\
قنديل عبد الله علي قائد، أي قلب يستطيع تحمل ما أصابك...
للمرة الثانية تفقد أسرتك...
كانت المرة الأولى بصواريخ الانقلابيين على حي الضبوعة في تعز.. بداية الحرب..
- استشهد طفلاك... ولحقتهما والدتهما حزناً وكمداً...
حاولت أن تلملم أوجاعك.. ورحلت مغترباً تجرجر ذكرياتك الموجعة.. وبدأت حياتك من جديد..
تزوجت.. مرة أخرى محاولاً طيَّ صفحة الوجع...
وعدت من غربتك...
فكرت في نزهة جميلة مع أسرتك الجديدة..
ولم تكن تدرك أن الأقدار هي التي تسوقكم إلى فاجعة لم تكن قد حسبت حسابها...
جبل العروس.. وهل هناك أجمل من جبل العروس.. بعيد عن الخطر.. هناك يمكنك أن تأخذ نفساً عميقاً وأنت ترمق سفح هذا الجبل الأشم...
الجبل الذي يقف عليه رجال بحجم الجبال يدفعون عن أطفال الشقب والعريش وما جاورها بطش طغيان الصواريخ الآثمة التابعة لمليشيات الإنقلاب..
الجبل الذي يحمل أحلام أبناء مدينة تعز.. ويرسل لهم أخبار أبطالهم عبر مبنى الإذاعة!
كان قنديل هناك في نزهة مع عائلته الجديدة...
لم يكن يعلم أن غارات الطيران كانت على موعد مع الوداعة والحلم
استشهد ما تبقى من أفراد أسرته بصاروخ غارات التحالف في العروس:
- *نورة عبد القوي حميد علي قائد* 28 سنة زوجته و *جنين في بطنها*
- *هديل قنديل عبد الله* 7 سنوات ابنته الصغيرة من الزوجة الأولى
- *صفاء عبد الرقيب عبدالله* 20 سنة ابنة أخيه.
هكذا انتهى حلم قنديل.. بضغطة زر.
لم يبق من الأسرة سوى الأب..
قنديل الأب الذي فقد أسرته مرتين...
مرة بصواريخ الانقلاب.. ومرة بصواريخ التحالف...
ما الذي فعلته بكم تعز؟
ما الذي فعله جبل العروس سوى حماية أطفالنا؟
ما الذي فعله بكم قنديل لتدمروا حياته مرتين؟!