ثقافة قتل الاطفال والنساء وعموم المدنيين هي ثقافة اصيلة لدى قادة الحرب الصهاينة توارثوها منذ ولادة الدولة الورم ومع تمدد الورم داخل الجسد الفلسطيني والعربي ازدادت قناعة العصابة الصهيونية بمنهج الارهاب لانه حسبها يحقق ثلاث اهداف اولها صناعة خوف طويل الامد على المستوى النفسي
وثانيهم انه ينقص شيئا من الديمغرافيا وثالثهم انه يدفع بجزء آخر من السكان للرحيل الفكرة اثبتت انها محدودة الفعالية لسبب بسيط وهي التاريخ في صالح الشعب الفلسطيني رغم احتلال الجغرافيا وان فكرة شعب بلا ارض لارض بلا شعب كاذبة لان الشعب صاحب الارض متجذر في ارضه مختلط مع ترابه وزيتونه.
للإرهاب اساتذة كبار في اسرائيل لهم مكانة وقيمة بحجم جرائمهم وتيودور هرتزل المؤسس الروحي للكيان نفسه يؤكد ان عقيدة الدولة الجديدة لابد أن تكون عقيدة “عنف مطلق” لأن معارضات قيامها عربيا ودوليا ستكون قوية لكن لم يقل لماذا ستكون هناك معارضة شديدة لقيام تلك الدولة وهويعلم كما يعلم كل صهيوني أنها كيان غير شرعي غريب عن كل الأعراف الدولية فكيف يمكن أن تقوم عصابات ارهابية بمجازر في قرى عربية في حق الألاف من الابرياء ثم تعلن قيام دولة بين مجزرة وضحاها وتطالب بكل وقاحة الإنضمام الى المجتمع الدولي الذي لا تعترف به اصلا وتخرق أعرافه وقوانينه كلما اتيحت لها الفرصة وعادة ما يكون بذلك بارتكاب مجازر ومذابح وفق تقاليد وأسس العصابة الأولى حتى اصبحت الترقيات العسكرية في جيشها تتوقف على كمية العنف والبطش بالشعب الفلسطيني وكما كانت تلك المجازر “مبررا” لإنشاء الدولة العبرية فهي اليوم مبرر لحمايتها من “الزوال” وقتل الأطفال أصبح مرادفا لقادة تل أبيب للتخلص من مقاتل مستقبلي محتمل فالحصار المفروض على قطاع غزة والوضع الانساني الكارثي ليس كافيا ليريح النفسيات الإسرائيلية التي تعيش كابوسا دائما ليس سببه صورايخ حماس والجهاد الإسلامي لكن سببه قناعة الفلسطينيين بتحرير ارضهم والكابوس ايضا هوان هذا الشعب الفلسطيني “المزعج” لا ينسى حقه ولا تاريخه ولا جغرافيته ويذكر بالأسماء القرى والبيوت التي طرد منها اجداده هاته النفسية المتشبثة بالأرض هي التي تسبب التكالب ورغبة القتل المرضية لدى قادة تل أبيب لأنهم مدركون أنه لن يكف أي جيل عن المطالبة بالأرض وأن جيلا ما من بينها سيحقق الوعد لذا فكل طفل يقتله مجرمو الدولة العبرية هوعندهم انقاص للخطر لكن النساء تحبل والأطفال تولد في غزة المحاصرة …نعم نتينياهووعصابته يدركون ان عدوهم الأول ليست صورايخ حماس بل هي أرحام الفلسطينيات.
كاتب من الجزائر
محمد بو معراف
قتل الأطفال..ثقافة دولة 949