;
محمد غانم
محمد غانم

يمن الجاهلية في الألفية الثالثة 1059

2014-06-13 19:01:16


سؤال راودني كثيراً وفي اعتقادي لم يراودنِ أنا فقط بل راود كل مواطن يمني يعيش ويعاني ما نعانيه الآن.. أي يمن هذا الذي نعيش فيه؟!! هل عدنا بعجلة الزمان إلى الخلف ولم نستطع السيطرة عليها حتى أوصلنا إلى مانحن فيه؟.. ولكن إذا تساءلنا ما الفرق بين يمن الأمس ويمن اليوم؟!, فبكل سهولة سنجد أننا مازلنا في عصر التخلف ولكن بغلاف حضاري مدني يكاد أن يكون ممزقاً..

ففي الحقيقة إننا نعيش اليوم دون بنية تحتيه؛ فالكهرباء شبه معدومة بينما تحتفل بعض الدول بمرور قرن كامل (أي ١٠٠ عام )دون انقطاع للكهرباء.. فيا للعار!! إنها لا تقتصر فقط على الكهرباء بل أيضا الماء والبترول والديزل وحتى الأمن- الذي هو أبسط الحقوق التي يجب أن يناله المواطن- معدوم فلا يخلو يومنا من سماع أخبار إهدار الدماء.. فلان قُتل وآخر أُغتيل غدراً وأخرون قتلوا بطائرة بدون طيار ووو... إلخ.

 فالقتل أصبح كالدمى عندما يلعب بها الطفل والسبب انه لا يوجد رادع للمجرم فالحكومة في عالم آخر والمسؤولون في القضاء لم يطبقوا حد الله في كل شيء ولم يتخذوا القرآن أساساً لحكمهم، حالنا أصبح لا يسر العدو ولا الحبيب, فالطرق مقطوعة والقضاء موقوف والتعليم من سيء إلى أسوأ, حيث أننا من الدول التي تمثل نسبة هائلة من الأميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون, بينما أصبح حالياً في كل دول العالم الأُمي هو من لا يستطيع استخدام الحاسوب والإنترنت.. فرغم الموارد والثروات التي تتمتع بها بلادنا إلا أننا من أفقر الدول وأسوأها من ناحية الأمان والبنية التحتية. ومن ناحية البطالة؛ فالبطالة اليوم تكتسح شباب اليمن حيث أن ٩٢٪ من الخريجين اليوم ليس لديهم وظائف وإذا أراد الشاب أن يحصل على وظيفة مرموقة تليق به وتؤمن له دخلاً متوسطاً لكي يعيش به ويؤمن مستقبله ومستقبل أولاده, فلابد من أن يكون لديه وساطة ليتوظف حتى وإن كان يمتلك أعلى الشهادات فهو لا يستطيع أن يُحاز عليها بمجهوده إطلاقاً.. بينما ذوو اللا خبرة وأصحاب الشهادات البسيطة يحصلون على أفضل وأرقى الوظائف بكل سهولة بمجرد انه ابن فلان أو قريب فلان.. فأي ظلم هذا الذي نعيش فيه، وفوق هذا كله فالحكومة لا ترحمنا, فجرعة تلو الأخرى وأزمة تلو الأخرى.. فحتى الاحتياجات الأساسية معدومة بل غير متوفرة..

إذاً أخبرني أيها القارئ: ما لفرق بين يمن اليوم ويمن الأمس؟.

 إذا تعمقت في التأمل ستجد أن من كان في يمن الأمس أفضل حالاً وطمأنينة من مواطن الألفية الثالثة.. فإلى أين نحن ذاهبون يا حكومة الوفاق وإلى متى سنظل نرجع إلى الوراء؟. اتقوا الله فينا وحاسبوا أنفسكم.. فأنتم مسؤولون عن حالنا وضيقنا وأزماتنا.. فلا تلوموا غيركم.. وحاسبوا أنفسكم قبل هذا وذاك وإلا كونوا أشرف وأقوى وأشجع من الجميع وليأخذ كل وزير ورقته وقلمه الآن ويقدم استقالته كي يبرئ نفسه من كل هذه المآسي.. فو الله ليس بقليل ما يحدث لي ولغيري ممن يعيش في هذا الوطن بسبب هذه الأوضاع المؤسفة.. فأنا وكل مواطن لم نتمنَ الغربة والهجرة كما تمنيناها اليوم..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد