;
د. محمد شداد
د. محمد شداد

المرأة اليمنية أدوار ومواقف 903

2017-03-09 05:34:56

قد تنام العين لكن القلب المهموم بجراحات الوطن وآلامه لا ينوم، قد يذهب الخيال بعيداً لكن سرعان ما تعود الذاكرة عند استعراض صور مآسي الحرب وآثارها وانعكاساتها النفسية والروحية والوجدانية على حقوق المرأة والطفل، ذلك ما تم عرضه ومناقشته في الفعالية التي أقامها مركز الدراسات اليمنية- يمنيون في كوالالمبور بمشاركة نسائية وشخصيات أكاديمية وطلابية فاعلة أبرزها الناشطة الحقوقية وفاء الصلاحي التي قدمت عرضاً موجعاً لآثار الحرب على المرأة اليمنية في اليمن عموماً وتعز على وجه الخصوص.
 الناشطة الصلاحي قدمت أرقاما مخيفة عن حالات قتل واختطاف وإعاقة واعتقال لليمنيين وللنساء على وجه التحديد، أرقاما مفزعة أثارت مشاعر الغضب والحزن لدى الحاضرين الذين اندهشوا من المستويات الأخلاقية المتدنية التي مارسها المجرمون القتلة ضد أبنا تعز عن طريق القنص والقصف والحصار، والإهانات والإذلال للمرأة والطفل والعجوز في مداخل المدينة ومعابرها المصطنعة، تتجاوز البشاعة أحيانا الحدود القصوى للإنسانية وقيم الدين ومقومات الفروسية والرجولة.
 مآسي وآلام وانتهاكات لحقت بالمجتمع اليمني عموما والمرأة خصوصاً، تستحق جهود الباحثين وسهر المهتمين ودعم المقتدرين وتستحق ألف فعالية وندوة وألف كتاب ومليون بحث ومقال، المرأة اليمنية شريك فاعل في بناء الأسرة والمجتمع اليمني عبر التاريخ ،كانت الرديف الدائم للرجل في الحقل الزراعي أثناء الزراعة والحصاد وكانت رافداً اقتصادياً للأسرة عن طريق مشاركاتها في الأعمال التجارية والمهنية برغم المعاناة التي أصابتها وحرمتها من كثير من الحقوق أبرزها التعليم والمشاركة السياسية الفاعلة وحتى حريتها في اختيار شريك حياتها.
 كل هذا الحرمان الذي قاسته المرأة اليمنية عبر تاريخها الوسيط المظلم تمزق بإشراق شمس الثورة الشبابية التي كانت الصباح المشرق بعد ليل بهيم طال ظلامه على الشعب اليمني بكل شرائحه الاجتماعية، فكانت المرأة اليمنية النجمة التي سطع ضوئها حتى سحبت الأنظار لمشاهدة الصورة المعلقة للمرأة اليمنية في عنان السماء وشدت الانتباه وأيقظت أصحاب المفاهيم المشوهة عن المجتمع اليمني الذي كانت الدول الإقليمية والدولية قد أودعته في خانة التخلف والعنف والهمجية كنتاجٍ لتخلف الأنظمة العتيقة التي تعاقبت على حكم اليمن.
 ثورة 2011 الشبابية كانت بمثابة الشعلة التي فجرت براكين الغضب اليمني ضد الظلم والتهميش والإقصاء والفساد، فكانت المرأة اليمنية في الصفوف الأولى شهيدة وجريحة وسجينة وطبيبة وصحفية وأديبة وداعية، وكانت أم وأخت وزوج إما لشهيد وأسير أو مختطف وجريح، المرأة الفبرايرية كانت الوجه الحزين والقلب الباكي والعبرة الحراء التي تدحرجت على وجه الزمن الأعمى في عهد الطغاة الذين طال طغيانهم كل ذرة في رمال اليمن وصخره، في جباله وشجره، في حقوله والشعاب، فكانت زهرة في الأرض وسحابة في السماء ودماء جرت في شرايين الجسد اليمني المثخن بالجراح.
 هذه الندوة في يوم المرأة العالمي كان من نتائجها الخروج بمفهوم واضح إلى أن الحرب الراهنة فُرضت على الشعب اليمني فخاضها مكرهاً وبمرارة دفاعاً عن الحقوق والحريات وبحثاً عن دولة العدل المختطفة، والخوف كل الخوف من انتهاء الحرب أو إنهائها دون تحقق أهدافها أو إعادة صناعة الطغيان بطريقة أخرى وإعادة إنتاج الاستبداد مرة ثانية، وذهاب كل التضحيات التي قدمها الشعب اليمني أدراج الرياح، وتكرار نتائج ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أيلول من جديد.
 المرأة اليمنية هي الوحيدة دون سواها في هذا الكوكب من ضحت ولا تزال تضحي في سبيل اليمن وشعبه، وأدوارها التي لا تخطئها العين مثالا ناصعا لذلك الفداء ولتلك التضحيات الجسام، فلها كل التحية والإجلال أماً وأختاً وزوجةً وبنتاً، لها كل التحية حفيدة بلقيس وتوأم أروى، ومهما طال هذا الليل المدلهم خطوبه على مجتمعنا اليمني فلابد له أن يزول ويندثر ولابد للحُجب التي غطت على شموس اليمن البهية أن تذوب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

عدنان العديني

2024-05-20 00:34:14

ماذا يريد الحوثي؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد