;
عبد الرحمن جابر
عبد الرحمن جابر

عندما نتحدث عن الإرهاب ! 830

2014-06-01 20:11:40


الحوثي بهدمه المساجد ودور الحديث، وبتفجيره مدارس العلم؛ يقدم نفسه كصاحب مشروع صليبي مغولي يقاتل المسلمين، فالتاريخ لم يشهد مثيلًا لما يقترفه الحوثي اليوم عدا الحملات الفرنجية التي شنها الصليبيون في أواخر القرن الثاني عشر ضد المسلمين، والحملة المغولية التي أدت إلى سقوط بغداد عاصمة الدولة الإسلامية بيد التتار في القرن الثالث عشر، لا تتيح الصورة القاتمة لنا أن نشاهد أبغى وأظلم ممن يدمر مساجد الله ويسعى في خرابها, يقول الله تعالى: " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم"..

 ستة عشر مسجدًا ومدرسةً في صعدة وعمران والجوف دمرها الحوثي قبل أشهر، وبالأمس يعود ليدمر مسجد ودار الحديث في منطقة ضوران ( آنس ذمار)، واليوم جاء متقويًا بصيد أمس ليدمر أكبر دار قرآن في منطقة الخدرة، ويهاجم معسكرات الجيش ويقتل الجنود الأبرياء، أليس هذا هو نفسه إرهاب وعنف القاعدة أم يختلف الأمر إن تعلق بالحوثي؟! بل إن الحوثي قد تجاوز جرائم وإرهاب القاعدة، فزاد جرمًا بتفجيره مساجد العبادة ودور العلم، في حين لا تتجرأ القاعدة على فعل ذلك أبدًا، وكيف نصدقه كل مرة إن صدقناه تجاوزًا في مراتِ سابقة ادعاءاته أن كل مساجد مخالفيه هي مسجد "ضرار" ، أيظن العالم بهذا القدر من الغباء والحماقة ؟! قنواته التلفزيونية وصحفه ومجلاته ومواقعه تزدحم بمدائح حزب الله اللبناني وخامنئي إيران الذي أحل المتعة وعلق أحكام القرآن وتشريعاته بينما تجدها في المقابل تُفسق عمر بن الخطاب، وتتهم أبا بكر بالخيانة العظمى، وتقدح في أمانة عثمان، وتكفر معاوية، وتكيل التهم لأم المؤمنين عائشة !، يرفع صوته متفاخرًا بعمالته وإذعانه لقوى خارجية بينما يقول تجاه جيش وأمن وطنه: على القوات اليمنية عدم استفزاز حركة الحوثي !! ، وصلت به الجرأة أن يدين بالولاء والطاعة لأسياده في الخارج دون مراعاة للاعتبارات الوطنية والمراوغات الدبلوماسية، وفي المقابل يُخونُ ويُكفرُ ويقتل أبناء وطنه من المخالفين له أو الرافضين لاستبداده، الحوثي اليوم يعيش حالةَ انتعاشٍ كامل بفعل الصمت والتراخي الذي تقابله به الجهات المسؤولة في جيش الدولة انطلاقًا من تخاذل وتغاضي رئيس البلاد، إنه يعيش حالة استقلالٍ شبه كامل، ولا يكتفي بذلك بل يشن اليوم غارات على المحافظات المجاورة "عمران - الجوف - ذمار - حجة - إب ", فينتهك بذلك سيادة الدولة اليمنية المحادَّة لمملكة صعدة الشقيقة ! لا نسمع في خطاباته ذكر الجمهورية اليمينة أو الاعتراف بها ، لم نر علم الجمهورية اليمنية يرفرف في أي احتفال أو مهرجانٍ أقامه الحوثي طيلة سنين سطوع نجمه.

هذه صورة مكبرة جدًا لمشروع عنصري طبقي لا يمكن أن يعترف بتعايش سلمي، ولا أن يدخل في إطار تشكيل مدني يحترم الآخرين ويشعر بالتساوي مع بقية رعايا الوطن ، هذا مشروع يروج لنفسه بالإرهاب والتخويف، يمضي بقاعدة: "اقتل ليرى الغير كم نحن أشداء قساة غلِاظ، دمر وانتهك ليؤمنوا أننا لا نعرف الرحمة ولا نراعي أية حرمة؛ فَيَرهَبوننا، وحينها لن يقف أحدٌ في طريقنا، وسَيُسقِطُون علينا كما جاء في القرآن على لسان الملكة بلقيس: إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون "؛ وبعدها يركعون لنا فلا نسمع لهم همسا! يجب أن نقف وقفةً جادة مع ما يرتكبه الحوثي اليوم، هو اليوم يعتدي على المواطنين اليمنيين بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم الجغرافية والسياسية والمذهبية، هنا الحوثي في كل مكان نلتفت إليه يقف ببندق صيده ودبابة قنصه، وهنا يجب أن أقف عن الكتابة؛ لأنني أعلم أن الحوثي ماضٍ في مشروعة التوسعي الاستبدادي، وقد يشهد قلمي عليَّ - يومًا - بأنني كتبت عن الحوثي ما يزعجه فيضطر لإزعاجي حينها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد