;
وائل عصام
وائل عصام

هل يكره العرب أنفسهم أكثر من إسرائيل؟ 811

2014-08-03 19:00:31


■ لم يخطئ بيريز عندما قال: انه لم يعد هناك عالم عربي معاد لإسرائيل، فالعرب اليوم معـــادون لأنفسهم اكثر من إسرائيل .رضخ العرب لاحتلال الكراهية لبعضهم بعضا وفشلوا فــي بناء مجتمع متعايش، لذلك قال عنهم الإسرائيليون «لا تخافوا من العرب طالما لا يعرفون كيف ينظمون أنفسهم في طابور الخبز» .

لم تكن إسرائيل لتتجرأ على الدم العربي في غزة بهذه السادية، لولا أن الدم العربي بات رخيصاً من العراق لسوريا لمصر، فإسرائيل تعرف أن الكثير ممن يثرثرون بالتعاطف مع غزة، إما كاذبون أو يعيشون شيزوفرينيا أخلاقية حادة .

لقد اتفقت كل الأنظمة هذه المرة ضد المقاومة «حماس»، فأنظمة «الاعتدال» تتمنى زوال حماس اليوم قبل الغد، وتكاد تعلن تواطؤها مع إسرائيل ضد حماس، تدفعها عقدتها الأزلية من الإسلام السياسي، الذي يهدد وجودها، كونها أنظمة غير منتخبة ومنقطعة الصلة عن شعوبها، رغم أن علاقتها ممتازة بشيوخ السلطة، كمفتي السعودية الذي تمخض علمه الشرعي عن تحريم مظاهرات غزة لأنها «تثير الضوضاء»!

أما أنظمة «الممانعة» فهي تعلن تأييدها للمقاومة، لكنها تتمنى هزيمة حماس الإخوان المسلمين في غزة، فهي تعيش شيزوفرينيا حادة بعد أن أصبحت الحركة الإسلامية السنية، التي أبعدت عن دمشق قبل ثلاثة أعوام وأبعدت عن حماة بمجزرة قبل ثلاثين سنة، هي التي تمارس الممانعة الحقيقية اليوم، أما أنظمة «الممانعة» فتقتل العرب بالآلاف منذ سنوات بوحشية وسادية فاقت إسرائيل بأضعاف.

فمن أي أنظمة عربية ستخاف إسرائيل، أو لمن ستحسب حسابا؟ لهذه الأنظمة التي تهمس بدعمها بالسر؟ أم من جمهور ومؤيدي أنظمة الممانعجية والمنحبكجية الذين يعانون حالة شيزوفرينيا عجزت عن تفسيرها كل نظريات علم النفس.. فهم يبكون على الفلسطينيين في الثلاثة أسابيع الأخيرة، ويبتهجون لقتل الآلاف من أبناء بلدهم على مدى ثلاث سنوات، هذا إن لم يبرروا قتلهم بتبريرات إسرائيل نفسها، أي «الإرهاب».

ولا اعرف كيف يعاتب العرب والفلسطينيون السيسي حاكم مصر العسكري بعدم تعاطفه مع ضحاياهم؟ كيف تتوقعون ممن قتل ألفي مصري من أبناء شعبه في يومين، أن يتعاطف مع ضحايا فلسطينيين لا يمانع أن يقدمهم قرباناً للتخلص من غريمته حماس. واذا تعمقنا بالداخل الفلسطيني، فكثيرون من أبناء فتح يقولون علناً انهم يكرهون حماس اكثر من إسرائيل، واليوم يقبع كثير من قادة فتح تحت الإقامة الجبرية في غزة.

 حدثني أصدقاء من غزة عن تعرض فتحاوي لإطلاق نار قبل يومين في الشيخ رضوان بغزة. صحيح أن العدوان وحد معظم الفلسطينيين، لكن الوحدة التي يصنعها عدو مشترك تزول فور زواله، إنْ لم تكن مبنية على توافقات وطنية حقيقية.

ما زلت اذكر لليوم ما قاله لي اثنان من القيادات الميدانية الفلسطينية، اللذان التقيتــــهما خلال حرب غزة عام 2009، استشهدا في هذه الحرب احدهما صانع صواريخ شهير، والثـــاني هو أبو احمد الناطق باسم سرايا القدس للجهاد الإسلامي، أتذكر تمــــاما انهما قالا «لم نعد نريد من الآخرين دعم قضيتنا، نريد فقط منهم أن يكفوا شرهم عنا». فلماذا ستقيم إسرائيل اعتباراً لهذه القبائل العربية المتناحرة؟

لم يتغير العرب ولا يريدون أن يتغيروا.. في كل تجلياتها السياسية تختصرهم قصة صراع الغساسنة والمناذرة الذين تحالفوا مع الفرس والروم في سبيل الثأر من بعضهم بعضا.

هي أزمة أخلاقية يعيشها كثير من العرب قبل أن تكون أزمة سياسية، تجعلهم ضعفاء مهزومين بداخلهم قبل أي هزيمة من عدو كإسرائيل.

عن القدس العربي

٭ كاتب فلسطيني

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد