;
د. محمد شداد
د. محمد شداد

أميركا "ترامب" ونزعة الصعلكة 881

2017-01-31 02:53:31

أميركا بلد القادمين والمهاجرين من كل أصقاع وبقاع الأرض، تعاهدوا على قوانين تحفظ تعدد أعراقهم ودياناتهم ومستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حتى صارت ملاذاً آمناً للجميع، وليس لأحدٍ فيهم حق التميز والاصطفاء، باتت اليوم ضحية لنزعات وجنون الرئيس الأميركي الجديد الذي تسكنه نزعات شيطانية جنونية والتي لن تقود العالم المتأثر بالسياسة الأميركية إلا إلى مزيد من الفوضى والاضطراب.
 ذلك لأن الرجل متخمٌ بالمال والمتعة والرفاهية، ولم يعوزه سوى الشهرة وتعميق بروز صداها، وليس لديه حلم الاستمرارية في السلطة حتى ما لا نهاية، لأنه يعلم أنها مرحلية حتماً ستنتهي، فيريد من خلالها فقط ترك البصمات التي ستدون في مذكرات حياته وفي سجلات تاريخ أميركا المتخم بصنوف العنجهية والظلم والقتل خارج شرائع القانون الدولي.
أميركا التي يدعي قادتها أنهم مسئولون أمام العالم على القيم والحقوق الإنسانية للإنسانية جمعاء، يرتكبون في حقها ما لم يرد في كل قوانين الأرض، أو كتب السماء، بل و يلوون أعناق القوانين الدولية والمحلية وفقاً لمصالحهم، ومقتضى أمنهم، فيمارسون القتل خارج نطاق القانون، وبطريقة وحشية وبدائية لا تخضع لأي معيار من معايير العدالة في عصر صارت العدالة مطلب الشعوب ومفخرة لأربابها في شعوب أخرى.
ولولا الخجل السياسي البرجماتي، لأفصحوا عن ما قاله بعض الفلاسفة الذين صنفوا الجنس البشري إلى ثلاثة أصناف: منهم من خُلقَ من ذهب، وآخرين من فضة، والطبقة الدنيا من حديد، لسان حالهم اليوم الجنس الأميركي الأوروبي المسيحي من ذهب، وكل من دونهم يستحقون البقاء على قيد الحياة فقط، أما من عاداهم وخالف أمرهم فتَحتُ الأرض أولى به ويستحق القتل بطائرات الدرونز، أو العمودية، أو بعيدة المدى مع حساب فواتيرها اللوجستية على الشعوب الضحية.
معضلة الإرهاب الذي تكتوي بناره البلدان المنفلتة أمنياً، أشد من معاناة مالكي الدرونز والأساطيل العابرة للبحار، هذه المعضلة هي نتاجاً للحروب الأهلية بين أطرف صراع محلية تعمل بعضها لحساب أطراف دولية حتى أصبحت بيئة خصبة لتلك الجماعات ومرتعاً للتضخم والانتشار، ولن تأتي إلا بمزيدٍ من الظلم والدم والأشلاء وبكاء النائحات وتشرد اليتامى الصغار وفقر الكبار بل إن ذلك سيكون بمثابة الزيت الذي إذا أضيف إلى النار زاد اشتعالها.
وعلى ذلك فإن الجرائم التي ترتكبها القوات الأميركية بحق المدنيين في اليمن ستعيد صناعة الإرهاب من جديد وستعيدنا إلى نتائج مربع الدعم الأميركي للحرب ضد الروس في أفغانستان لأنها ستزيد من تهيئة الظروف للجماعات المتشددة من كل اتجاه عن طريق توفيرها لأسباب الاستقطاب والتعاطف وتعزيز صدق ما يتردد في حق قوى الظلم والاستكبار الشرقية والغربية ولن تقود ممارساتهم إلا إلى المزيد من الخوف والدم والإرهاب.
قوى دولية لن تدوم، ومؤشرات سقوطها شاخصة للعيان وسيجعل الله نهايتها بين عناصر بعضها فالجرائم التي ارتكبتها روسيا في حق الشعب السوري عارٌ في جبين البشرية والعالم المتحضر، وما ارتكبته أميركا من قبل في حق الشعب العراقي الذي لم يرَ العافية بعدها، وما ترتكبه اليوم في اليمن من قتل خارج نطاق القانون بذريعة حماية الأمن الأميركي فعلٌ يؤرق الضمير الإنساني على كل المستويات ويثير الكره والعداء لكل أصحاب القرار وأذيالهم من الأنظمة المداهنة لتلك السياسات بدافع الخوف على ديمومتها أو خوفاً من نتائج غضب الهيمنة والجنون السياسي لساسة أميركا الملطخ تاريخهم بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء على امتداد مساحة الجرح النازف والألم المستمر.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد