;
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

متراجحات أنظمة أسقطتها ثورات ناقصة!! 1000

2014-06-09 19:48:23


يبدو أن الأوضاع والمتغيرات التي تحاك باليمن- من مختلف الاتجاهات- يبدو أنها نواتج كسرية لمتراجحات أنظمة أسقطتها ثورات وسياسات ومواقف وأحداث سابقة.. فتحاول اليوم تلك الأرقام أن تعيد تلك الأنظمة على حساب المتغيرات والأحداث والاستفادة من تلك الفرص المتاحة على المستوى السياسي أو على البسط النفوذي أو على الركون والوعود المنتظرة من قوى إقليمية شقيقة وصديقة والذي تسعى هذه القوى أو تلك وعلى مرور الوقت والمواقف والمتغيرات على أن تظل حريصةً على خلط الأوراق وإفشال وإعاقة النظام الحالي حتى وإن لزم الحال الاستعانة بصديق حاسد أو بعدو حاقد على البلاد والعباد..

وهذا ما هو حاصل ويحصل في عمق الملفات السياسية والمحورية في اليمن وعلى مدى العقود الماضية.. فها هي النواتج الكسرية وخصوصاً التي كانت تصنف بالأمس على أنها أعداد تقريبية ليس لها تأثيراً على نواتج الثورة والتغيير.. لكن اليوم ربما أصبحت مثل تلك الأرقام والأعداد التقريبية تحاول أن تحل وتتصدر مكان الأرقام والأعداد الصحيحة.. وهذه ربما تكون عين الحقيقة ليس إلا.. فثورة سبتمبر أسقطت النظام الفردي الاستبدادي .. وثورة اكتوبر أسقطت النظام الغربي الاستعماري.. والوحدة أسقطت النظام الشمولي العنصري التشطيري المناطقي الإستحقاري.. وثورة الشباب السلمية أسقطت النظام العائلي محلياً والملكي العلماني خارجياً.. ومشروع الإسلام السياسي أسقط تلك الرهانات التي كانت تحاك بالفكر الإسلامي المعتدل وتميزت وتصدرت عن الفكر المتشدد والمناهض للنسيج المعتدل..

فاليوم وعلى خطى الفلسفة المتشعبة والمفارقات المتعرجة لتلك القوى أصبحت اليمن ملعباً لتسويق وتأطير وسباق وتنافس وصراع بين تلك القوى على الملعب السياسي والنفوذي والطائفي والإقليمي والدولي على أرض الواقع.. فجماعة الحوثي تسعى لاستعادة النظام الفردي الإمامي وعلى صفحات وتمويل من الدول الفارسية.. وحراك البيض يسعى لاستعادة النظام الشمولي على حساب دولة الجنوب سابقاً وعلى صفحات ووعود من الدول الاستعمارية.. ونظام علي صالح يسعى لاستعادة النظام العائلي على صفحات وإعدادات من الدول المتعولمة والمناهضة للأنظمة الديمقراطية والثورية مثل الإمارات والسعودية ومصر حالياً.. والإخوان يسعون للوصول إلى الحكم عن طريق مشروعهم السياسي بالنهج السلمي الديمقراطي والذي يفضي إلى المشروع العالمي لاستعادة الدولة الإسلامية تحت راية قومية إسلامية موحدة على صفحات ودعم من تركيا وقطر.. وهناك أيضاً تنظيم القاعدة أو ما يسمى بأنصار الشرعية يسعى إلى استعادة دولة جهادية تقوم على أساس العداء والحرب لكل من يخالف نهجها وتوجهاتها المتشددة والمتطرفة ضد الديانات المناهضة والمعادية للشرعية الإسلامية وعلى صفحات ودعم من قبل قوى دولية غامضة ربما هذا بحسب أبعاد محدودة وقاصرة لتنظيم القاعدة ربما أغلبها لا تزال مبهمة لا يدركها الكثيرين .. وهكذا تتشابك المسارات وتتعارض الاتجاهات وتختلف التوجهات والمخططات وتتفاقم المتغيرات والمستجدات.. فمن خلال تلك المفارقات يتبقى للشارع العربي عموماً والشارع اليمني خصوصاً أن يعيد النظر ويتجه نحو المشروع الأقرب إلى الحلول وإلى المدلول وإلى المعمول وإلى المنظور الذي سيكون قريباً من المنهج ومن الفكر ومن القومية ومن الوسطية ومن الاعتدال ومن مشروع الحياه والعيش الآمن والمستقر تحت ظل كيان يكون قريباً من المعالم والمساعي والأهداف الإسلامية المحافظة والمعتدلة مع كل التوجهات والسلوكيات والتصرفات التي تتعارف وتتعايش تحت ظلها الأمة والوطن واليمن عموماً..

فالثورات من المؤكد وفي كل الأحوال وعلى كل التوجهات أنها قامت وماتزال على استعداد أن تكمل مشوارها وخصوصاً عندما تكون هناك أنظمة عبثية وقاهرة وديكتاتورية تتعالى وتصادر كل الحقوق والمستحقات والاجتهادات والنضالات لقوى معينة تحت مسميات وعناوين واتهامات مستنبطة وممولة من الشرق ومن الغرب وتحت غطاء وستار اليهود والأمريكان ومن شايعهم ومن ناصرهم..

 فهل يا ترى ستعي تلك الأرقام الصحيحة التي ناضلت وقدمت الغالي والرخيص في سبيل الحرية والكرامة والعدالة والمساواة ؟, أم أن الأقدار ستجعل من تلك الأرقام الكسرية عناوين وبدائل لتلك الأرقام الحقيقية وخاصة عندما تكون أهداف الثورات السابقة واللاحقة غير مكتملة وناقصة؟..

هذا من باب الفلسفة الكتابية والمشاهد والمتغيرات والحقائق والوقائع التي باتت تتصدر المشهد وتطغي على مكتسبات الحياة وعلى الفطرة والعيش الكريم.. والله المستعان..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد