;
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

يا أهل اليمن عليكم أنفسكم! 1202

2014-03-11 13:41:52


ينبغي على القوى السياسية في اليمن أن لا تعول كثيراً على المجتمع الدولي حتى وإن كان يؤكد على دعم اليمن حكومة وشعبا ورصد المعرقلين, وحث الدول المانحة على الوفاء بالتزاماتها تجاه اليمن.. ربما هذا القرار أوجد من الشارع اليمني مؤيد ومعارض.. ومتفهم.. ومتجاهل.. ومحبط ومتفائل.. ومتخوف ومماطل.. لكن الحقيقة تكمن على أن الوضع الراهن وخصوصاً فيما يتعلق بالأمن والاستقرار والتنمية وتدشين المنظومة الإدارية والهيكلية لليمن الاتحادية.. مرهون ومتعلق بقناعة ونوايا وطموح أهل اليمن أنفسهم.. وخصوصاً المعنيين والمسؤولين والقائمين والمشاركين وأصحاب القرار في المرحلة الانتقالية.. هم من سيقررون.. وهم من سيحددون الاتجاهات والمسافات.. من هذا المنطلق.. ينبغي على القوى التي توافقت ووقعت أن تقتنع وتتعظ وتتنازل.. وتدرك المصالح والمفاسد والمنعطفات والمؤامرات التي ستعصف بالجميع إذا تخاذل الجميع.. صحيح أن تطبيق قرار مجلس الأمن سيكون رادعاً للعاق.. ومعاقباً للمصر على التمرد...لا شك أن مصلحة الوطن مطلب غالبية الشعب.. لكن إذا نظرنا إلى الواقع سنجد أن القوى التي لم تقتنع والقوى التي تنظر بعين واحدة تجاه مستقبل اليمن ربما هي التي ستؤول إلى صناعة العراقيل المباشرة وغير المباشرة من بوابة المعارضة المشروعة والمكروهة والانتقامية.. متجاهلة تلك القوى الوضع العام الذي يمر به اليمن.. وهذا ما ينبغي أن تدركه تلك القوى المتوافقة واللجنة الدولية التي ستشرف على الواقع وعلى تنفيذ مخرجات الحوار.. وترصد كل المخالفات والخروقات أولاً بأول.. فنجاح المرحلة يتعلق بالأيادي اليمنية الخالصة وليس بالركون على الإملاءات الخارجية.

لكن إذا قوبلت هذه الدعوات وهذه المبادرات والقرارات الدولية بالإعراض والتقاعس وعدم التجاوب معها من قبل القوى الحائرة والمكابرة.. والمعرقلة والمتمردة ..حينها سيتم استهدافها وكسر شوكتها ربما نهائياً.. عند ذلك ربما ستتحول تلك العقوبات وتلك الضربات إلى تأسيس ثقافة الثأر والنعرات والصراعات طويلة الأمد.. وهذا ما يجب أن نحذر ونخاف منه مستقبلاً.. فاليوم يتطلب من الحكمة اليمانية أن تتجلى وتستخدم للحيلولة والوقوف أمام الوصول إلى مرحلة المواجهات والصراعات بين والقوى المناهضة والمتمردة وبين الدولة وربما مع المجتمع الدولي الذي ستجعل بعض القوى من تنفيذ العقوبات ضدها فرصة لتحريض وتحريك الشارع على هذه الممارسات.. والتي تعتبر دخيلة على المجتمع اليمني.. وهذا ما يرفضه أهل اليمن جملة وتفصيلاً.. وهذا ما يتطلب من الجهات المعنية أن تضع حداً لتلك التصرفات والتحريضات الإعلامية التي تقوض العملية الانتقالية والتي ربما تؤدي إلى جعل الجميع تحت الرقابة العقابية.. وخاصة عندما يكون الشارع منقسم بين من يطالب بإسقاط الحكومة.. وتقويض عمل الحكومة.. وبين من يسعى إلى إعاقة سير المرحلة المقبلة ..وبين من يطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها.. وبين من لم يعترف بالحكومة ولا بالقرارات الدولية من أساسها.. فالحكومة ممثلة بالجهات المعنية عازمة الأمر أن تقوم بواجباتها ومن المؤكد أن التوجيهات العلياء قضت بالضرب بيد من حديد لكل من يصر على المكابرة والعرقلة والفوضى والتخريب والاعتداءات.. فيا أهل اليمن عليكم أنفسكم.. فالحسنة تخص والسيئة تعم.. والبلاء يطم ويلم.. فلا داعي للشطح.. وليس داعي للاستعراض.. ربما عهد المناورات والمساومات والمداعبات قد انقرضت.. فاليوم لم يتبقى أمام أهل اليمن في الشمال أو في الجنوب إلا أن يتدارسوا الوضع عن مصداقية وعن جدية وعن أمانة وتحمل المسؤولية..

 فاليمن والوطن ربما قد تجاوز المخاطر ووصل إلى بر الأمان.. فعلى من كان ينتظر غرق السفينة.. فعلية أن يستسلم.. فلم يتبقى لأهل اليمن إلا أن يتعاونوا ويصلحوا أحوالهم فهو خيراً لهم.. وعلى الجميع أن يتجهوا نحو الترتيب والتنظيم والتصحيح والتصالح والتسامح.. فيا من تراهنون على الداعمين أن يلموا الشمل ..ويامن تنتظرون من الناقمين أن يدعموا الفوضى والانقلابات.. ويامن تنافقون الأشقاء والأصدقاء لأن يحبطوا مشروع اليمن الجديد.. فما عليكم إلا أنفسكم.. واتركوا ما تبقى للقادة وللحكام.. أن يقوموا بواجباتهم.. إن كنتم مخلصين.. ومحقين.. وصادقين.. ومقدرين.. وإن خالفتم.. وناهضتم.. وتمردتم.. وعرقلتم.. فلا تلوموا إلا أنفسكم.. والله المستعان

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد