;
إفتخار عبده
إفتخار عبده

عجائب امتحانات الطلبة باليمن 1024

2017-07-18 17:16:11

كان مطرقاً رأسَه في إحدى زوايا المكان، بكل انسجامٍ يلعب الألعاب الإلكترونية، بهدوء قاتل، وكأن الأمر لا يعنيه ولا يهمه!..
"محمدٌ" طالبٌ في الثانوية العامة، وفي هذه المرحلة- الامتحانات النهائية - التي يعاني منها كل الطلبة ، فبعضهم يصاب بالشحو، والبعض الآخر يتعرض لاضطراباتٍ نفسية عنيفة.. في هذه المرحلة تجد الطلاب منهم من يغلق على نفسه الباب، وينكب على الكتب والأوراق، هاجراً الأكل والشرب والمرح إلاّ من الشيء القليل.
وهذا ما دفعني لتقديم الأسئلة لمحمد الذي وجدته يعيش لحظة متعة وترفيه.
أنزلتُ عليه الأسئلة بكل عجب، محمد' لماذا لا تذاكر؟ أو لستَ من ضمن الطلاب الذين سيخوضون معركة الاختبار؟..
قال: بلى ولكن لا يهمني في الحقيقة.
يا إلهي !! ولمَ؟ جميع الطلاب بهذه المرحلة ينكبون على كتبهم ولا يخرجون من بيوتهم!
أجابني بابتسامةٍ ساخرة لقد أعددتُ العدة للاختبار؛ لذا لا قلق!
أتدرون ما التجهيزات التي أعدها محمد مستقبلاً اختبار الثانوية العامة، والتي يحقق بها مصيره العلمي ومصير كل الطلاب ويظهر من خلاله جهد الـ12 عاما؟..
يقول محمد لقد أعددتُ مبلغاً من المال للمراقب، وآخر لرئيس اللجنة، ومبلغاً لمن سيقوم بالإجابة، وأما الذي سيقوم بتوصيل الإجابات لي إلى داخل القاعة فهو صديقٌ لي ولن يأخذ مني شيئاً، وحتى بعض الأساتذة من سمح لنا بأخذ رقمه للتواصل به عند اختبار مادته، لذا لا داعي للقلق.
عجباً لأمرنا.. لقد تدهور كلُ شيء
حتى التعليم أصبح مهملاً به إلى هذه الدرجة ومستهزءاً به كثيراً.
الطلاب يشكون كثيراً من عدم تناول المواد الدراسية بالشكل المطلوب، والمعلمون يتملصون من المدارس بحثاً عن أعمال أخرى يجدون من خلالها مدخلاً للعيش الكريم، والطلاب هم الضحية .
ليس العجب هنا، وإنما العجبُ في أن لجان الاختبارات تقول:ُ إنها تتعاون مع الطلاب مراعاةً لوضعهم في ظل الحرب؛ ولهذا تسمح بدخول الغش بهذا الشكل المغيظ.
إذا كنتم يا أعزاءنا ممن يراعي أوضاع الطلاب فإلى أين تذهبون بهذه المبالغ التي تؤخذُ منهم ؟ أتتصدقون بها؟ ولمَ كل هذه الهمجية في قاعات الاختبار؟
لم نعد نعرف الذكي من الغبي وولاء المجتهد من المهمل!
إحدى الطالبات في الصف التاسع تخبرني بكل أسف أنها لم تلقَ من يكتب لها الاختبار كغيرها من الزميلات اللائي حولها، وتقول: اكتفيتُ بتفتيش الكتاب والنقل المباشر.
هذه حقيقة أنقلها من إحدى المدارس ليس فيها أي نوعٍ من المبالغة.
ألهذه الدرجة وصلنا؟ وما الذنب الذي ارتكبناه حتى نعاقبَ بمثل هذا، ترى طلاب اليوم ماذا سيصبحون غداً؟
وأساتذة اليوم ما الذي سيخترعونه يوم غد..
نسأل الله العافية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد