;
محمد العلائي
محمد العلائي

ما السرّ وراء نفور الانفصاليين من كلمة "جمهورية"؟ 627

2022-12-22 00:26:10

تابعنا دعوات صريحة إلى انفصال حضرموت وإعلانها دولةً مستقلة.

لكن هذا بحد ذاته ليس بالأمر المثير أو غير المتوقع.

أكثر ما يلفت انتباهي في هذه الظواهر، هو أن القيادات اليمنية التي تطالب بكيانات انفصالية -هنا أو هناك- تتجنب في الغالب استخدام كلمة "جمهورية" لوصف الكيانات التي ينشدون قيامها.

shape3

وكأنه لا يصح أن يكون الواحد "انفصالي" و"جمهوري" في نطاق الكيان الجزئي الذي يحلم بتأسيسه!

لاحظنا مثلاً قبل أشهر عيدروس الزبيدي، عند أداء "اليمين الدستورية"، وهو يمتنع عمداً -وبشكل غير مفهوم- عن التلفظ بعبارة "النظام الجمهوري" في نصّ اليمين.

وفي حضرموت رأينا قبل يومين "عصام حبريش الكثيري" وهو يبشِّر بـ "دولة حضرموت" المستقلة عن اليمن (شماله وجنوبه).

"دولة" فقط، بالمعنى العمومي لهذه الكلمة، دون أن يحدد أو يلمِّح إلى شكل هذه الدولة ونوعها ومبدأ كيانها.

كان الكثيري يخطب في قاعة كبيرة وعلى كتفيه ينسدل "العَلَم" الجديد للدولة الحضرمية المأمولة، بعد أن شهدت القاعة ترديد ما وصف بـ "النشيد الوطني" الحضرمي.

كل هذا كما قلنا غير مفاجئ، وهو ليس موضوع الحديث هنا..

الموضوع يدور حول هذا السؤال:

هل هناك سبب يمنع الانفصاليين من أن يطلقوا على دولهم المنشودة صفة "جمهورية"؟

بحيث يقول الانفصالي الحضرمي أن هدفه يتمثل في تأسيس "جمهورية حضرموت"، والانفصالي الجنوبي تأسيس "جمهورية الجنوب العربي" أو "جمهورية اليمن الجنوبية".. ومن هذا القبيل.

أم أن الانفصاليين يتجنبون كلمة "جمهورية" معتقدين، أو متوهِّمين، أن الكلمة قد تثير حفيظة حلفائهم وداعميهم الخليجيين؟

أم يتجنبونها طمعاً في دخول النادي الخليجي تحت صفات سياسية سلاطينية وأميرية تناسب الحال؟

أم أن الكلمة نفسها لا تزال غريبة على لسان ذلك الرجل الحضرمي الذي يعيد اسمه إلى الأذهان ذكرى السلطنة الكثيرية التي اختفت بقيام "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" في جنوب الوطن قبل قرابة ستون عاماً؟

مهما كان السبب،

لنتركهم في غفلتهم.

ستظل "الجمهورية" صفة عزيزة على قلوبنا.

ورغم أننا أصبحنا معتادين على إطلاقها على اليمن الواحد،

إلا أن هذا الذي نعيشه مؤلم وفظيع.

كما لو أن الأقدار حكمت أن يكون نكوصنا التاريخي الراهن مخجل بشكل كامل وعميق: وبدلاً من التشظي إلى جمهوريات صغيرة حديثة.. ها نحن نحاول الانقسام إلى شبه دويلات بخصائص تاريخية تبدو أقرب إلى السلطنات العتيقة والإمارات والمشيخات والإمامات المذهبية الطائفية البائدة.

ما يعني أننا اليوم كيمنيين نجمع، في وقت واحد، بين عار تفكيك الوطن الكبير،

وعار التخلف عن المبدأ الجمهوري!

الإمامي الزيدي في صنعاء هو "انفصالي" بالنتيجة،

والانفصالي المناطقي والجهوي هو "إمامي" بالنتيجة أيضاً.

تربطهما علاقة عداء وتكامل في الوقت نفسه، علاقة تفضي إلى التحديد والفصل لا إلى التوحيد والتجميع.

هذا ينقض "الجمهورية" كمبدأ وثقافة للسياسة والحكم،

وذاك ينقض "الجمهورية" كوحدة كيان ومصير وكـ روح مشتركة جامعة ضمن جسم سياسي واحد.

مع التأكيد على أننا لا نقصد الانفصالية الثنائية الجهوية شمال وجنوب فحسب، بل الانفصالية عموماً بمختلف مستوياتها الجغرافية والجهوية والقَبَليَّة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد