;
عبد العزيز العبدلي
عبد العزيز العبدلي

تحذير وإنذار قبل الهلاك والدمار 1376

2014-09-08 15:36:59


أيها الأخوة في الله: ها أنا أسطر هذه الأحرف اليسيرة وقلبي يعتصر ألماً وحسرة على ما يجري في بلدنا الحبيب من مآسٍ وأحزان تبكي لها عيون الصادقين وتتفطر لها قلوب المؤمنين.

يا أهل اليمن والإيمان: ماذا تنتظرون وماذا تتوقعون أمام الزحف الحوثي الرافضي المجوسي نحو صنعاء؟! ماذا تتوقعون أن يصنع بكم من امتلأ قلبه حقداً وغضباً على الإسلام والمسلمين؟! هل تتوقعون أنه سيفرش لكم الورود والرياحين؟ ما الذي أصاب أهل اليمن والإيمان أهل النصرة والمدد, أين تأسيكم بأجدادكم اليمنيين الذين أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تهلل وجهه وقال" الله أكبر جاء نصرالله والفتح أتاكم أهل اليمن".

فأهل اليمن هم مددٌ لذروة سنام الإسلام, يقول صلى الله عليه وسلم(إنّ الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال لي يا محمد إنّي جعلت ما أمامك غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك مدداً), فأهل اليمن هم مدد رسول الله صلى الله عليه وسلم, فما الذي دهاكم وما الذي خدركم؟. أرضيتم بالحياة الدنيا "فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل" وقال سبحانه{وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} ويقول سبحانه{قل متاع الدنيا قليل والآخرة خيرٌ لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا}.. هذه الآيات أرسلها للذين يراهنون على دمار البلاد والعباد أقول: اتقوا الله في البلاد والعباد وتذكروا وقوفكم بين يديّ رب الأرباب.

أيها الناس: إن نتائج الخذيلة والتخذيل وخيمة جداً وإني ذاكرٌ لكم بعض ما استحضره في عجالتي هذه, فلقد ذكر مؤرخ الإسلام ابن الأثير- رحمه الله- من مواقف الخذيلة والتخذيل ما يندى له جبين كل مسلم.

الوقفة الأولى: ذكر رحمه الله أن رجلاً دخل درباً "أي من التتار" فوجد مائة من المسلمين فقتلهم عن آخرهم وما أحد تجاسر ومد إليه يده.

الوقفة الثانية: أن امرأةً من التتار دخلت درباً فوجدت مجموعة كبيرة من المسلمين أتدرون ماذا حصل؟ أخذت تقتلهم وواحداً واحداً وما أحد تجاسر ومد يده ليوقفها وأبقت واحداً أسيراً أخذته إلى بيتها فعلقت سيفها ووضعت ثيابها فإذا بالأسير يستغرب عندما عرف أنها امرأة ثم أخذ السيف وقتلها وهرب.

الوقفة الثالثة: وهي أعجب وأغرب بل تفتت الأكباد وتعصرها عصراً وتصهر الأمعاء ومن تابع هذه السطور علم صدق ما أقول, قال رحمه الله: وأخبرني احدهم- أي ممن نجا من التتار- أن فارساً أدرك سبعة عشر من المسلمين, قال أبو عبد الرحمن أتدرون ماذا قال لهم وفي منتهى البساطة قال ليقم كل واحدٍ منكم يُكَفِّت صاحبه قال فاسرع كل واحد منّا ينفذ ما طلب فقلت لهم ويحكم سيقتلكم بعد ذلك فقالوا ماذا نعمل لابد من تنفيذ ما طلب فهمست فيهم لِمَ لا نقتله ونرتاح منه أتدرون بما أجابوه؟ قالوا ما نستطيع نفعل شيئاً, قال فاقتربت منه وطعنته فمات وهربنا ونجونا.

الوقفة الرابعة والأخيرة وذلك خشية الإطالة لضعف الهمم عن القراءة وهذه الوقفة هي أغرب من سابقاتها ولعلها وغيرها سبب تردد ابن الأثير عن تسطير هذه الحوادث العظام والله وبالله وتالله العظيم أن هذه الوقفة لا يتحملها كاتب هذه السطور وما أظن أيضاً أن أحداً من القرّاء الكرام سيتحملها ولولا أمانة النقل ومسؤولية تبيين الحقائق التاريخية للأمة للعظة والاعتبار وحتى لا تتكرر المآسي والأحزان ما كتبتها, ذكر رحمه الله: "أن رجلاً من التتار أدرك رجلاً من المسلمين في الطريق وكلا الرجلين لا يوجد معهما سلاح" والله يا إخوة لا أدري كيف أكملها لكم ليتني ما طرقت هذا الباب. قال التتري للمسلم ضع رأسك على الأرض حتى ألتمس لي سيفاً وآتيك, فماذا حصل؟! وضع المسلم رأسه على الأرض طاعةً لعدو الله وذهب عدو الله يلتمس له من مكان بعيد سيفا أو خنجراً وعاد والمسلم واضعاً رأسه على الأرض حتى جاء وذبحه أو قتله قال ولدي الطفل عبدالرحمن- حفظه الله- يا ليته هرب قبل ذبحه!.

وإسلاماه!!

أقول فها هو عدو الله الحوثي جندي الأمريكان وعميل إيران قد أحاط بصنعاء إحاطة السوار على المعصم ويتجمع من كل حدب وصوب ومعه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والجرافات, فيحفر الأخاديد ويبني المتارس على مرأى ومسمع من الجميع يعد العدة والجميع متفرج وكأن الأمر لا يعنيه إلا من رحمه الله.

نعوذ بالله من الخذلان

إننا والله لا نهوِّل من شأن الحوثي فهو والله أحقر عندنا من الحقير ولله الحمد والمنّة فقد تكسرت رماحه وخارت قواه أمام بطولات وثبات إخواننا بدماج معسكر السنّة وجند الإسلام مع قلة عتادهم وعدتهم وجوعهم وحصارهم الخانق وأمطرهم الحوثي بأحدث أنواع الأسلحة الحديثة والفتاكة لو ضربت بها مدن بأسرها لسقطت أمام تفرجة الجميع ومع ذلك ثبتوا وضربوا أروع التضحية والبطولة ورفعوا رؤوس السلفيين في العالم وبعد فشل أعداء الإسلام من الداخل والخارج أُمر بخروجهم, معززين مكرمين وقد بيضوا بمواقفهم وثباتهم وهجرتهم أيضاً وجوه أهل السنّة في العالم.

ولكننا بالمقابل لا نهِّون من شأن تحركات هذا العدو المُريبة ومخططاته الإجرامية ونطمئن الناس فهذا محرمٌ في شريعتنا وحتى لا يؤخذ العباد على غرة أو على حين غفلة وهم لا يشعرون.

ألا وإنني من خلال هذه الأسطر قليلة الحروف عظيمة المدلول لمن تأملها: أناشد رئيسنا وولي أمرنا وفّقه الله وحكومتنا وكل من ولاه الله مسؤولية هذا البلد الميمون وكل من له نفوذ الكلمة وقوة المكانة أن يتقوا الله في البلاد والعباد وأن يستعينوا بالله تعالى في رد كيد هذا العدو وتآمره, كما أناشد أرباب الأقلام الأمينة أن يجعلوا هذه القضية نصب أعينهم وإني لأعجب والله ممن يسمون أنفسهم بالسياسيين والمحللين وبالفاهمين للواقع يملؤون الدنيا صراخاً وعويلاً على ذلك البلد الذي خلف البحار من باب فهم الواقع.

أقول: كيف عرفتم واهتميتم بواقع ذلك البلد أو بواقع زيدٍ أو عمروٍ من الناس وهم خلف المحيطات والبحار وتجاهلتم ما يدور حولكم وما يخطط لكم في بلادكم فأفٍ وتفٍ لهذه السياسة الرعناء والتي ستسبب هلاك البلاد والعباد عياذاً بالله.

فيا أهل صنعاء خاصة وأعدادكم بالملايين ويا أيها المسؤولون جميعاً: ها هو العدو المجوسي على مشارف ومنافذ صنعاء وقد دخل في بعض أجزائها أتاكم لمعرفته بالوهن الذي أصابكم وبتفرقكم بسبب تحزبكم وتهارشكم على الملك جاء ليريحكم من أطماعكم بالكلية.

جاء لبقر السفينة التي أنتم جميعاً على متنها ليغرق من فيها جميعاً فإن أخذتم على يدي هذا السفينة وأوقفتموه عن بقرها نجوتم جميعاً وإن تركتموه وتفرجتم على صنيعه وغطرسته غرقتم جميعاً.

يا أهل اليمن عامةً و يا أهل صنعاء خاصةً: ماذا تتوقعون من هذا الجزار المتعطش لدمائكم وقد. امتلأ قلبه حقداً وغضباً على الإسلام والمسلمين؟.!

أتظنون أنه سيفرش لمستقبليه الورود والرياحين بل سيكونون في مقدمة المشنقة وقد سمعت بعضهم فلتت كلمةً من لسانه يقول ذلك: وها هو عدوكم وعدو اليمنيين جميعاً ينظر إليكم نظرة الصقر إلى اللحم.. اللهم سلم سلم..

فالله أسأل أن يجمع شمل اليمنيين من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لمواجهة هذا العدو الحوثي المجوسي مغول هذا العصر والذي يهدد دينهم وأعراضهم وأموالهم وأمنهم واستقرارهم كما أسأله سبحانه أن يكسر شوكته إنه على كلِّ شيء قدير وأن يخذل كل من تعاون معه أو شجعه أو سهل له هذه الجرائم النكراء ابتداءً من دماج وتهجير أهلها وإضعاف القبائل وإسقاط بعض المحافظات والمديريات.

وأخيراً: محاولة اقتحام صنعاء عاصمة اليمنيين جميعاً والتي هي بمنزلة الرأس من الجسد ليصبح يمننا الغالي إن حصلت التفرجة والتأييد لهذا العدو دولة رافضية إيرانية.. فاللهم سلم سلم.. اللهم لا ترفع لهذا العدو راية ولا تحقق له غاية يا أكرم الأكرمين.. جزى الله كل من تعاون على نشر هذا البيان المهم للغاية قدر استطاعته.. ومن أستطاع إيصاله إلى ولي الأمر أو إلى بعض المسؤولين فذاك وفي الحديث الشريف(ولا تحقرنّ من المعروف شيئاً) فَرُب كلمةٍ أو نصيحةٍ كانت سببًا عظيماً لإنقاذ مجتمع وربما لإنقاذ أمة بأسرها.

وانظر أخي الكريم إلى قصة إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله كان يُضرب أيام فتنة خلق القرآن ضرباً مبرحاً في زمن المأمون لو ضُرب به بعير لمات بسبب تمكن أهل البدع من الخليفة فأهل البدع هم سبب نكبة بلدانهم على مرّ التاريخ ولست الآن بصدد تبيين ذلك وعلى كلٍ كان يقول الإمام أحمد رحم الله أبا الهيثم رحم الله أبا الهيثم.

فما قصة أبي الهيثم؟!: إنه رجل من عوام المسلمين بل من عصاتهم دخل على الإمام أحمد فقال له يا إمام أثبت فإني أُجلد في اليوم خمس مائة جلدة من أجل معصية وهي شرب الخمر, فأصبر على الجلد وأعود من جديد وأنت على طاعة إن تضل يا إمام تضل بعدك أمة بأسرها فاثبت يا إمام فثبت الإمام أحمد وكان يقول رحم الله أبا الهيثم رحم الله أبا الهيثم وأنقذ الله هذه الأمة من هذه البدعة الكفرية بدعة خلق القرءان بسبب ثبات الإمام أحمد- رحمه الله- ولهذا قال سفيان بن عيينة حفظ الله الإسلام برجلين عظيمين من المسلمين بأبي بكر يوم الردة وبأحمد بن حنبل يوم الفتنة. فيا أخي لا تيأس ولا تتردد من نشر الخير "فلا تحقرنّ من المعروف شيئاً". فهذا البيان براءة للذمة ونصحاً للأمة.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد