أعتذر لك يا غزة الأحرار؛ أعتذر لأني ما استطعت نصرك، أو إيصال صوتك، أعتذر لخذلانك، أعتذر لطفلة تناثرت أشلاؤها ، لطفل اختلط دمه مع الدمع ، والأنين بالصراخ حتى فارق الحياة، أعتذر لمسنة أمسكت ملعقة الطعام فسبقتها يد الغدر الصهيوني فارتقت نحو السماء، أعتذر لشاب كان يجهز لعروسه، فتناثرت دماؤه فتحولت بدلة العرس إلى كفن..

 أعتذر من طالب كان يحلم بمستقبل واعد ينتظر النتيجة فحالت صواريخ الغدر بينه وبين حلمه, اعتذر من مسعف كان يسرع لإنقاذ جريح فتحول إلى جثة تحتاج من يخرجها من بين الركام، أعتذر لصحفي كان ينقل إلى العالم ما تفعله يد الغدر الصهيوني فتحول وكامرته إلى أشلاء, أعتذر لأم كانت تستعد لفرحة كبرى بنجاح ابنها فحرمها المحتل من ذلك قبل النهاية..

 اعتذر لشيخ رأى أبناءه وزوجته في ثلاجة الموتى، اعتذر لابن يبحث بين الجثث عن آثار أمه, أعتذر لرجل سوّت آلة الحرب منزله بالأرض وأفقدته زوجته وبيت الحنان، أعتذر لمريض حرم الدواء، ولطفل حرم الغذاء, أعتذر لأسرة خرجت مذعورة فباغتها صاروخ أنهى كل شيء، أعتذر لشابة تحضر رسالة الماجستير طامحة فأوقفت طموحها قذيفة آثمة، أعتذر لطفلة تهشم رأسها تحت عمود خرساني ومنع الإسعاف من إنقاذها, أعتذر من أم باتت خائفة تجمع أطفالها في غرفة صغيرة فأرسل المحتل طيارته فأسكت خفقان قلبها المفجوع إلى الأبد, اعتذر لغزة كلها؛ لطيرها الهارب من حمم النار الملتهبة, اعتذر من شيخ يرفع يده داعياً على أمة خذلته وتفرجت على مأساته..

 أعتذر قبل النهاية لأني أقف عاجزة لا أملك سوى دموعاً لا تُسمن ولا تغني، ودعوة ترتجف خوفاً من سهام يرسلها المكلومون على تخاذلنا, أعتذر قبل النهاية لأب جمع أهله يؤنسهم من شدة الخوف بات يبكي..

 أعتذر من دمعة سقطت من طفلة قبل مماتها لتقول لنا بأموال عربية أنا أموت، أعتذر وهل يجدي اعتذاري؟!..