أن نحلم بالأفضل فهذا حق مشروع لكل شخص منّا ودون قيدٍ أو شرط ما يلاحظ أن الشعب بدأ يتململ متعباً في القرى والمدن, في صفوف الفقراء و الأغنياء والشرفاء أيضاً.
الجميع مشغولون بالبحث عن إجابات شافية لكل علامات الاستفهام التي استوطنت واقعهم بشكل كبير وفج وتشكل بُقعاً سوداء في أحلامهم البيضاء!.
تكاد أن تكون هناك قناعة متولدة لدى الكثير من أبناء الشعب اليمني بأن الأمور لن تستقيم إلا من خلال وحدة الصف والسير بشكل الجماعي نحو الإعمار والبناء، ونحو المستقبل الخالي من الفخاخ القاتلة التي تترصد آمال اليمنيين، لكن الإشكالية التي لا يدركها بعضهم تكمن في الوسائل المستخدمة للوصول إلى الغايات المرسومة لكل فصيل، والتي يتم انتهاجها بشكل يضع الجميع في دائرة السقوط المدوي في هاوية طريق اللا عودة.
هذه الإشكالية ساهم في ظهورها وبشكل كبير كل من ترنحت واضطربت أفكارهم في نضال الحرية ثم تحول خط سيرهم نحو مزالق الطائفية والمناطقية والمنفعة الحزبية, لا ندري هل تراجع وعي هؤلاء فجأة؟ أم أن أقنعتهم التي خادعوا بها الجماهير بدأت في السقوط؟.
في نهاية الأمر هي إشكالية وليست قدراً يمنع القطر المتساقط على الأرواح العطشى للتغيير نحو الأفضل، بمعنى أن مفاتيح الحل ما تزال بيد جمهور الشعب..
والأمر في مستوى الصعوبة لا الاستحالة، فيمكن أن يزول إذا ما قام الشعب بلملمة صفوفه والعمل على كشف معدنه الأصيل وصولاً إلى صقل مناضلين جدد لمرحلة جديدة وهم كثر، وأن تواصل كل فئات الشعب مزيداً من الجهود ومن التضحيات, فلا يتوقف السير بذريعة توقف بعض السياسيين عن النمو في مراحل التطور الإيجابي وكذلك المفكرين والمثقفين الذين تجمدوا في مسيرة البحث الذي يعود بالمنفعة الكلية وارتمائهم في أحضان الكسل العقلي أو المستنقع النفعي الذاتي، فكم من ورق سياسي أو ثقافي اصفّر وتساقط وتلقفته قيعان الاهتمامات الضيقة، ومن لحاء المعاناة والألم نبتت براعم، ومن نضالات كدح العمال ومن معاناة الحارات والقرى الفقيرة وسهر المخلصين ظهرت زهور الوعي المتجدد.
