;
شاهر النهاري
شاهر النهاري

وماذا عن أطفال اليمن 797

2016-09-03 12:56:07


أكتب كثيراً بألم عن حالات انتهاك الطفولة، أينما كانت، وأندد بالظلم الذي يقع على من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.
كتبت عن الطفل الدرة الذي أردته الرصاصات الصهيونية في خضم ثورة أطفال الحجارة، وعن أطفال المناطق المنكوبة والملاجئ في أطراف العالم، وعن أطفال الربيع العربي ممن طالهم الخوف والقهر وتفتيت الطفولة.
وكتبت في صحيفة مكة عن الطفل السوري إيلان (براءة البحر من دم الطفل)، الذي لفظته الأمواج، منهية حكاية طفولة، بدأت بعدها حكاية أقلام وألسن.
ومؤخراً كتبت عن (صورة عمران ودموع الخذلان)، فكان أن وصلتني رسالة ملامة من صديق عربي يقول فيها: وماذا عن أطفال اليمن؟.
وأطفال اليمن يا صديقي نزف في القلب ليس فقط منذ بدء عاصفة الحزم، إنما منذ عقود من الزمن كابدها هذا البلد في فقر وجهل وأمراض، وترد في الخدمات، وموارد الحياة، وحقوق الإنسان، فكانت السعودية تحاول مد أيدي العون لهذا البلد، بكل شرائحه.
أغدقت السعودية مساعداتها، ولكنها لم تكن توفق فيمن يقوم بمتابعة هذه المساعدات، وتحقيقها على أرض الواقع.

أغلب من كانوا يمسكون بالسلطة غدروا وخانوا شعبهم وأطفالهم، وبعض المشايخ ورؤساء القبائل أكذب من اليهير، فكانت تذوب المساعدات العظيمة كحفنة سكر ترمى إلى عرض البحر.
الحكومة اليمينية لم تكن يوما مع الشعب، ولم يكن يهمها أن ترى المملكة تنشئ مستشفى، أو مطارا أو ميناء، أو مدرسة، بقدر ما كانت تهتم بأن توضع الميزانية في خزائنها.
نسبة التخلف والعوز والمرض والموت في صفوف الأطفال اليمنيين كانت مرتفعة طوال الوقت، ولم تكن تحرك ساكنا حتى من المثقفين اليمانيين ممن كانوا أيضا يتعاملون مع السعودية كمنبع للريالات، وليس بنظرة تكاملية أخوية تسعى لصالح الوطن اليمني.

وبعد أن قام الحوثي والمخلوع باختطاف اليمن، وطلب الرئيس المنتخب هادي العون من الشقيقة الكبرى السعودية للتدخل السريع وإنقاذ اليمن من الخونة والمد الفارسي، كان موقف المملكة محرجا، وغير محسود.
فإن تركت العبث كما هو، فلن تسلم من اللوم، وستجد الخنجر في خاصرتها، يدميها.
وإن تدخلت، فكيف لها أن تتعامل مع خونة قساة، لا يهمهم أن يستخدموا أطفالهم دروعاً لجبنهم.
المملكة قررت ألا يكون قرارها منفرداً، فنسقت مع الحلف العربي الإسلامي، لمساعدة اليمن، وهي تعرف وتقدر أن التدخل لا يمكن أن يكون بدون ضحايا من الأطفال.
الحوثي والمخلوع لم يكونا يتورعان عن أي عمل يحرج أعمال الحلف، وكانا يبدعان في تعذيب الطفولة وذبحها بأيديهما، وادعاء أن الحلف هو السبب.

هذا ليس تبريراً لموت الطفولة هناك، ولا لتردي ظروفها، ولكنه واقع أليم شمل الجميع.
الشعب اليمني وعلى رأسه المثقفون ممن ما زالوا يجترون القات، ويتناقشون بفذلكة عجيبة، وكأن بلدهم لا يضيع منهم، وطفولتهم لا تموت، وظروف حياتهم لا تتردى، لم يتفقوا، ولم يحثوا الشارع على الثورة ضد الحوثي، والمخلوع، فكأنهم سعداء بالأمر.
نوكد لك يا صديقي وللعالم أجمع أن الطفولة في اليمن جرح يدمي قلب كل مسؤول ومثقف وفرد سعودي.
ولكن بالله عليك أين الحل في هذا الزمن الأغبر وكيف، واليمن حاميها حراميها، والعقل قد غادرها منذ سنوات، والخيانة والغدر يحتلان أنفس أغلبية المستفيدين مما يحدث.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد