بعد إعلان جماعة الحوثي بيانها ولن أسمية إعلانا دستوريا, كونه لم يلتزم بالدستور فقد حاولوا الالتفاف عليه وتمييعه وجعلوا منه تابعا لبيان اللجنة الثورية..

ولن أسمية انقلابا" حيث أنه لم يسر على خطى الانقلابات المعروفة، ففي العادة يكون الانقلاب سيطرة مؤسسة واحدة في الدولة على باقي المؤسسات وإخضاعها تحت تأثير القوه ( الجيش مثلا)..

سأسميه سطوا مسلحا كونه جاء من جماعة خارجة عن الدولة والنظام والقانون تماما أرضخت كل مؤسسات الدولة تحت قوة سلاح لجانها ومليشياتها، التي لا نعرف منها إلا رئيسها محمد علي والباقي مايزال مجهولا" !

لقد تباينت ردود الفعل بعد إعلان الحوثي لبيانة ولكنها اتفقت جمعيها على الاستنكار والادانة وتفاوتت في المقدار فهناك ادانة من الدرجة الكبرى مثل مجلس شباب الثورة، وهناك ادانة متوسطة مثل ادانة دول الخليج والاحزاب الاخرى, وهناك تأييد ايراني او نسيمة تبريكا "ايرانيا"..

أما امريكا فقد ركزت في إدانتها على إبداء قلقها الكبير جراء حل البرلمان وإلغاءه وكررت دعوتها الفرقاء السياسيين إلى مزيد من الحوار..

أما المؤتمر الشعبي فقد حاول أن يتجنب الصدام مع الحوثي بشكل مباشر وقرر أن تكون إدانته للإعلان ولم يسمه انقلابا حرصا منه للحفاظ على روح التواصل بينهم فأخذ يتحدث عن اعوجاج المسار الديمقراطي وسماه شق اللحمة الوطنية وخروجا عن الدستور اليمني بحيث أن المستقبل والوحدة الوطنية أصبحت في خطر..

لا شك أن المؤتمر تعمد التأخير عن إعلان موقفه مثله مثل بقية الأحزاب، مراعاة منهم للموقف الدولي والعربي وبالذات الموقف الخليجي، الادانة من قبل المؤتمر لم تكن قوية بما فيه الكفاية ولا ضعيفا ما يجعلنا نشك في تواطؤه مع الجماعة حاول المؤتمر وحلفائه تحميل القوى المتصارعة مسؤولية ما يحصل وما حصل، حرص على إبداء موقف حازم وحصيف نوعا ما، مع إصراره على تحميل الإصلاح وشركائه النصيب الأوفر فيما حدث ويحدث وإظهار نفسه كانه بعيدا عن الاحداث وكأنه بريئا، وتعمد جاهدا ان يظهر الصراع القائم اليوم صراع بين الحوثيين والإصلاح وهما السبب فيما يحصل!!!

المؤتمر دعا الأطراف إلى الحوار بجدية والالتزام بالمبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني..

اليوم وبعد هذا الإعلان أصبح الحوثي أمام الشعب وجها لوجه لن أقول منعزلا ولكن ما يزال هناك بصيص امل للتحاور والتفاهم بينه وبين بقية الأحزاب والعدول على مثل هكذا إعلان أخرق ويتدارك نفسه قبل أن تتفق الأحزاب على لفظه وإخراجه.

في الحقيقة ليس أمام الحوثي إلا خيار الرضوخ للأحزاب والتفاهم مع كل أطياف المجتمع اليمني أو خيار إلغاء الأحزاب والدخول في مواجهة مع الجميع وسيخسر من خلال هذا الخيار كل ما كسبه في الأحداث الماضية وأعتقد أنها مغامرة سيقرر الحوثي الانتحار بها..