هل كنت لأمسي سبتمبرياً لو تمكنت من إيجاده حيث يبيعون الألعاب النارية؟.
أدور في "الستين وهايل" وكأنني في سباق محموم مع هذيان احتفالي اشتعل قبل أربعة أيام بشكل من التحدي الفئوي الذي يريد الوصول بنا كيمنيين لمرحلة "عيدنا وعيدهم " وإعادة فرز نمط الحياة لما يشبه فرز متعلقات اثنين من نزلاء سمسرة أحدهما يشارع الآخر.
سبتمبر فينا، منذ دخول المدينة متعلقين بالشاصات في انتظار أن يصل إلى الميدان حيث تلقي طائرة الثورة بـ"الشكليت" على رؤوس الأطفال القرويين, بينما يستعد فتيان المدينة لخداعهم.
يحتفظ أبي وأبوك وعلان القرى بصورة الطاقيات المثلثة للأبطال يطلون من سبتمبر وأحدهم اسمه علي عبد المغني.
العيد ليس ثأراً لكنه حرية عيد الثورة ، إيقاع لنا ومن تلافيف ذاكرة إيقاع أناشيد أيوب والآنسي وذلك الفنان الذي كان شعره طويلاً ويغني: "يميناً بمجدك يا موطني".
يقال انه من ضراس بإب ويقال إن الآنسي من صنعاء وإن اليمن تغمغم كلما استعذبت مزاج الاحتفاء الوطني: "دمت يا سبتمبر التحرير".
العيد ليس رسالة ضغينة وجدت منفذاً والفارق بين عيدين هو أن احدهما عيد والآخر وهم ,والفارق ليس في قيمة الألعاب النارية حيث وان بدد الوهم اكثر من ملياري ريال لشراء الألعاب النارية فذلك لن يجعله واقعاً.
ومن لا يملك قيمة الألعاب النارية لا يفقد قيمة الذكرى فهي فيه وفي عصب وجوده الآن.
منذ خمسة عقود ونحن نقول: في ليلة كهذه كسرنا القيد وسيظل الوهم يدور حول نفسه في كل واحد وعشرين سبتمبر لا يدري بمَ يحتفل بالضبط: هل بكسر ثقة اليمنيين فيه أم بكسر قفل صندوق الضغينة؟!.
خمس ليالٍ بين احتفالين؛ أحدهما يحتفي بفتح باب السجن والآخر بفتح جرح أليم في جسد وروح اليمن.