;
سليمان عياش
سليمان عياش

2014م..عام حزني والوطن!! 1081

2015-01-07 17:18:03


2014 كعام حزن لي:

في هذا العام- دون غيره- لم أكن أعلم أن ثمة موعدا لي مع الحزن، لنصبح خليلين أبديين لا نفترق، كيف لا وفيه فقدت أغلى أُمنية وأسمى حُلم، نعم فقدت الذي من أجله أحببت الحياة رغم كدرها، ومن أجلة أعشق صراع البقاء، وروح التفوق والمنافسة، إنه أبي - رحمه الله وقدس روحه بالجنة- ذلك العبير الذي كنت أتنفسه متى ما ضاقت الدنيا وأظلمت في وجهي.. ذلك الطيف الذي لا يتوارى عن ناظري وخيالي طرفة عين.

ها هو ذا حلمي وحاضري ومستقبلي يُغتال غدراً في العلن، ويوارى التراب دون ذنب سوى أنه علمنا السلام وفقهنا في الأخلاق، ذلك أبي الذي لم يكن مجرد أب، فلقد كان أستاذاً للحياة بكافة معانيها، لقد علمنا وشجعنا على حمل القلم والكتاب وحمل راية السلام، ولم يكن يعلم أن أيادي الشر الأثمة تترصده على حين غفلة.. لم يعلمنا فنون الرمي والقنص بل علمنا؛ فنون القراءة والكتابة، لم يدربنا كيف نحمل السلاح؛ بل علمنا كيف نحمل الحقيبة والأقلام والدفاتر، لم يعلمنا مهارة اصطياد الفريسة؛ بل علمنا مهارة اصطياد طيور النجاح وثمار التفوق وحسن الأخلاق.. نعم.. لم يكن مجرد أب لقد كان مدرسةً بكل ما تعنية الكلمة من معنى، كان خير معلم، وخير مربٍ، وخير صديق، لقد جمع كل صفات المعلم والصديق واحتواها تحت مظلة الأبوة.. يا له من يومٍ مشؤوم، يوم الـ17 من شهر مايو البائس، في صباح ذلك اليوم اختلطت دماء أبي الطاهرة بعرقه الندي، ليلفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة، ومعها سر سعادتنا التي رحلت معه، لقد غدرت اليد اللعينة بأبي ودون ذنب سوى كلمة الحق "دع عنك أذى الناس" ليرحل ويغادر عالمنا الذي ستخبو شمسه، وينطفئ سراجه بانطفاء أنفاس أبي.

لقد غدرت بأبي تلك النفس الشريرة التي تسكنها روح شيطانية متوحشة، لم يفكر ذلك الأحمق اللعين أنه قبل ذلك الجرم كان فاراً من أرض المعركة سارقاً سلاحه؛ ليخوف به البسطاء ويقلق أمنهم واطمئنانهم. لقد حفر لنفسه حفرة من جحيم جزاء اغتياله لبراءة أبي وروحه الطاهرة. وهذا وعدٌ قطعناه على أنفسنا ما دامت فينا نبضة قلب. لم يفكر هو ذاته الأحمق اللعين أن بإقدامه على جرم كهذا سيفتح باباً للفتنة يصعب إغلاقه، إنه لجرم عظيم حين يجرؤ سفاح أخرق أن يسفك دم بحجم قرية، رجلٌ يعيل العشرات بينما هذا القذر قد صار عالة حتى على أسرته، لقد غدر بأبي بشموخه الكبير بينما هو لا يساوي قطعة من إحدى نعاله التي أرهقت من وعثاء السفر وعناء البحث عن لقمة العيش الحلال.

ولكن عهداً علينا أن دم أبي لن يذهب هدرا، ولن نسامح كل من وقف مع المجرم بشتى الصور. سنأخذ حقنا المكفول شرعاً وقانوناً كواجب علينا سدداه، ولكي لا يتكرر الإجرام...في بلاد المحبة والسلام.

( 2014 كعام حزن للوطن)

بلا أدنى شك أو ريب فلقد كان 2014 المنصرم عام حزن لنا جميعاً للوطن والشعب على حد سواء، وفي ظل هذا الواقع المحزن الذي فرض في هذا العام فإنه لا يمكن لأحد التكهن حول مصير اليمن المغلوب على أمره بعد عامه هذا، سوى مزيداً من التشظي والألم.

فالمتناقضات باتت قائمة على أرضه، تتكرر دونما أي توضيح أو مبرر، إنه لعام حزن بالفعل، عام حزن للوطن لما قتل فيه المئات من الأبرياء المغلوبين والمظلومين، عام حزن لما هدمت فيه المساجد، ودمرت المساكن، وشرد الآلاف، وسجن العشرات وقتل المئات، عام حزن لما هتكت فيه الأعراض، ودمرت بيوت الله وأحرقت، وفجرت مدارس ودور تحفيظ القرآن في ربوع الوطن الحزين، كل ذلك الذي حدث من تفجير لبيوت الناس ودور القرآن والمساجد، ويا للأسف فإن ذلك لم يحدث في أوروبا أو أمريكا أو إسرائيل، بل كل حدث ذلك في أرض الإيمان والحكمة، وا إسلاماه وا دين محمداه.

لقد كان عام حزن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ لما تبخرت فيه أحلام البسطاء وسط أدخنة الاقتتال والتناحر وفتح أبواب الفتنة على مصراعيها، عام حزن لما يرى فيه وبعده من غموض للمشهد السياسي، وغياب للدولة وحضور للميليشيا، عام حزن لما جرى فيه من تمزيق للحوار الوطني الذي استبشرنا به خيرا، فقد واروه التراب مع كل أحلامنا وحقوقنا وبدون وجه حق.

عام حزن لما غابت فيه لغة العقل والمنطق والحوار والشراكة ،فاستبدلت بلغة الإقصاء والتهميش والعنف والاضطهاد والتنكيل بالخصوم.

عام حزن لما غابت فيه لغة التسامح والمحبة والإخاء، وسادت الفوضى والتخريب، وإقلاق الأمن والسكينة، ونشر الرعب والخوف بين كل فئات الشعب.

عام حزن لما يكتنف الوطن والشعب من واقع مرير، ومستقبل مجهول يلفه الغموض. عام حزن لليمن لما فقد فيه صفته ولقبه الذي طالما افتخرنا به والذي ورثه على مدى قرون عديدة ( اليمن السعيد) لقد فقد سعادته وسلب حلمه ليصبح يمناً حزينا ينتظر من يعيد له ابتسامته المفقودة وسعادته المسلوبة وحقوقه المنهوبة ...فيا وطني الحزين.. عذراً فلقد كان عام 2014م عام حزن لي ولك... فيا ترى ماذا سيخبئه لنا ولك العام الجديد... فرغم اليأس الذي حلق فوق رؤوسنا؛ لا زال في داخلنا بصيص من أمل بغد أجمل نعيشه على رباك، رغم أن ذلك يبدو بعيداً جداً... فسلام عليك يا وطني وألف سلام.

"فضلاً لا تنسوا المصطفى من الصلاة وأبي من الدعاء"

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد