;
عادل دشيلة
عادل دشيلة

الحوثيون.. الخطاب الديموغاجي المؤدلج! 829

2019-01-22 14:15:51

الديموغاجية هي "استغلال كل ماهو مناسب اجتماعياً سواء كان مشاعر؛ قيم، عادات وتقاليد، دين وغيرها في سبيل الوصول الى النجاح السياسي" (الخطاب الديموغاجي العربي وأدواته). من الواضح أن الحركة الحوثية هي حركة ديموغاجية مؤدلجة طائفياً قائمة على الخرافات، والأباطيل، والأساطير التي عفى عليها الزمن. كما أنه لا يوجد لديها مشروع سياسي واضح، ولذلك استخدمت الديموغاجية للوصول إلى السلطة. صحيح أن لهذه الحركة مبادئ أيديولوجية طائفية صريحة إلا أنها لم تكشف عن أطماعها وأهدافها الطائفية للبسطاء الذين يتبعونها، وأقصد ببسطاء الناس هنا أبناء القبائل والطبقات الأخرى المسحوقة.

تؤكد الفيلسوفة الألمانية المخضرمة حنة آرنت (Hannah" Cohn Arendt ) أن طغاة العصور القديمة وصلوا إلى السلطة بدعم البسطاء والفقراء كما أن طغاة العصر الحديث وصلوا إلى السلطة عبر بسطاء الناس." هذا هو الحاصل مع الحركة الحوثية الديموغاجية التي سيطرت على الحكم عبر البسطاء من خلال استغلالها لمعاناة الناس، كلنا نتذكر كيف كان يصرخ عبد الملك الحوثي عبر قناة المسيرة التابعة لجماعته "رخصوا الأسعار"، وحديثه المتكرر عن الفقراء، بل إنه سمى ثورته الطائفية المزعومة بأنها ثورة الجياع. استغل الحوثيون معاناة الناس ووصلوا عبر الفقراء ودبابات الجيش التي نهبوها من اللواء 310 مدرع وبدعم مباشر من بقايا النظام القديم إلى العاصمة صنعاء ثم قاموا بتجويع أولئك الفقراء وسحقوهم ولم يوفروا لهم حتى اسطوانة الغاز، بل إن بعض قادة الحركة الحوثية نصحوا الناس بأن يستخدموا الحطب لطهي الطعام بدلاً من الغاز! استخدمت الحركة الحوثية الفقراء بشكل بشع، بل وقامت بتعبئتهم ضد النخب اليمنية المثقفة، وقد أوضح الفيلسوف أرسطو كيف "يخاطب الطغيان شعور الناس بالمساوة؛ ولكن بالمساواة كمحكومين وليس كحكام" (مقتبس من كتاب بشارة "الثورة والقابلية للثورة")، وهذا ما تفعله الحركة الحوثية اليوم، كما أنها تقوم بحشد الفقراء ضد الأحزاب السياسية اليمنية ورجال الفكر وهذه التصرفات توضح أن الحركة الحوثية هي حركة ديموغاجية بامتياز. لقد حاول الحوثيون أن يتستروا بثوب الجمهورية وفي الحقيقة هم أعداء الجمهورية والقيم الديمقراطية، ويريدون فرض حكمهم على الشعب بحسب نظريتهم الفلسفية الدينية القائمة على حصر الحكم في السلالة الهاشمية. لم يفهم الحوثيون أننا في زمن القرن ال 21 وأن هذا المنطق غير مقبول! ذكرتني مسرحية الحركة الحوثية وتصورها للحكم بالقصة التي أوردها الروائي البريطاني المشهور جورج أورويل في روايته ذائعة الصيت "مزرعة الحيوان" (Animal Farm by George Orwell). حيث أن تفاصيل تلك الرواية تنطبق على الحركة الحوثية وأيديولوجيتها الطائفية. كما أن الحركة الحوثية تحاول أن تصبغ نظريتها الفلسفية والسياسية للحكم بصبغة دينية مستخدمة وسائل كثيرة؛ منها التركيز على تجهيل المجتمع، وإقناع الفقراء والأطفال بشعاراتها الرنانة القائمة على المذهبية والعنصرية، وهذا هو أخطر ما يهدد السلم الأهلي والنسيج المجتمعي اليمني.

يؤمن الحوثيون بأنه لا يصح أن يحكم اليمن سِوى سلالتهم العنصرية ومن شروط الإمام عندهم أن يكون زيدياً ومن نسل أبناء فاطمة ولا بد أن تتوفر في هذا الإمام أربعة عشر شرطاَ "أن يكون الإمام مكلفا،ً ذكراً، حراً، مجتهداً، علويا،ً فاطمياً، عدلاً، سخياً، ورعاً، سليم العقل، سليم الحواس، سليم الأطراف، صاحب رأي وتدبير، مقداماً فارساً" (مصطفى سالم). كما أنهم يقومون بتعبئة الأطفال بأفكار دينية بعيدة كل البعد عن القيم التي نتشاركها جميعا. على سبيل المثال، هذا هو القسم الذي يردده الأطفال وكل من يلتحق باللجان الشعبية الانقلابية المتمردة التابعة للحركة الحوثية " اللهم إنا نتولاك ونتولى رسولك ونتولى الإمام علي ونتولى من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي اللهم إنا نبرأ من عدوك وعدو نبيك وعدو الإمام علي وعدو من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي." هذا هو القسم الديموغاجي الذي يؤديه أطفال اليمن وبعض المغرر بهم اليوم في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الانقلابية وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد أجيالنا القادمة. ختاما.... نحن أمام حركة ديماغوجية لا تؤمن بالسلام ولا بالقيم الديمقراطية والنظام الجمهوري مما يتحتم على الحركة الوطنية اليمنية أن تواجه هذا الحركة ومشروعها السلالي بكل الطرق والوسائل حتى يسترد اليمنيون دولتهم وأرضهم من هذه الفئة الباغية إما بالسلم أو الحرب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد