;
حبيب الصهباني
حبيب الصهباني

أرطغرل في عيون عربية 653

2019-05-18 08:24:06

إن الفراغ القيادي الذي تعاني منه الأمة العربية في وقتها الراهن وغياب القائد الفذ الذي يأخذ بزمام الأمور قد جعلها فريسة الأطماع ، ووقوداً للصراع… هي لا تكاد تصحوا من سباتها، وتفيق من غفلتها، حتى تضرب على مؤخرة رأسها، كي تعاود النوم مرة أخرى… ومما يلفت الإنتباه ويثير التساؤل هو ذلك الولع الكبير الذي يوليه المواطن العربي على اختلاف توجهاته، ومشاربه، للمسلسل الشهير #بقيامة آرطغرل. هذا المسلسل الذي سلب عقول الكثيرين في عالمنا العربي، والإسلامي على حدٍ سواء . لم يكن ذلك الولع، والشغف، والحرص على المتابعة لهذا المسلسل أن يأتي عبطاً. إن حالة التيه، والضياع ، وفقدان البوصلة، وعدم وضوح الرؤية ومحاولة طغيان الكبير على الصغير في عالمنا العربي ، إلا بسبب الفراغ القيادي الذي تعانيه الأمة اليوم. طرحُنا لموضوع آرطغرل هو بسبب هذه الحالة التي نراها، فالمسلسل طرق هذا الجانب ، وهو الجانب القيادي الذي تتمتع به شخصية آرطغرل ، فالأمة بحاجة إلى من يذكرها بمواطن عزتها الخالدة ، وأمجادها التليدة، التي فقدتها. فمعظم حلقات المسلسل لامست شغاف القلوب المكلومة، والأنفس المكسورة، بفعل من يقودها. لم تكن أحداث المسلسل مجرد عمل درامي ناجح ، بقدر ما كانت جرعة من التاريخ الإسلامي ملؤها عزة، وشموخ، وكبرياء. في وقائع المسلسل كان هناك أبطال يقولون للعدو لا ! هذه الكلمة التي طمست من قواميس القادة الدّمى الحالية التي صنعها المستعمر. كان هناك أبطال يضعون حداً للتجاوزات، وعدم السماح لبذور الفرقة أن تضرب في تلك البذرة التي غرسوها، وسقوها بدمائهم الزكية . الرجوع للخلف لم يحدث يوما، اليأس والشك في الطريق لم يتسلل إلى قلوبهم طرفة عين . هذا العرض الدرامي وفّرَ على الأمة آلاف المحاضرات، والخطب، والندوات، والكتب. وقد جُعل منه مادة سهلة التناول للصغير قبل الكبير . لم يكن بمقدور أحد إيصال كل هذا المجد، والإرث الإسلامي بغير هكذا أداء، وتميّز، ولن تستطيع إقناع أحد بأن هذا هو المهد الذي نشأت فيه الخلافة، العثمانية التي حكمت أكثر مدة في تاريخ البشرية لما يزيد عن ستة قرون، والتي كانوا يدرسونا منهجا مزورا في المدارس بأنها احتلال، وغزو عثماني للأسف. إن المواطن العربي وجد في آرطغرل قائداً مُلهِما، وشخصية فذة، ملأ بها شيئ من الفراغ الذي تعاني منه نفسه. فسخر جزءً مهما من وقته لمتابعة حلقات القيامة على كثرتها، وطول زمنها التي امتدت لسنوات، وهو بنفس الوتيرة من الشوق واللهفة، بل ويزداد شوقا لمعرفة أحداث، ومستجدات ما سيأتي من حلقات بفارغ الصبر ، وذلك لأن النشوة والفرح التي يقضيها المواطن العربي أمام شاشات التلفزة أو شاشات الهاتف أثناء العرض تجعله هذه الساعات في مكان خالي من الهزائم والصدمات النفسية الموجعة التي تعود سماعها في الأخبار أو مباشرة في أزقة شوارع مُدنه المليئة بالقتل، والقنص، والرعب المتواصل. يعلم الكثير أن إنجين ألتاين صاحب شخصية آرطغرل مجرد ممثل وهو الموجود المفقود بنفس الوقت أي الموجود دراميا، وتاريخيا، ومفقود حقيقة وواقعا في عالمنا العربي . افتقدنا نحن العرب في قياداتنا، قيادة وتخطيط، وتفكير آرطغرل. افتقدنا طموحه، وهمته، وحزمه في تعامله مع الخونة والعملاء. لكن تتجلى بوضوح شخصية #سعدالدين كوبيك تلكم الشخصية العميلة الخائنة للدين والوطن والمتمثلة بابن زايد، وبن سلمان، والسيسي، ومن دار في فلكهم. افتقدنا في بلادنا العربية عدالة علي يار ، وبأس الفأس الذي على كتف تورغوت آلب، وحِدّة سيفي بامسي، ووفاء دوغان، وإخلاص عبدالرحمن . لكن كثرت في أوطاننا أشخاص مثل أورال ممن رضعوا الخيانة، واستوى عندهم الدين والدرهم وصارت العمالة تجري في عروقهم. وأيضا كم يوجد في أوطاننا ثعالب أمثال دراغوس متنكر بلباس زانغوتش الرثة وظهره المنحني؟ لكن بنفس كلب، وعمل ثعلب. كم يوجد أمثال هذا ممن ينخرون البلاد، وينهبون ثروات العباد؟ لكن ليس بثياب غريبة، وبالية وإنما بألبسة مستشارين، وخبراء، وسفراء، ومبعوثين أممين، وشركات أمن تبعث الخوف. إن الفرق بين القائد آرطغرل وقاداتنا هو: أنه باستطاعة كل أحد تخصيص بضعة ميجاوات على ذاكرته وهاتفه، ومبلغا بسيطا لتحميل حلقات هذا القائد، والاستفادة من شجاعته، والأخذ من عبقريته على أقل تقدير. أما قادتنا فنحن نخسر معهم أحلامنا، وآمالنا، وحاضرنا، وإذا أردنا التغيير فنخسر معهم مستقبلنا، ومستقبل الأجيال من بعدنا. هذا هو الفرق بين ذاك القائد وقاداتنا . هل ستلد أمتنا قائدا جديداً يعيد لها كرامتها، وعزتها، ومجدها؟ نقول : نعم (وما ذلك على الله بعزيز)

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد