;
نشوان النظاري
نشوان النظاري

وطن مثخن بالجراح 1533

2015-03-05 13:54:06


ها نحن من جديد نقف على مشارف وطن مثخن بالجراح.. وطن تتساقط فيه الأحلام بعبثية مفرطة.. من جديد نجد أنفسنا في مواجهه هزلية مع كائنات التطفل اللزجة المتعفنة.. نواجه وسط الزحام والتآكل عينات المسخ وأبناء الغبار وفائض هذا الزمن الملطخ بالسواد.. من جديد نشد إلى معارك لا طائل منها ولا تجدي نفعا سوى الدخول في تخوم السفسطائية المنقرضة والطوباوية المقيتة..

كنا بالأمس نحمل مصابيح البشرى ونجني من خيوط الشمس حزمات الأمل ونطوي الأحلام للآتي الوضاء ونزرع الأشواق على صدر الوطن حقولا وسهولا.. كنا نكتب على الغيمات أمنيات جيل وتطلع امة وانعتاق شعب.. كنا ندون على حائط الضمير الجمعي حكاية العصابة التي حكمت دهرا وفي نهاية الأمر أفرزت لهذا الوطن انتن الأشداق وأقبح الأفواه وأخبث الصفات..

دفعنا ثمن تمسكنا بروح الاستقلالية باهظا في الماضي واليوم كذلك يمارس ضدنا كل أنواع الحذف و التهميش والإقصاء ووجدنا أنفسنا في المحصلة النهائية عرضة للانتهازية الرخيصة والنقد الجارح الآثم.. وجدنا أنفسنا أمام أسلوب مغاير دنيء قميء يشي إلى نفسية حاقدة مريضة مرتزقة . وجدنا أنفسنا أمام نقد اختزل موبقات النفاق وأدمن حالة الارتهان والانبطاح والتلذذ بالعبودية المختارة..

منذ التحقت بالعمل الصحفي في مؤسسة "الناس" للصحافة مطلع العام 2003 وحتى انسحابي بهدوء منها في العام 2009 وتخلل ذلك العمل في موقع " مأرب برس" وصحيفة "سبورت" الرياضية وصحيفة "صوت بعدان" وكتاباتي في "الثوري" و"الناس" و "المستقلة " وصحيفة "إب" وصحيفة "اللواء الأخضر" ومجلة " الثجة" وعودتي في نهاية الأمر للعمل برفقة الزميل الرائع " موسى العيزقي " كمدير تحرير لصحيفة "الحياة اليمنية " ونائب رئيس تحرير موقع "الحياة برس" الإخباري.. منذ ذلك الحين لم أكن مداحا لحزب أو لشيخ أو لقبيلة.. لم أكتب ديباجات ومقامات في حق أي أحد، احترم جل الزملاء الذين عملت معهم وهم يبادلوني نفس الاحترام بكل امتداداتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية ولم أكن يوما ماديا أو مصلحيا أو انتهازيا، وكونت شبكة واسعة من العلاقات التي للأسف لم استغلها مطلقا فمن الزميل علي الجرادي ناشر صحيفة "الأهالي" إلى أسامة غالب رئيس تحير الناس إلى الأخ والصديق سمير جبران رئيس تحرير "المصدر" والزملاء في "مارب برس" ووكالة سبأ ووو والقائمة طويلة ومن زملاء الحرف هنا في إب الذي تربطني معهم جميعا علاقة تقدير ومودة.. لا أريد الحديث عن ذاتي كون ذلك يعد من النقص بمكان لكنه الإسفاف الذي يبتزك ويدفعك إلى الكتابة ويجبرك على خوض غمار مساحات زلقة..

أواه كيف تغدو الكتابة سما زعافا وملامسة الحرف التهابا واحتراقا.. الله كم تجتاحني في هذه اللحظة نزيف حاد وأنا أحدق في الابتذال المجاني والتعري الرخيص!!..

الله كيف يصبح البعض وهم بمحض إرادتهم وأدوات لتلميع القبح ورتوش لتزيين الشناعة.. أشعر بحالة تقلص وتقوقع وان في مثل هذا الموقف الباعث للهزء والسخرية.. كيف نكتب عن أوجاع وطن والدخلاء يعبثون بكل القيم السامية!!.. كيف نقف ضد " أسطوات " القمع والقهر والمصادرة وهناك اليوم من يؤدون مهمة الدفاع عن الأسياد وينافحون عن وجودهم بلا أدنى حياء أو خجل!!..

غير هذا لم أكتب في حياتي قط مقالا كهذا ابتذالي عبثي عشوائي.. لم يعرف البعض أننا نقايض الصمت النظيف بالشهرة المتسخة، وحتى أبان الثورة الشبابية السلمية حاولت كبح جماح المفردات ووقفت في حالة اتزان غير منطقي بل للأسف تعاطفت كثيرا مع النظام السابق رغم جراحي وذاكرتي المليئة بمضايقاته.. لقد هالني حالة السقوط المريع لقيادته ووجدت حائطه البشري يتهاوى إلى الساحات ورجاله يذعنون للثورة ويعلنون انضمامهم إلى صفوفها بصورة لم ترق لي بتاتا ولم أعرف وقتها ما السبب.. نحن جبلنا على احترام الذات وتقدير الآخر وهي سلسلة متوارثة اجتماعيا فينا ..

هذا وطن يجبرك الآخرون على التدحرج والإسفاف والخروج عن الياقة والاتكيت العام.. هذا وطن يسود فيه السذج وجوقة الانتفاعيين فيما الشرفاء والأحرار تلفق فيهم التهم وتحاك لهم الدسائس..

تاريخ الأفراد جزء من تواجدهم الحي النابض على سطح هذا الكوكب وهو مقياس لمدى التواجد العقلاني والإحساس بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم وعاتق الجميع ...

لعلي هنا قد فرطت وبالغت بالرد أكثر مما ينبغي لكني أحب أن انوه انه لا ينبذ من يرى انه غير قادر على التأقلم في بيئة ممجوجة بالكذب و الخداع .. من يتوارى أخلاقيا من يمارس ثقافة رش الورنيش لتلميع الأسياد.. من يحول حروفه لذود عن المشائخ والإقطاعيين والمسؤولين، ويحول الكتابة إلى حرفة ابتذالية لا تحمل فكر أو هوية أو رؤية.. لم يكن حبري يوما ما ملوثا بالتبعية والخنوع، ولم يركع قلمي لأحد ولم تطأ قدمي منزل مسؤول أو شيخ أو أقف على الأبواب انتظر الفتات والبقايا، وهي في نهاية المطاف حياة قصيرة نعيشها بشرف أو نموت بكبرياء..

ختاما.. العزة والشرف للثورة الشبابية التي أطاحت بإمبراطورية الفساد، وأسقطت مافيا الفيد والنهب والتسلط ..

العزة والشرف للثورة الشبابية التي كشطت منظومة الهيمنة والاستبداد وأعادت الاعتبار لتاريخ وطن وحضارة أمة..

العزة والشرف للثورة الشبابية الفتية وهي تخرس آخر أبواق الانحطاط وتذهب بحملة المباخر خلف الشمس..

وهي ثورة ستستمر مهما تعثرت وانكفأت وتآمر الأوغاد ضدها ...!!!!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد