بسم الله الرحمن الرحيم
الظرف الذي نمر به دقيق للغاية، ومعقد للغاية، والواجب فيه التثبت والتريث فلا نصدق كل ما يقال، فالكذب فيما يقال وينشر أكثر من الصدق، والإشاعة أضعاف الحقيقة، وبعضه حقائق ولكنها منتزعة من سياقها ومحمولة على غير ما يراد بها، ونذر الفتنة مطلة بقرونها؛ لذا علينا التحلي بما يلي:
1⃣التثبت في قبول الأخبار لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [سورة الحجرات: 6].
2⃣حتى لو صح الخبر فلابد قبل الحكم بمقتضاه أو إعادة نشره أن نرجع لأهل الاختصاص الثقات ليطلعونا على حقيقته ومآلاته، وهل يصح الحكم بموجبه أم لا؟ وهل من المصلحة نشره أو كتمانه؟ وما كل ما يعلم يقال، وقد قال الله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء: 83].
3⃣في هذا الجو المشحون بالتوتر والتشنج والتعصب كل طرف لهواه الواجب كف اللسان والبعد عن الخوض في الفتنة، فوقع اللسان في الفتنة أشد من وقع السيف كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4⃣على الجميع قبول ما صدر عن الرئيس من قرارات وتعيينات حرصا على مصلحة اليمن ودرءا للفتنة ، ومن له اعتراض أو ملاحظة أن يوصلها بالطرق الشرعية، وليس بالطرق المستفزة والمهيجة على الفوضى والرئيس لن يقدم على قرارات ذات أبعاد خطيرة إلا وقد نسق مع من يعملون بكل إمكانياتهم للحفاظ على مصالح اليمن وكرامته وعزته أرضا وإنسانا، فالتأليب والتهييج ضد ذلك لا يؤدي إلا إلى الفوضى والهلاك.
نائب رئيس هيئة علماء اليمن