;
حسين الصادر
حسين الصادر

إيران وإشعال الفوضى في المنطقة 1124

2017-01-08 03:16:01

منذ قدوم نظام الملالي إلى طهران في العام 1979م، فيما سمّي حينها بالثورة الإيرانية وتنصيب آية الله الخميني نفسه ولياً وفقيهاً كسلطة دينية تستند إلى الطائفية، اعتمدت إيران مبدأ تصدير الثورة إلى جوارها العربي. 
لكن في البداية هل هناك ثورة في إيران تحمل مواصفات الثورة التي تحمل قيماً معقولة تتماشى مع العصر الحديث؟!.
أعتقد أن ما حصل في إيران تحت عمائم الملالي ليس ثورة بالمعنى المعاصر للثورات، بل إن ما حصل هو رجعية أو بعث التاريخ الطائفي للمنطقة، وهذا لا يتفق مع مسمّى ثورة لأن الثورات دائماً تنطلق من الحاضر وتنظر لمستقبل متخيل، شريطة أن يكون بقيم أفضل من الحاضر.
 وهذا حصل في تاريخ الثورات التي عرفناها على عكس ما أطلق عليه بالثورة الإيرانية والتي تعتبر- في نظّر علماء السياسة والمراقبين والنقاد، ليس أكثر من عودة إلى السلطة الدينية الثيوقراطية التي عرفتها العصور الوسطى .
والثورة الإيرانية لم تقم ضد مستعمر أو غازٍ، لهذا لا تمتلك مؤهلات ثورة وأقرب ما يمكن أن يطلق عليها الفوضى الإيرانية.. في العادة تنتقل الحالة الثورية إلى حالة الدولة وتقوم بإصلاحات تضمن تطور الدولة واستقرارها .
إيران- على مدى 38 عاماً- ظلت مرتهنة للفوضى ورفض نظام الملالي أي إصلاحات داخلية أو أجرى أي تغيير، وقمع معارضيه بشدة وإسكات الأصوات الإصلاحية .
وانطلقت الثورة "الفوضى" الإيرانية إلى خارج الحدود من حرب الثمان سنوات على العراق والتي انتهت في العام 1988م. 
بعد هذه الحرب غيرت إيران أسلوبها، عبر النفاذ إلى المجتمعات العربية لتقسيمها على أساس طائفي ضاربة عرض الحائط باستقلال هذه الدول وسيادتها، وعمدت إلى تشكيل المليشيات العسكرية في لبنان والعراق واليمن وسوريا .
ببساطة.. إيران تقوم بدور قذر لإغراق شعوب المنطقة في صراعات لا تنتمي للمستقبل ولا تجسّد أحلام الشعوب في التقدم والرخاء والتنمية والازدهار.. وهذا الدور المكشوف لملالي طهران والذي يتأبط شعارات المظلومية والموت للشيطان الأكبر وخرافات أخرى لا تخدم شعوب المنطقة بقدر ما تخدم مراكز قوى الرأسمال العالمي، ويفتح أسواق المنطقة أمام أدوات الموت والقتل والدمار وزعزعة اقتصاديتها وامتصاص مواردها .
وعلى مدى ما يقرب من أربعين عاماً ظلت إيران تمارس هذا الدور وأغرقت المنطقة في حروب وفوضى غير مسبوقة وهو دور تآمري على شعوب هذه المنطقة بما فيها الشعب الإيراني .
إيران دعمت المليشيات والمنظمات الإرهابية بوضوح وتحت سمع وبصر المجتمع الدولي وانتهكت سيادة الدول . 
والغريب أن المجتمع الدولي يغض الطرف عن سلوك هذه الدولة ويتعامل معها كدولة نموذجية، لا بل إنه يدللها، ويمكن أن نقول إنه يكافئها على أدوارها في نشر الفوضى .
إن الفوضى الإيرانية التي ضربت أطنابها في المنطقة تحت عباءة الدين والطائفة كأدوات هدم للمنطقة تخفي وراءها حركة رجعية أخرى لطموح فارس وفرض هيمنتها كإمبراطورية عظمى بدأت باختطاف الدين عبر الطائفة وإحياء حركة التشيع، والتشيع عربي وليس فارسياً، إيران تعبث بالتاريخ لتدمير الحاضر والمستقبل .
إن الأنظمة العربية في الخليج والجزيرة العربية ليست بني أمية وليست إيران هاشمية، وليست إيران معنية بالحق الإلهي، لعدم وجود أحد في هذا العالم يمتلك قدراً من التفكير يطالب بهذا الحق في القرن الواحد والعشرين، وعلى الرغم من وضوح الخرافة التي يرفعها أتباع إيران وسذاجتها فهناك من هو مصاب بالعمى .
وإذا لاحظنا أتباع الفوضى الإيرانية في اليمن، من يسمون أنفسهم بأنصار الله كان هدفهم الأساسي تدمير الدولة. 
صحيح أن الدولة اليمنية فقيرة وغير مستقرة، لكنها أنجزت فكرة الدولة كجمهورية ناشئة لديها تعددية سياسية، وتمضي في طريق الإصلاحات والبناء السياسي السليم، إلا أن أتباع إيران انقضوا عليها في اللحظة التي أنجز فيها اليمنيون على الأقل من الجانب النظري فكرة التحول وتمرير إصلاحات هامة على بنية النظام السياسي وقاموا بتعطيل الحياة السياسية وتدمير ونهب مؤسسات الدولة.. ونستنتج أن إيران تدعم أدوات الهدم والعنف. 
أصيب اليمن في مقتل من شظايا الفوضى الإيرانية ومن الصعب حصر أضرار امتداد الفوضى الإيرانية إلى اليمن، فاليمن خسر الكثير من مقدراته البشرية والمادية والمعنوية نتيجة التدخل الإيراني والدعم المستمر لتيار الفوضى .
وبالتهام الفوضى الإيرانية لليمن أدرك الأشقاء العرب- وفي الطليعة المملكة العربية السعودية- وجاءت عاصفة الحزم العربية لاستعادة الدولة اليمنية من أنياب الفوضى الإيرانية .
الشعب اليمني اليوم يخوض معركة وطنية قومية دينية.. وطنية لاستعادة دولته وسيادته، وقومية لبتر النفوذ الفارسي، ودينية لضمان عدم تجيير الدين لخرافات ما أنزل الله بها من سلطان .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد