;
خلدون الشيخ
خلدون الشيخ

غوارديولا ومانشستر سيتي… بين المثالية والواقعية! 754

2016-12-21 22:03:47


ربما أدرك بيب غوارديولا اليوم لماذا يعتبر الدوري الإنجليزي الأصعب في العالم، فمعاناته مع مانشستر سيتي بعد البداية النارية، فتحت عليه أبواب النقد والتشكيك والمطالبة بالتغيير، لكن لأنه صاحب عقلية أحادية صعبة وعنيدة، فإنه من المثير مراقبة الأسابيع المقبلة، ورؤية مدى قدرة لاعبي السيتي على تطبيق فكر المدرب الإسباني، ومعرفة إن كان الخلل في الفلسفة أم في الأدوات وسوء التطبيق، وهل يكابر غوارديولا في استيعاب الفارق بين المثالية والواقعية! 
عندما حقق السيتي 10 انتصارات متتالية في مطلع الموسم، أشاد الجميع بعبقرية المدرب الإسباني، ونظروا بشفقة لمنافسيه، وابرزهم مدرب الجار يونايتد مورينيو، لأن "بيب سيسحقهم"، وكلنا انجرفنا خلف الفلسفة التي قادت غوارديولا إلى تحقيق إنجازات رائعة مع برشلونة وبايرن ميونيخ، إلى أن وقع الفأس في الرأس، وتكاثرت المباريات، وتعاظم الخصوم الراغبون في كبح جماح هذا الفريق الكاسح، ودرسوا نقاط ضعفه، وصولًا إلى اليوم، ليحقق السيتي 5 انتصارات فقط في المباريات الـ16 الأخيرة في كل المسابقات، ولو كان مدرب غير بيب على رأس السيتي خلال هذه السلسلة المخيبة، لوقع تحت ضغوطات جمة، من الجماهير والإدارة والإعلام، لكن لأنه غوارديولا الذي كافح السيتي بشراسة للحصول على خدماته وانتظره سنوات كي يوافق على المجيء، فإنه سيحظى بالوقت والصبر والتأييد لا مثيل لها، بل حتى عندما تعرض لبعض النقد خلال أحد المؤتمرات الصحفية، فإنه أكد أن فكرة الرحيل عن النادي أقرب من أن يغير فلسفته، القائمة على الاستحواذ العالي والبناء من الخلف واللعب بتمريرات قصيرة، بينها إشراك الحارس في هذه العملية، وهي خطة وفلسفة أثبتت نجاعتها في السابق، لكن علينا الآن أن نبتعد عن المثالية، وننظر بواقعية الى العالم الذي يعيشه غوارديولا مع السيتي.
الواقع يقول أن مانشستر سيتي هو أضعف الفرق الثلاثة التي دربها غوارديولا في مسيرته (برشلونة والبايرن)، والدوري الإنجليزي هو الأصعب مقارنة بالإسباني والألماني، لنصل إلى نتيجة أنه ربما على بيبب أن يعيد النظر بعض الشيء في فلسفته، خصوصًا أن أكبر المخيبين والمخطئين في فريقه الحالي، هو قلب الدفاع جون ستونز والحارس كلاوديو برافو، وكلاهما ضمهما غوارديولا في مطلع الموسم الحالي، وتسببا بالعديد من الاهداف وفقدان النقاط، فلماذا جلبهما بيب؟ الإجابة ببساطة لأن بإمكانهما ركل الكرة بأريحية.
لكن رغم أن جو هارت لا يركل مثل برافو، إلا أنني على قناعة أن أكثر من نصف الأهداف التي تلقتها شباك السيتي هذا الموسم لما دخلت لو كان هارت يحرس المرمى. ويبدو أن أيا كانت الخطط التي يلعبها غوارديولا من 3 في خط الدفاع أو 4 أو 5، فإن الفلسفة لا تتغير، والأخطاء تتكرر، والثقة تنهار تدريجيًا، ليهمل القول المأثور "الفريق البطل يبنى من الخلف".
عندما سُئل غوارديولا عن سبب فشل فريقه في النجاح في إعاقة منافسيه، كان رده بسيطًا: "أنا لا أدرب الإعاقات"، وربما كان رده صادقًا، ففريقه الخيالي برشلونة كان في موسم 2010/2011 في المرتبة الـ19 من أصل 20 في جدول الإعاقات الناجحة، في حين كان نجم وسطه تشافي، الذي اعتبر الافضل في العالم في مركزه حينذاك، في المرتبة الـ285 بين اللاعبين الأكثر إعاقة في الدوري الإسباني، ومع ذلك أبهر ذلك الفريق العالم، لكن في المقابل عندما سُحق السيتي أمام حامل اللقب ليستر 2/4 قبل أسبوع، فان ليستر حظي بنسبة 22٪ من الاستحواذ فقط، ولمس الكرة 371 مرة مقارنة بلاعبي السيتي 903 مرات.
الحقيقة هي ما بين التفاؤل والتشاؤم، وما بين المثالية والواقعية، والتاريخ يقول إن بيب سينجح في مهمته، لكن ربما ليس هذا الموسم.

* نقلًا عن جريدة القدس العربي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد