;

رؤية شرعية لمقصد الحرية والثورة على حكم الطاغوت الإمامي الكهنوتي وإقامة النظام السياسي الجمهوري الشوروي 1136

2006-09-15 00:37:38

الحلقة الثانية عشرة

 بقلم/ حارث عبدالحميد الشوكاني

كان الائمة طوال فترة حكمهم الكهنوتي البائد يحكمون اليمن كما اسلفنا بزعم الخلافة عن الذات الإلهية برغم ما كان يكتنفه من ظلم واستعباد وسلالية وتفرقة، غير انه اصبح وبعد عمر الثورة الذي سيصل في خلال ايام قلائل الى«43» عاما والتي غيرت وبدلت تلك المفاهيم الاستعلائية والتفرقة العنصرية المقيتة. . نقول للأسف انه بعد عمر الثورة المديد لازالت الطموحات لدى العناصر الإمامية التي تحلم بالعودة إلى الحكم البائد عبر تاريخها المؤامراتي المظلم واخيراً عبر تسلطهم على القوى السياسية المتمثلة في احزاب اللقاء المشترك، التي انطلت عليها للأسف مكائد التيار الإمامي ومؤامراته ولم تفطن إلى تاريخه الاسود وايديولوجيته المدمرة ولاسيما ودماء اخواننا وابنائنا في القوات المسلحة والأمن والمواطنين الشرفاء في حرب الردة والانفصال التي كان السبب فيها التيار الإمامي كما كان السبب في حرب الفتنة الحوثية في جبال مران بمحافظة صعدة. . وعموماً دعونا اعزائنا القراء ننهل من معين الملكة الفقهية للكاتب الذي سرد المقاصد العامة للاسلام ليدلل على تضادها مع التيار الامامي ومقتضياته ومنطلقاته التي تسمم الافكار وتهدم ولا تبني وبالتالي فإن المراد ان تتنبه القوى السياسية إلى ذلك ولاسيما الوطنية منها وتنبذ هذه المبادرة المؤامرة التي نبذ شعبنا سابقتها- وثيقة العهد والاتفاق وعاد لوحدته وقوته وعزته وكرامته.

1- ان قول الشيعة ومن تأثر بهم من السنة بأن هناك «ابناء لرسول الله صلى الله عليه وسلم واحباؤه» وان هذا النسب مقدس ويترتب على هذا النسب المقدس الحق الإلهي في الولاية العامة من دون الناس، والزعم بأن المجتمع ينقسم إلى طبقتين طبقة السادة وطبقة العبيد مردود عليه بما جاء في القرن من تحذير لمن قال من اليهود والنصارى «نحن أبناء الله وأحباؤه». . فنقول لهم «بل انتم بشر ممن خلق» وان الاعتقاد بالحق الإلهي في الولاية العامة وقوع في حكم الطاغوت وعبادة الاشخاص الذين حذر منه القرآن وان هذا الفهم يصادم اصلاً من اصول العقيدة اصل التوحيد.

2- ونرد عليهم بدليل قطعي يقيني قرآني وهو اصل من اصول القرآن وهو مبدأ وقاعدة وحدة الاصل البشري بقوله تعالى «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا» «النساء 1» وقوله تعالى «وهو الذي انشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون» «الانعام 98» وقوله تعالى «بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم» «الانعام 101»- فهذه الايات التي اوردناها على سبيل الاستدلال لا الحصر تؤكد بشكل قطعي وحدة الاصل البشري -اي ان جميع البشر من اصل واحد وهو ابونا آدم وامنا حواء، وبالتالي فإن الذين يزعمون ان لهم نسباً مقدساً متصلاً برسول من الرسل أو نبي من الانبياء وبسبب هذا النسب هم فئة متميزة من دون الناس لهم الولاية العامة والعلم والثروة وبقية البشر خلقوا عبيد لهؤلاء السادة لا حق لهم في السلطة السياسية أو العلم أو الثروة كما فعل الائمة عبرالتاريخ.

نقول لهؤلاء ان كلامكم مردود عليكم وان هذا النسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان صح فلا يترتب عليه اي، حق والدليل ان كل البشر مسلمهم وكافرهم لهم نسب مرتبط بنبي أو رسول فكل البشر لهم نسب بآدم عليه السلام وهو نبي الله. . إذاً فكل البشرية ابناء رسول الله آدم عليه السلام وكل البشرية هم آل نبي الله آدم عليه السلام ومن بعده جميع الرسل والانبياء، فإذا كان للانتساب برسول أو نبي ميزة، فهذه الميزة يشترك فيها كل البشر فلا موجب اذاً لإفراد فئة من الناس بتسميه آل الرسول، ولا اعتباره نسباً مقدساً والزعم بناء على هذا النسب بالحق الإلهي في الولاية العامة وتقسيم المجتمع إلى سادة وعبيد لأن الله لم يغضب على الشيطان إلا بسب الكبر والاستعلاء، وهناك العديد من الايات التي بدأ فيها الخطاب القرآني بقوله تعالى «يا بني آدم». . وفي هذا الاستهلال تأكيد لما اسلفناه. . خلق الناس من نفس واحدة واصل واحدة وان كل البشر ينحدرون من صلب ابينا آدم نبي الله مما يؤكد مساواة البشر واخوتهم طيناً، ولكن اخوة الطين لا تتم إلا بإخوة الدين ولذلك لم يعتد الاسلام إلا بإخوة الدين.

وبهذا الاصل القرآني الثاني «وحدة الاصل البشري» وهو اصل قطعي قرآني كما أوضحنا ينقطع كل لسان يتكبر على الناس فيدعي انه من نسب مقدس، لأن كل البشر من انساب مرتبطة بأنبياء ورسل على رأسهم آدم عليه السلام، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله «كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على احمر إلا بالتقوى»، أو كما قال صل الله عليه وسلم بل اعتبر الاسلام عصبية العرق خارج نطاق الاسلام «ليس منا من دعا إلى عصبية»، والقرآن اكد هذه بقوله تعالى «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء» «الانعام 159» والشيع بالمصطلح القرآني هي عصبية العرق أو الطائفة «هذا من شيعته وهذا من عدوه» في سياق الحديث عن موسى وشيعته اي عرقه من بني اسرائيل وعدوه المصري الذي ليس من عرقه.

3- الاسلام جعل اساس الولاء والبراء والتفاضل بين الناس نسب العقيدة والدين وألغى نسب الطين ولم يعتد به.

ومن الاسس الهامة في القرآن التي تنفي ادعاء النسب المقدس «نحن ابناء الله وأحباؤه»، أو من قال «نحن ابناء رسول الله واحباؤه»، وبالتالي ادعاء الحق الإلهي في السلطة الروحية بالمرجعية الروحية المطلقة «التقليد» كقساوسة النصارى أو الحق الإلهي العنصري في السلطة الروحية والسلطة السياسية كاليهود الذين يعتبرون انفسهم سادة العالم، وان بقية البشر خلقهم الله عبيداً لبني اسرائيل لخدمتهم، ومن سار على نهجهم الشيعة الإثنى عشرية وهم اقرب إلى داء النصارى- نظام المرجعية الروحية، فالإثنى عشرية عندهم نظام المرجعية المطلقة لعلماء الشيعة وليس عندهم تمييز عنصري لهاشمي أو غير هاشمي في الحقوق السياسية، فهم اشبه بمؤسسة، كنسية والمذهب الهادوي يقول بالتمييز العنصري على اساس النسب وبالحق الإلهي في السلطة الروحية والسياسية في بني هاشم ويقسمون المجتمع إلى سادة مستكبرين وعبيد مستضعفين ولذلك فهم اقرب إلى اليهود، فالإثنى عشرية هم نصارى هذه الامة والهادوية هم يهودها وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله «لتتبعن سنن من كانوا قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذارع»، اما الاسلام والاديان عبر التاريخ فلا تعترف بحكم الطاغوت الذي يلبس لبوس الدين ولا تعترف بنسب الطين ولكنها تعترف بنسب الدين، فالاسلام نقل النسب من نسب الدم إلى نسب العقيدة بصريح القرآن، وبالتالي فمفهوم آل بيت رسول الله في المنظور القرآني اذا اردنا استخدام هذا المصطلح يرتكز على نسب الدين لا نسب الدم واتباع الملة والعقيدة لا اتباع نسب الطين والرحم، والادلة القاطعة القرآنية على ان الاسلام نقل النسب من الطين إلى الدين كما يلي:

1- اعتبر الاسلام المؤمنين اخوة «انما المؤمنون اخوة» وكلمة اخ بالمصطلح اللغوي العادي تدل على اخوة الدم والطين لا على اخوة الملة والدين، ولكن الاسلام اعتبر اخوة الدين هي الاساس بصريح القرآن «انما المؤمنون اخوة»، وهذا دليل صريح على اعتبار نسب الدين وإلغاء نسب الطين.

2- اعتبر الاسلام زوجات الانبياء والرسل امهات المؤمنين بدليل قوله تعالى «ونساؤه امهاتكم».

3- فما دام المؤمنون اخوة وزوجات الرسل امهاتهم. . اذاً فرسل الله اباء المؤمنين، ومن هنا قال رسول الله «هم اتباع الملة لا اتباع الدم»، وصدق العلامة نشوان الحميري بقوله:

آل الرسول هم أتباع ملته

من الأعاجم والسودان والعرب

لو لم يكن آله إلا قرابته

صلى المصلي على الطاغي أبي لهب

ويعزز هذا الفهم نفى ان هناك «ابناء لرسول الله واحباء» دماً وطيناً وحصر علاقة المسلمين بمحمد صلى الله عليه وسلم كرسول من الله هو قوله تعالى «ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين» «الاحزاب 41» فهذه الاية وان كانت وردت بخصوص سبب وهو نفي ابوة التبني، ولكن العبرة فيها بعموم اللفظ فقد جاء فيها النفي الكلي لابوه محمد من الدم والطين «ما كان محمد ابا احد من رجالكم» فدل منطوق النص اللغوي على ان المقصود هو النفي الكلي لابوه محمد الطينية، بدليل ان جعل المقابل لنفي ابوة محمد هو اثبات انه رسول الله وفي هذا تأكيد على اعتبار علاقة الدين برسول الله ونفي علاقة الطين، وهذا الفهم هو الذي ينسجم مع السياق الذي نحن بصدده كاملاً، فكأن المقصود من الاية هو نفي ابوة الرسل الطينية واثبات ابوتهم الدينية.

- ومن الايات القاطعة في إلغاء نسب الطين واعتبار نسب الدين هو قوله تعالى في سياق الحديث عن نوح نبي الله وهو يتشفع لابنه من الله تعالى «ان ابني من أهلي» بقوله الله تعالى «إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح» فهذه الاية قاطعة في نفي ان ابن نوح عليه السلام من اهل بيت رسول الله مع انه ابنه دما، ولكنه نفى نسب الطين لعدم وجود العمل الصالح، فدل صريح القرآن على نفي نسب الطين واعتبار نسب الدين، وبالتالي بناء على هذه الاية إلى جوار السياق السابق كله يمكننا القول ان اهل رسل الله عبر التاريخ هم المؤمنون وليس ابناؤهم من دمهم، وان الاديان لا تقيم وزناً لنسب الطين وانما لنسب الدين.

- ومما يدل بصريح القرآن على ان نسب الدين اولى من نسب الدم وان آل ابراهيم هم اتباع ملته لا اتباع الدم والنسب قوله تعالى «ان اولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين» «آل عمران 68» وبناء على هذه الاية الصريحة نقول ان اولى الناس بمحمد صلى الله عليه وسلم هم اتباع ملته من المؤمنين اكثر ممن يزعمون الانتساب له دما ويرتبون على نسب الدم حقوق سياسية يحرم منها المؤمنون.

- ومن الايات القرآنية القاطعة في بيان عدم الاعتداد بالانساب قوله تعالى «فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون» «المؤمنون 10». . فهذه الايات البينات اكدت ان معيار الحساب يوم القيامة هو العمل الصالح لا الانساب. . «فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون»، وقد يقول قائل ان هذه الاية النافية للانساب هي في الآخرة وليس في الدنيا، ونقول لهم: الاية في هذا الموضع تتحدث عن الحساب يوم القيامة، وحساب يوم القيامة انما هو محصلة لاعمال الناس في الدنيا ان خيراً فخير وان شراً فشر، بدليل قوله تعالى «فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون» «الاعراف 8»، ويتأكد هذا الفهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم».

4- ذم القرآن الكبر والاستعلاء على الناس وتقسيم المجتمعات إلى سادة مستكبرين وعبيد مستضعفين والتأكيد على نصرة المستضعفين:

- لقد اعلن القرآن الكريم الحرب على مدرسة الكبر والاستعلاء على الناس واعتبر هذه المدرسة هي مدرسة حزب الشيطان.

- فبين القرآن بنصوص صريحة ذمه للاستعلاء والكبر ورفضه لهاتين الصفتين. . من ذلك قوله تعالى «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين» «القصص 83»، وقد جاء ذم العلو في هذه الاية إلى درجة جعلها صفة تبعد المتصف بها من الجزاء الحسن يوم القيام وتستوجب العقوبة.

- وقوله تعالى «سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق، وإن يروا كل اية لا يؤمنوا بها، وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً، ذلك بأنهم كذَّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين» «الاعراف 146».

- هذه الاية كشفت خطورة الكبر إلى درجة ان الله سبحانه وتعالى يصرف عن المتكبرين ايات وحقائق الوحي والاديان ولا يجعلهم امناء عليها لمجرد كبرهم واستعلائهم على الناس، لأن جوهر الاديان السماوية هو نصرة المستضعفين الذين حرمهم المستكبرين من الحقوق السياسية والاجتماعية.

- وفي قصة فرعون في القرآن الذي هو رمز الطغيان والكبر والاستعلاء السياسي واضطهاده لبني اسرائيل ما يؤكد سياق ذم العلو والاستكبار ونصرة الله الدائمة للمستضعفين قال تعالى «إن فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذَّبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين» «القصص 4»،

- وقوله تعالى «ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون» «القصص 5، 6» بيان بنص قرآني صريح على مقصد عظيم من المقاصد السياسية وهو نصرة الله الدائمة للمستضعفين بإخراجهم من واقع الاستضعاف ثم منحهم حقوقهم السياسية «ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكِّن لهم في الارض» فهذا المقصد القرآني العظيم هو رد قاطع على كل من يدعي الحق الإلهي في السلطة ويقسَّم المجتمع إلى سادة لهم السلطة والعلم والثروة، ومستضعفين يحرمون من الحقوق السياسية والاجتماعية بزعم ان الله قد حصر الحقوق السياسية والولاية العامة في ابناء الله واحبائه أو ابناء رسول الله واحبائه.

5- مدرسة الشيطان هي مدرسة الكبر والاستعلاء والنزعة العنصرية «أنا خير منه»، ومدرسة الاحتكار السياسي بدعوى الافضلية العنصرية.

لو تأملنا في قصة ابليس وآدم عليه السلام لوجدنا ان غضب الله على الشيطان وطرده من رحمته لم يكن بسبب كفره بالله، بل بسبب كبره واعتداده بأصله وعنصره ونسبه، وقد اعتبر الله الكبر المتولد عن النزعة العنصرية والافتخار بالنسب سببا لكفر إبليس.

- «وإذ قلنا للملائكة اسجدو لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين» «البقرة 34».

- ولو بحثنا عن سبب كبره لوجدناه كبراً يرتبط بدعوى افضلية الاصل والعرق والافتخار بالنسب والمحتد «قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، قال فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين» «الاعراف 12- 13».

- وقد جاء تمرد الشيطان وكبره واستعلائه واعتداده بأصله وعنصره ونسبه في سياق الرفض للقرار الإلهي بتعيين آدم خليفة في الارض «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة» «البقرة 30».

- ومفهوم «خليفة» بالمصطلح القرآني مفهوم سياسي يقصد به الزعامة أو الرئاسة أو الامامة، لأن الامامة في القرآن مشتقة من الامام- اي الشخص الذي يتقدم الناس وهو الزعيم أو الرئيس، والامام في القرآن هي امامة هدى وامامة ضلال. . نقول ذلك لأن الائمة في اليمن قد شوهوا هذه المصطلح فهم ائمة ضلال، ولكن هذا لا يمنعنا من استخدام هذا المصطلح القرآني «إني جاعلك للناس إماماً» في سياق إمامة الهدى.

ومما يؤكد ان مصطلح «خليفة» يقصد به الإمامة السياسية قوله تعالى «يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق» «ص 26»، كما ان مصطلح خليفة يقصد به إلى جوار الزعامة والإمامة السياسية معنى اضافي وهو الاشارة إلى تداول السلطة، لأن الخليفة يأتي بعد مخلوف، فسياق القرآن المتعلق بالخلافة والاستخلاف يدل على هذا. . من ذلك قوله تعالى «وربك الغني ذو الرحمة إن يشا يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء، كما انشأكم من ذرية قوم اخرين» «الانعام 133».

- «ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً» «هود 57». . «فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون هذا الأدنى» «الاعراف 169»، «وعد الله الذين آمنوا منَكم وعملوا الصالحات ليستخلفنَّهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم» «النور 55».

- «واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح» «الاعراف 69».

- «واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض» «الاعراف 74». . فالايات السابقة اكدت ما ذهبت إليه بصريح القرآن، لأنني، أؤمن ان منهجية تفسير القرآن بالقرآن هي اقوى مناهج التفسير وهذه المنهجية تساعدنا في فهم القرآن موضوعياً، وتساعدنا ايضاً في فهم القرآن حتى لغوياً. . اقول هذا لأن هذا المصطلح «خليفة» مصطلح مهم قرآنياً، وقد اخطأ في فهمه كثير من العلماء والمفكرين، فاعتبروا الخلافة في الارض وكأنها مصطلح لتنظيم علاقة الانسان بالارض اي الطبيعة، وبالتالي تحدثوا عن علاقة التسخير والاستعمار، وانا لا انكر ذلك، ولكن المعنى الرئىسي هو مصطلح سياسي لتنظيم العلاقات السياسية، والخطأ الاخر من وجهة نظري الذي وقع فيه بعض العلماء والمفكرين هو اعتبار هذه الخلافة خلافة عن الله، في حين ان سياق الايات يدل على انها خلافة بالله، فلو جاء هذا المصطلح «خليفة» خاص بآدم لاحتملنا هذا الفهم القائل انه خلافة عن الله، لكن سياق الايات كلها المتعلقة بهذا المصطلح «خليفة- خلفاء- يستخلف» يؤكد انه الاستخلاف بالله لا استخلاف عن الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد