;
موسى المقطري
موسى المقطري

الأمم المتحدة وإغاثة المليشيات 879

2017-05-02 15:28:36

منذ بداية الانقلاب الأسود في اليمن مروراً بانتفاشته التي سدت الآفاق وسيطرته على البلاد، وتالياً تراجعه المستمر وانكماشه بعون الله، ثم بجهود التحالف والشرعية والجيش، واقترابه من مرحلة الخفوت، ظلت الأمم المتحدة تتعامل في موضوع الإغاثة بطريقة غير موفقة لا استبعد أبداً مقصوديتها.
الإغاثة- في العادة وبمثل هذه الأوضاع- توجه للمتضررين من الأحداث دون تمييز، وتهدف إلى تخفيف تأثير الأوضاع القائمة، ومعالجة بعض آثارها، لكن المبكي أن جهود الأمم المتحدة في الإغاثة باليمن توجهت نحو زيادة معاناة اليمنيين من الأوضاع القائمة.
قد تسألني: كيف ذلك؟
الأمم المتحدة اعتمدت صنعاء- التي ترزح تحت سلطات الانقلاب كمركز لها- وميناء الحديدة الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين كمنفذ رئيسي لدخول الإغاثة إلى البلد.
ماذا حدث لاحقاً؟
أسس الانقلابيون عدداً من المنظمات الوهمية لاستلام هذه المساعدات الإغاثية من الأمم المتحدة، وبالمقابل تم مضايقة ومنع أي منظمة أو جمعية لا تدار من الانقلابيين من العمل، وطرد وحبس طواقمها. 
قامت المنظمات الوهمية بتوجيه المساعدات الإغاثية لدعم الجهود الحربي للإبقاء على الانقلاب، وبيعت أغلبها في الأسواق، وذهبت الأموال للقائمين على الشأن الحربي للمليشيات تحت مسمى "المجهود الحربي"، وهذا حتماً أطال عمر الانقلاب لبعض الوقت، وزاد من معاناة الشعب من الحرب المفروضة عليه بسبب هذا الانقلاب المشؤوم.
لنأخذ على ذلك مثلاً، محافظة تعز- التي عدت من أشد المناطق تضرراً من الأحداث.
في تعز يتداول الناس بغرابة تصرفات منظمة الأمم المتحدة في مجال إغاثة المحافظة، وفي التفاصيل أن الأمم المتحدة عبر ممثلها أو منظماتها العاملة تعلن باستمرار عن احتجاز ومنع قاطراتها من دخول المحافظة في خط الحوبان أو خط الحديدة!!
الغريب في الأمر أن العالم يدرك جيداً أن الطريق الآمنة الوحيدة إلى تعز هي طريق (عدن-هيجة العبد- الضباب)، وهي طريق صالحة لمرور القاطرات، ويتولى تأمينها الجيش، ولا يوجد ما يمنع إدخال المساعدات عبرها إلا أجندة خفية تعلمها الأمم المتحدة، ومنظماتها العاملة في اليمن.
الأغرب أن القاطرات التي أعلنت الأمم المتحدة عن منعها من دخول تعز عبر مناطق سيطرة الانقلابيين مرات عديدة اختفت لمصلحة الانقلاب وأطالته، ولم نسمع من الأمم المتحدة حتى إدانة يتيمة.
اليوم ونحن على أعتاب مرحلة جديدة في مجال التدخل الإغاثي الدولي بعد مؤتمر المانحين الأخير يجب أن تراجع الأمم المتحدة كمنظمة دولية مستقلة طريقة إدارتها لملف الإغاثة، وذلك عبر إيقاف العبث الذي يدار باسم مؤسسات وجمعيات ومنظمات وهمية تخدم إطالة معاناة الشعب بدلا من تخفيفها، وتوجه جهود الإغاثة لغير المتضررين، وتطيل عمر الانقلاب وبالتالي تزيد فاتورة المعاناة الناتجة عن هذه الإطالة.
دمتم سالمين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد