;
فكري القباطي
فكري القباطي

الجواب سهلٌ إخوتي الحمقى 1326

2014-12-04 17:39:40


لا بأس يا شيخ صادق ...

قد انتهكوا كرامة الوطن بأكمله وبيتك جزءٌ من هذا الوطن ...

ما حدث لمنزلكَ زادني يقيناً بأن الاتفاقية مع الحوثي هيَ الحل الأفضل في المرحلة الحالية ...

إن كان الشيخ صادق الأحمر بعلو قدرهِ لم يستطع حماية منزلهِ فما الحيلة التي بأيدي البسطاء والمساكين مثلي ومثلكم في حال وصلوا إلينا؟!!

لا بد من حمايتنا إمَّا بالحربِ أو بالسلام ...

كان قادة الإصلاح بين خيارين أحلاهما مُر: إما أن يتخلى عن جميعِ أنصارهِ ويتركهم ضحيةً للانتهاكاتِ والاقتحامات في كل أنحاء الجمهورية, أو أن يوقِّع معاهدةً تحفظُ لأنصارهِ بيوتهم وتحقن دماءهم ...

شَحِبَت أصواتُنا ونحنُ نطالب قيادة الإصلاح بإعلان النفير العام بعد إسقاط عمران وقبل دخول صنعاء ولكن من دون فائدة ..

أعلمُ أن هناك أسباباً منطقية جعلتهم يُحجمون عن إعلان النفير إلى يومنا هذا ,

ولكن عدم لجوء الإصلاح إلى مثل هذا الخيار الصعبِ يعني أن الإصلاح مُجبرٌ فعلاً على توقيعِ اتفاقيةِ صلح مع الإخوة في أنصار الله ...

وأنا أستغربُ من بعض الإصلاحيين الذين انتقدوا هذه الاتفاقية !!

ما هو الخيارُ الآخر لدى الإصلاح غير التصالح والتصافح مع الحوثةِ !!

لا شيء غير الحرب.

إن لم تكن حرباً فهل هم قادرون على تحمُّل تبعاتِ بقاء الإصلاح في الوسط ؟!

والوسطُ هنا يعني أن يظل الإصلاح بصدرٍ عارٍ يتلقَّى اللَّكمات والضربات من هذا وذاك دونَ أن يحرك ساكناً حيال الانتهاكاتِ التي يتعرض لها أنصاره ..

وفي مدينةٍ مثل صنعاء يستطيع الحوثي أن يفعل فيها ما يشاء والدولة تتفرج ، فإن أراد الإصلاح أن يرد تحركت الدولة وكل القوى السياسية واتهموا الإصلاح بتدمير البلاد واستفزاز الحوثي !!

وهكذا دواليك, سيظل علي صالح ينتهك بيوت القادة بيتاً بيتاً بـ"واجهة حوثية" .

وبعد القادة يأتي الدور علينا ...

هناكَ ثمنٌ مدفوعٌ في كلتا الحالتين ...

التوقيع مع الحوثة يعني تنازل الإصلاح عن دماءِ أبنائهِ الذين قتلهم الحوَثة وعن ممتلكاته التي اقتحموها .. وهو ( ثمن باهظ ) بالتأكيد, لكن الثمن الذي سيدفعه الإصلاح في حال خاض الحرب لن يتحمله الإصلاح بمفرده سيتحمله الشعب بأكمله وهو ( ثمن باهظٌ جداً ) ..وأظن أن ( جداً ) تُعدُ سبباً وجيهاً لتفضيل الإصلاح الخيار الأول, ناهيكم عن أن الإصلاح يدرك تمام الإدراك أن الدولة لن تترك الحوثي وحيداً في هذه الحرب وقد ثبتَ بالأدلةِ المرئية والمسموعة أن الجيش اليمني جيش عفاشي مُتحوِّث بامتياز ...

لو كان الإصلاح يمتلك ضمانةً - ولو نسبية - أن الحوثة سيقفون لوحدهم في مواجهتهِ لمَا تورع لحظةً عن خوضِ الحرب قبل زمنٍ طويل ...

لكن الإحداثيات الأخيرة كشفت لهُ حقائق كبيرة جعلتهُ يُحجمُ عن المواجهة ...

لا أظن أحداً يجهلُ سبب هذا الإحجام ...

إذن سيكون عدم التوقيع في حد ذاتهِ مشكلة وتبعاتها ستؤدي إلى استمرار الانتهاكاتِ بحق الإصلاحيين تحت غطاءٍ حوثي مدعومٍ من أجهزةِ الأمن والجيش,لا سيما وأن وزارة الداخلية لم تعد بيد رجلٍ نزيه مثل الترب ودخلت في جيبِ رجلٍ مقرَّب من عفاش ..قادة الإصلاح لم يلجؤوا إلى التوقيع خوفاً على أنفسهم ...

الإصلاح قادر على توفيرِ مكانٍ آمن لقادته ولكنه غير قادرٍ على تأمين الملايين من أبنائه داخل دولةٍ عزمت كل القوى السياسية بمعية الدولة على اقتلاعه منها.

أمَّا من يقول أن توقيع الاتفاقية بعد يوم ونصف من اقتحام بيت الشيخ يعدُّ خيانةً للشيخ فقد خانه الصواب ورمى بهِ في مزبلةِ الأحكام السطحية الساذجة ...

اقتحام منزل الشيخ زاد من يقين الإصلاح أنهُ إن لم يتداركِ الأمر فسيكون قد خان أبناءهُ وخذلهم جميعاً حينما ينشب علي صالح مخالبهُ الحوثية في الجميع بدءاً من القادة وانتهاءً بالأنصار.

فكروا معي في المخاطرة التي أقدم عليها قادة الإصلاح حينما ذهبوا إلى مدينةٍ مثل صعدة لا دولة فيها ولا جيش ولا إصلاح ولا أحدَ غير الحوثة !!

كان الإصلاح بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن يخوض الحرب أو أن يوقع على اتفاقية مع الحركة التي تُشكِّل ورقة الضغط الأقوى بيدِ غرفة عمليات دبي ...

أرى أن كليهما خيارٌ ممكن ..الإصلاح قادرٌ على الحربِ مهما كانت النتائج مأساوية والإصلاح قادرٌ على التوقيعِ مع الحوثي وتشكيلِ حلفٍ قوي يحقن الدماء وربما ينفعُ الله بهذا الحلف البلاد ...

إذن سيكونُ الأفضل هو البدء بالحل الأسهل التحالف مع الحوثيين؛ فإن فشلَ التحالف يكون قادة الإصلاح أمام خيارٍ وحيد ومن الغباءِ والجبن عدم المجازفةِ بقبولهِ مهما كانت النتائج ,لا سيما وأنه قد فعل كل شيءٍ ممكن لتجنُّب الخيار الأصعب ..

إن نقض الحوثيون هذا التحالفِ سيكون على الإصلاحيين أن يهبوا كالأسود من مضاجعها للانتقام منهم جميعاً.

ليس من الحوثيين فقط بل من كل من جروه جراً إلى حربٍ أوشكَ أن يذل نفسهُ لتجنُّبها ...

على قادةِ الإصلاح ألاَّ يفكروا على الإطلاق في أي احتمالٍ ثالث في حال فشلت هذه الاتفاقية - وبإذن الله لن تفشل - ...

تحلَّى الإصلاح بالصبر وتنازل بما فيهِ الكفاية وأوشكَ أن يفقدَ ماء وجهه؛ لكني سأظل مؤمناً بهذا التوقيع لأنه بالفعلِ آخرُ الخياراتِ السهلة المتبقية في جعبة الإصلاح ...

المهم أن يُعد المعارضون للاتفاقية أنفسهم للخيار الأصعب في حال فشل الاتفاق ...

أهل الحربِ في الإصلاح سكتوا ورضخوا لهذا الاتفاقِ لأنهم بقدر شوقهم للبنادقِ إلا أنهم أدرى - من النواعمِ - بِما تُخفيهِ المعاركُ من ويلاتٍ وأهوالٍ عاشوها لحظةً بلحظة ..

أما النواعم فسيظلون يُطالبون الإصلاح بالحرب لأنها سهلةٌ على المتفرجين؛ لهذا لا جدوى من تكرار السؤالِ بـ النهاية التي سيؤول إليها هذا الاتفاق: ما الذي سيفعلهُ الإصلاح في حال نقض الحوثيون الهدنة ؟

الجواب سهلٌ إخوتي الحمقى !!

الإصلاح رجلٌ ودود في السلام وأسدٌ زؤور في الحرب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد