عقودٌ من الزمن وهم ينعِتون أنفسهم شيوخاً يتباهون بمواكب مُسلحة وسيارات فارهة تُفتح لهم البوابات ويقف لهم المسؤولون إجلالاً وإكباراً ويمنح أبناؤهم الرُتب العسكرية دونما علم أو دراية بما تحمله تلك الرُتب..
نعم إنها عقودٌ من الزمن غير انهم وبين عشية وضحاها تحولوا من شيوخ إلى قطيع من العبيد يُساقون بِعصا سيدهم ويهتفون ويرددون خلف أحد مليشياته الصرخة وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا.
قطيعٌ من الأنعام تتنقل عبر الموائد تبحث عمّا يشبع نهمها ويسدُ طمعها وهي متخمة عبر سنين قضتها تقتاتُ من خزائن الدولة عبر شيكات شراء الولاءات والذمم أرادت أن تحافظ على مكانتها ومواكبها وعلى عدم ضمور كُروشِها فلم تجد بُداً من أن تُجدد ارتهانها لسيدٍ يقودها ويُطعمها ويستعبدها متى وأنّى شاء .
لقد حضر أولئك المشائخ إلى ما يسمى "مجلس حكماء اليمن" فأي حِكمةٍ يحمِلها أولئك وأي حكمةٍ تلك التي يحملها حكيمهم والذي يجتاحُ المحافظات ويقتلُ المخالفين ويفجر دورهم ويُهجر أهاليهم.. حقيقة لقد جاء أولئك المشايخ لذلك المجلس ليُقروا سيدهم على جُرمِه وليؤكدوا له أنهم عصاً في يده لضرب المناوئين له و لِحركته .
"إن الشيوخ على أشكالها تقعُ".. لقد تجمع الشيوخ في تلك الصالة المغلقة وهي فعلا مغلقة كانغلاق أدمغتهم وأفئدتهم جاءوا وشعارهم" سمعنا وأطعنا".. خُشبٌ مسندة يريد سيدهم أن يُقدمهم على أنهم أهل الحلّ والعقد وانهم النواب وأهل الشورى وانهم الحواريون للسيد مهمتهم حماية الوحدة وسيدهم يُقطع أجزاء الوطن ويبعث العنصرية في كل دار ، دعوة الرئيس للإسراع بتشكيل الحكومة وذلك الرئيس وسيده على توافق تام بالسير قُدما في طريق العرقلة لإعطاء مبرر للأخير للإجهاز الكامل على الدولة وتعيينه للحكومة، ملاحقة التكفيرين والقضاء عليهم وهل هناك كفرٌ من أن تقتل مُسلما بدعوى التكفير أو ليس قِتال المُسلمِ كُفر ، رفض التبعية والهيمنة الخارجية وبالذات الأمريكية وهل هناك تبعية مثل التي يستظل بها الحوثي.. ألم يبدد سكون الكون بـ "الموت لأمريكا" وها هو اليوم في البيضاء مع الطائرات الأمريكية والدعم اللوجستي الأمريكي لمحاربة القبائل تحت مسمى التكفيريين والقاعدة وها هي اليوم السفارة الأمريكية وفندق الشيراتون يعج بالمارنز الأمريكي ويقوم على حراسته وتأمينه مليشيات الحوثي.. كم صَمّ آذاننا سيد الحمقى بطرد السفير الأمريكي كأقل إجراء للتنديد بجرائم أمريكا واليوم عندما استحكم بالحُكم استمسك بالسفير -عفواً فقد أصبحت "سفيرة" - وهل الطرد للذكرِ دون الأنثى؟!.
إنها حضيرة كبيرة تجمع فيها أولئك الحمقى يُقدمون قرابين الولاء والطاعة لسيدهم ويُعلنون انتقالهم إلى ارتهانٍ جديد وتبعيةٍ محليةٍ وخارجية يعاهدونه على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر طالما أمّن لهم بقاء كروشهم منتفخة كانتفاخ رؤوسهم بتلك العمائم التي تحمل تحتها بقايا رجال وأجرى عليهم النعيم من إيران أو الأمريكان لا يهمهم المصدر بقدر ما يهمهم جريان ذلك النعيم, متجاهلين "..أنما يأكلون في بطونهم نارا"..
آية عبدالرحمن الهادي
شيوخ في حضيرة الحوثي 891