غيرنا أو ننسف كل ما تحقق بنوايانا السيئة أحياناً تجاه بعضنا البعض، أو استباق الأحداث، وعلينا إصلاح أنفسنا وإصلاح الخلل إن وجد، وأن لا نغيب الدور المنسي لصندوق الإعمار في عودة النازحين إلى ديارهم، وجهوده في إعادة الاستقرار إلى محافظة أبين بعد تحريرها من قبضة القاعدة، وعلينا أن نتذكر الوضع في أبين في النصف الثاني لعام 2012 م – 2013م وتعقيداته حينها في كل القطاعات، فالأمن لم يستطع آنذاك تحقيق خطة إعادة التموضع والانتشار الأمني وهذا كان مكلف، لا بعودة المجتمع النازح، و عودة العمل في كل القطاعات التي تعثر عملها، وكانت الكلفة باهظة، إلا أن دور إعادة الإعمار عاد للحياة إلى المدن المتضررة، كما أن صرف التعويضات أنعش السوق، وحرك كل ساكن لتعود فرص العمل تدريجياً في العام المنصرم، وها هي تعويضات القطاع الزراعي (الدفعة الأولى) إعادة إحياء النشاط الزراعي في مطلع العام الحالي كل هذه النجاحات، وإن كانت في حدها الأدنى لكنها تعد عملاً جباراً مقارنةً بحجم الدمار حيث أسهمت بإعادة الاستقرار للأوضاع بأبين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد