الحقيقة أن مسؤولية موت الريال اليمني وتدهور الوضع الاقتصادي والأمني يتحمل مسؤوليته أكثر من جهة . ولكن لن نحمل أي جهة المسؤولية قبل أن نحمل حكومتنا المسؤولية.. فهي المسؤول المباشر عن معالجة الخلل، أو عند العجز توضح ببيان رسمي للشعب من المتلاعب، مع تقديم استقالتها الفورية.. لكن أن تظل حكومتنا غارقة في الفساد ومهتمة بتوظيف الأقارب والأصحاب، وتلتزم الصمت مع كل كارثة وتُعطي شرعية لكل مخالفة.. ثم نأتي نُحمل المسؤولية غيرها وهي فاسدة ساكتة، فإن هذا ليس من المعقول ولا من المنطق في شيء..
عبدربه هو رئيس الجمهورية ولا حكومة شرعية إلا حكومته، فهو وحكومته من يتحملون المسؤولية عن المواطن، أمنه واقتصاده ومحاربة كل متمرد على دولته، فإن كانوا عاجزين فليكاشفوا الشعب عن سبب العجز، ولا يجوز لهم البقاء مع العجز، فإن وجودهم حينها سيكون كعدمهم، بل أخطر من عدمهم.. إن الأمر لم يعد يُطاق والشعب أنهكه التعب، والشابع لا يدري عن معاناة الجائع.. لم يعد لقيادة شرعيتنا وجه تقابل به المواطن ولا عذر تقنعهم به.. والشعب لا يُلام إن فقد فيهم الأمل وغسل يده منهم فقد طال الأمد..لا هم تولوا أمره فأصلحوا وضعه ولا هم فسحوا الطريق لغيرهم، فلعل غيرهم أقدر منهم لمواجهة مليشيات الحوثي وأجدر في تسيير شؤون المناطق المحررة.. إن الأحداث تتطلب المكاشفة والمصارحة والشفافية، ويكذب عليكم من قال لكم إن المواطن لا يحملكم المسؤولية ولا يراكم السبب الرئيسي للفشل أو السكوت عليه. وكأني بالزبيري- رحمه الله- بلسان الشعب يجدد إلقاء قصيدته ويخاطبكم قائلاً.. من يعش في الوطن الدامي يجد أنه دُودٌ على جرح نغر
ويرى العيش حراما ويرى رزقه من دم شعب محتضر
راقبوا الله فهذا شعبكم بين أنياب الدواهي ينتظر
هو شعب إنْ يمت تقتلكم ريحه قتل الوباء المنتشر
أو يعش في قربكم تلقوا به عزة الدهر وأمجاد العُصر ................... ملاحظة : الشعب يعاني من الجوع فهو على الريق ليلاً ونهاراً