;

قراءة في المشهد العراقي: الدم سني.. والخيار كربلائي.. والسلاح إيراني..!! 1288

2006-11-23 06:37:14

بعد صمت طويل وحذر شديد وحياد مقيت ارتفعت في الاسابيع الماضية الكثير من الاصوات، وظهرت العديد من الكتابات، وانتشرت التصريحات، وازدادت الدعوات لوضع حد لما يحدث لاهل السنة في العراق من قتل وتعذيب وطرد وتشريد، وكان من اهم هذه الاصوات وابرز هذه الدعوات الدعوة التي وجهها الكاتب والباحث الكبير الاستاذ «فهمي هويدي» الذي كتب يوم امس مقالاً صريحاً في صحيفة الشرق الاوسط بعنوان «العراق مراجع الشيعة يجب ان يتكلموا» وقال في مقدمة المقال: نريد ان نسمع رأياً واضحاً لمراجع الشيعة وعقلائهم فيما يتعرض له اهل السنة في العراق!! واضاف فهمي هويدي: ذلك انه لا يعقل ان يقف الجميع متفرجين ازاء استمرار حالات الخطف والتصفية والترويع التي يتعرض لها السنة بصورة يومية ودورية من جانب من يسمون فرق الموت.. وكذا اتساع عملية التهجير التي تلاحق اهل السنة مما يعد تطهيراً عرقياً صريحاً..!!.

حقاً انه تطهير عرقي وطائفي صريح، وصدقاً ان مقال الاستاذ هويدي هذا الاسبوع قوي وصريح، اما انه قوي فلانه وضع مراجع الشيعة وقيادتهم الدينية والسياسية امام المسؤولية لما يحدث لاهل السنة، وأما كونه صريحاً فلأنه اول مرة يكتب -فهمي هويدي- عن الوضع العراقي بهذه اللغة الواضحة بعيداً عن العموميات والاساليب الدبلوماسية وخاصة ان هويدي من الكتاب والمفكرين القلائل الذين يمتلكون علاقة صداقة قوية مع الشيعة عموماً والحكومة الايرانية على وجه الخصوص، وهو في هذا المقام يعد محايداً وفي كثير من الاحيان منحازاً للشيعة على حساب السنة حتى يصفه البعض بانه متشيع سياسياً، ومع ذلك وامام الحقائق والوقائع كان لابد من كلمة صدق ودعوة حق ونصرة مظلوم، فالذي يحدث يحز في نفس كل عربي ومسلم وغيور، وهذا ما دفع بالحكومة السعودية إلى ان تحذر من المساس بالتوازن المذهبي في العراق والهيمنة الايرانية، لقد بلغ الوضع في بلاد الرافدين من المأساوية والمظلومية مبلغاً لا يتصوره عاقل، تقرير الأمم المتحدة ذكر امس الاربعاء ان عدد القتلى العراقيين ارتفع في شهر اكتوبر إلى «3709» قتلى كما اشار التقرير إلى ان اكثر من مليوني نسمة نزحوا عن ديارهم، وان الوضع الامني في العراق تسبب في حركة سكانية لا نظر لها، وان نحو مائة الف فرد يفرون شهرياً إلى سوريا والأردن ليصل اجمالي عدد من يتركون العراق منذ الاحتلال الاميركي إلى «1.6» مليون نسمة، وتؤكد التقارير والاخبار إلى ان اكثر من نصف مليون عراقي شردوا عن ديارهم عقب تفجيرات المراقد في سامراء العام الماضي، الارقام كثيرة والاحصاءات اكبر مما يعلن ويتداول، وكل ذلك أو معظمه يحدث لاهل السنة، ولم تكن المذكرة التي اصدرتها الحكومة العراقية بتوقيف- شيخ الاسلام حارث الضاري- إلا رسالة واساءة وتحدياً لجميع اهل السنة، فاذا كان حكام العراق العملاء يتعاملون هكذا مع شخصية ورمز بحجم الدكتور حارث الضاري فماذا يا ترى يتعاملون ويعملون مع عموم اهل السنة؟؟ وهذا ما دفع بالشيخ حارث الضاري للقيام بزيارة لجمهورية مصر العربية وطلبه من - مصر- التدخل من اجل انقاذ المسلمين السنة من الابادة التي يتعرضون لها في العراق على يد الميليشيات الشيعية.

وذكرت المصادر الاعلامية ان-الضاري- أطلع المسؤولين المصريين على حجم الجرائم التي ارتكبها الشيعة ضد السنة في العراق بتأييد من رئيس الوزراء نوري المالكي، وبدعم من ايران.. وطلب الشيخ حارث الضاري- ونطالب معه- من مصر والسعودية وباقي الدول العربية القائم بدورهم في حماية السنة في العراق مما يتعرضون له من ابادة على ايدي الميليشيات الشيعية، لقد اوردت منظمة- عراقيون- لحقوق الانسان في تقريرها السنوي لهذا العام ان «3200» عالم عراقي بمختلف الاختصاصات والمجالات تمت تصفيتهم جسدياً على يد منظمة بدر وجيش المهدي، انهم علماء عراقيون في الطب والفيزياء والفلك والذرة والكيمياء منهم «87» عالماً مهماً لديه براءات اختراع عالمية تمت تصفيتهم ايضاً، بالاضافة إلى تصفية قرابة «700» عالم دين سني من بينهم اكثر من «170» عالماً من هيئة علماء المسلمين واعداد كبيرة من الاعلاميين والصحفيين والرياضيين والضباط والتجار وكلهم سنة.

لقد قامت منظمة بدر الارهابية وجيش المهدي الارهابي والميليشيات الشيعية وفرق الموت الصفوية بتصفية «328» تاجراً من اهل السنة كانوا يعتبرون اهم التجار المتحكمين في السوق العراقية، والاكثر مأساوية واجرامية قيام الشيعة العراقيين بقتل ما يزيد عن «200» فلسطيني لانهم من السنة، فالقتل اصبح على الهوية والانتماء المذهبي والطائفي، هذا ما يمارسه الخونة عملاء الاحتلال الاميركي واذناب واذيال الاحتلال الايراني يظن الكثير من الناس ان الصراع في العراق اليوم بين الاحتلال الاميركي والمقاومة العراقية!! وهذا صحيح، ولكن الاصح منه ان الاكثر دموية ووحشية هو بين ابناء العراق الاحرار والصفويين الانذال الذين اغلقوا صحيفة المجتمع ويطاردون قناة «الزوراء» الفضائية ويلاحقون مشعان الجبوري ويهددون عدنان الدليمي ويقتلون كل من اسمه أبو بكر أو عمر حتى ان طلاب المدارس الذين يحملون هذين الاسمين توقفوا عن الدراسة ولزموا بيوتهم خوفاً من اهليهم على اولادهم، فاسماء مثل ابي بكر وعمر وعائشة فإن اصحابها محكوم عليهم بالقتل والتعذيب والتمثيل.

ان الجريمة كبيرة والمسؤولية عظيمة والسكوت جريمة اكبر، وان طال السكوت فالنتيجة اكثر من مؤلمة، لقد أهلكوا الحرث والنسل ودمروا المساجد والمساكن واحرقوا المصاحف والمنابر، لقد فعل الشيعة في العراق مالم يفعله المغول، وارتكب الحكيم والمالكي والسيستاني مالم يفعله هولاكو ولا ابن العلقمي، قتلوا العلماء والعامة واغتالوا المصلين في المساجد والمسنين في المنازل وانتهكوا الاعراض، وكل هذا يأتي تنفيذاً لتعليمات واوامر مراجعهم العليا وآياتهم العظمى، لقد نقلت في هذا- العمود- قبل عدة ايام كلمة صوتية للمدعو آية الله مجتبى الحسين الشيرازي، هذا الرافضي الداعي الذي يطالب جهاراً نهاراً بقتل اهل السنة وهدم مساجدهم ويقول بالنص والصوت « اذا كنا نؤمن بالقرآن الكريم فالوهابي الارهابي الكافر الناصب الوحشي يجب قتله وكل من يؤيده بنحو أو باخر، من رجل دين أو غير رجل دين يجب قتله، ومن لم يقل بوجوب قتل هؤلاء ووجوب قتل مؤيديهم فهو علانية يكفر بالقرآن الكريم.. مساجد الوهابية الارهابية يجب هدمها فوراً ويجب احراقها فوراً ويجب تدميرها فوراً، وبقاء المساجد الوهابية الارهابية بقاؤها لحظة واحدة يعني اننا لا نعمل بالآيات الكريمات»..!!.

هكذا يصدر آية الله الشيرازي تعليماته لاتباعه بقتل اهل السنة وهدم مساجدهم!! انها ثقافة كربلائية.. كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء.. كل حاكم يزيد وكل ثائر حسين.. وانه الخيار الكربلائي؛ فالمعركة ضد ابي بكر وعمر وعثمان وعائشة ومعاوية ويزيد وصلاح الدين مازالت مستمرة، انه الانتقام بالثارات الحسين، انه الدم والسيف وقتل كل من سار على نهج ابي بكر وعمر رضي الله عنهما، انهم مجرمون، اغتصبوا حق الامام علي في الخلافة والولاية فلابد من الانتقام ..هذه ثقافة يزرعونها في اذهان اطفالهم وتلاميذهم في المدارس الابتدائية، الشيعة كباراً وصغاراً علماء وعامة يحفظون هذه التفاصيل ويستحضرون ذلك في كل مناسبة ويمثلونه في كل مكان وزمان، يقول احد علماء ومراجع الشيعة: باستطاعة المرء ان يتحدث عن اي شيء ثم يربطه بكربلاء.. كربلاء لها علاقة بكل شيء في الحياة هكذا يتحدث آية الله العظمى محمد تقي المدرسي.. انه الخيار الكربلائي..!!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد عيضة شبيبة

2024-04-27 03:04:29

إلا الزنداني!!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد