;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

صراع الثائر 1210

2019-01-21 07:24:55

كل منا في داخله ثائر، هناك ثائر إنساني في وجه كل الظواهر السلبية ووكل الانتهاكات الانسانية، ثائر مسلح بقيم ومبادئ إنسانية وطنية يثور في وجه الخروج عنها، ثائر صعب اختراقه. وهناك ثائر منتقم من خصومه السياسيين، يمكن له أن يتنازل عن بعض القيم الانسانية ويسمح بمرور بعض الانتهاكات لتخدم اجنداته السياسية والايدلوجية ونزعاته الانتقامية، يمكن اختراقه ليخدم الثورة المضادة. كلنا ثرنا ضد نظام فاسد ومستبد، ثرنا وكل يحمل في داخله هذا الثائر، وعندما انهار النظام، تقاطعت مصالح الثائر الذي فينا، الثائر الإنساني يطمح في التغيير الإيجابي لواقع يخلو من الممارسات والظواهر السلبية من الانتهاكات الانسانية، يضع الكل في ميزان إنسانيته، ما لم يقبله على نفسه لا يمكن أن يقبله على الآخرين، ولهذا تصادم مع الثائر المنتقم الذي سمح لنفسه أن يمارس كل ما مورس في حقه من ظلم وقهر وتعسف، بل بزيادة.. مما عكر صفو التحرير والحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وكل القيم التي نادى ونادينا معا بها في الساحات، ليتحول خادماً في للثورة المضادة، إنه الانتقام وهو إحداث مزيدٍ من الضرر والتراكمات والثأر، المنتقم لازال قابعاً في المشكلة يزيد من حجمها وتراكماتها، ليعطي مبرر الآخر بالدفاع عن نفسه من هذا الانتقام، وتمسكه بالعنف لمواجهة عنف الانتقام، ويهد جسور الثقة التي بنتها الثورة عندما توحد الناس في الساحات، وتسامح الكثير مع بعضهم وهم في اصطفاف ثوري رائع في مواجهة النظام. ما الذي حدث إذا ليعود البعض لدائرة الانتقام، إنهم الضعفاء والمهزومون من الداخل، فقد خدشت إنسانيتهم وهم من الهزل والمرض ما لم يمكنهم من استعادة تلك النفس الإنسانية العظيمة المتسامحة التي ترتقي فوق كل الجراحات، لتنهض من جديد بقيمها ومبادئها ومشروعها التي لا يمكن للظروف أن توثر فيها لتتنازل عن كل ذلك، إنها النفس الضعيفة المتذبذبة التي تصنعها الظروف وهي من الضعف لتغير تلك الظروف وتفتح افاق وتشق الطريق لمشروعها المبدئي. كما أن البعض يتغير بتغيير القوة التي يملكها، والمكانة التي يتربع، اذا تمكن أظلم وتعسف، تحول لوحش يمكن أن يمارس الظلم ضد الضعفاء والمساكين، ويتحول لسوط بيد أعداء الثورة، وكم من هؤلا تحول بقدرة قادر لخدمة الثورة المضادة اليوم. اليوم نرى من يبسط وينتهك ويستبيح بل ويقتل، ويسيء للثورة والتحرير، وعدن مثال، بعضهم لم يكن يوما في الساحات، والبعض الآخر كان في صف النظام، وتحوّل بقدرة قادر إلى ثوري كدور عليه أن يلعبه، وبعضهم كان في الساحات بأدوار مشبوهة الكل يعرفها، انظر للمكونات وتكويناتها، وتعرف أنها أدور أوكلت لبعض أدوات النظام السابق والثورة المضادة لتتوزع بين المكونات الثورية، في وهم اختراق الثورة والعودة لسدة الحكم من خلالها، وما يحدث اليوم من مخاض هو مقاومة الثورة لهذا المشروع. مشروع بدأ يظهر بوضوح بأفكار، ومنشورات وتغريدات تسيء للثورة وترفع من شأن النظام السابق، سيناريو خبيث لتلميع صورة النظام القبيح، بقبح أدواته في صف الثورة، كل الممارسات المسيئة، لا يقوم بها غير من كان في صف النظام، أو متأثر بذلك النظام ممن جردهم من إنسانيتهم وقيمهم ومبادئهم، وجعلهم كتل مثخنة بالمصالح والأنانية. المزعج أن فاسدي النظام ممن نهبو وسلبوا واستباحوا الأرض والمؤسسات واخترقوا النظام والقانون، لازالوا لليوم دون حيا واستحيا يمارسون أبشع الممارسات، يتمسكون بمواقعهم، لأن المحاسبة غائبة والرقابة مغيبة، النظام مخترق، الدولة مسلوبة والثورة تصارع بقايا ذلك النظام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد