;

زلة لسان إيهود أولمرت 1313

2006-12-18 18:58:52













عندما أقدمت كوريا الشمالية على تجربة نووية، قامت الدنيا ولم تقعد، وتحركت الدول الست الدائمة العضوية في مجلس الأمن وأصدرت قراراً بتطبيق عقوبات على كوريا الشمالية بسبب تجربتها النووية، وعندما أعلنت إيران عن برنامجها النووي السلمي تحركت الولايات المتحدة وأوروبا لكبح مشروعها النووي مستخدمة شتى الوسائل الترهيبية والترغيبية، وعندما أعلن الرئيس الإسرائيلي إيهود أولمرت على الملأ امتلاك بلاده السلاح النووي، لم يحرك أحد ساكناً، ولم تتحرك الدول الست الدائمة العضوية، ولم تثر زوبعة إعلامية حول امتلاك إسرائيل للسلاح النووي الذي من المفترض أن يكون محظوراً في الشرق الأوسط!!
إسرائيل ترفض الانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي، بل وفي أكثر من مناسبة هددت باستخدام السلاح النووي، ولعل المتابع للصحافة الإسرائيلية يعلم جيداً استخدام بعض الكتاب الإسرائيليين للغة التهديد بضرب عواصم العالم العربي في حال اندلاع حرب عربية إسرائيلية، وقد استخدمت إسرائيل أثناء عدوانها على لبنان أسلحة محرمة دولياً، فاستخدمت القنابل العنقودية والفوسفورية والقنابل الحارقة بكميات كبيرة. المشكلة أنها حليف استراتيجي للولايات المتحدة التي تمتلك بدورها السلاح النووي.
اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بامتلاك بلاده السلاح النووي ينبغي أن يدان من قبل المجتمع الدولي، ويجب أن يتم استصدار قرار من مجلس الأمن يفرض عقوبات على إسرائيل بسبب امتلاكها السلاح النووي، إذا كنا ننشد الحق والعدل في القرارات الدولية، فلماذا حلال عليهم وحرام علينا؟!
إن إسرائيل تطبق سياسة الغموض والتضليل والتمويه حيال امتلاكها القنبلة النووية، وهذا بشهادة وزير دفاعها "عمير بيرتس"، وبذلك تشكل خطراً استراتيجياً على منطقة الشرق الأوسط. زلة لسان أولمرت جاءت لتكشف النوايا السيئة لحكومة إسرائيل التي ظلت تموه وتراوغ وتزيف الحقائق لأكثر من «50» عاماً. وهو ما دفع نواب في الكنيست يعربون عن جام غضبهم تجاه أولمرت، فنال انتقادات كبيرة خاصة من قبل رئيس الكنيست السابق النائب "أوري ريفلين" وهو من حزب الليكود والذي قال محملاً أولمرت المسؤولية : (مصيبة أن يتم تغيير السياسة الرسمية في إسرائيل دون أن يتم مناقشة الموضوع مسبقاً، أما إذا كانت هذه زلة لسان فعلاً فالمصيبة أعظم). كما نال انتقاداً من قبل النائب اليميني "أرييه ألداد" من حزب المفدال (الاتحاد القومي) الذي طالب بفتح تحقيق جنائي ضد أولمرت بسبب مخالفته قانون الرقابة العسكرية.
وفي محاولة للمراوغة السياسية وإنقاذ الموقف قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز في باريس : (فهمت أن أولمرت لم يقل ما ينسبون له. لم نبن الخيار النووي بغية امتلاك القنبلة النووية ومجرد الشك في وجودها كاف، وهو يخدم قوة الردع وقد حقق هدفه)، لكنه بكلامه هذا وقع أيضاً في زلة لسان جديدة، فقد ذكر أن امتلاك القنبلة النووية يخدم قوة الردع وهذا تأكيد لسياسة المراوغة والتضليل.
يجب على الدول العربية ممثلة في الجامعة العربية أن تتحرك وتتقدم بطلب بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب إعلانها عن امتلاك السلاح النووي الذي يهدد الأمن القومي العربي، ويهدد السلم والأمن العالميين، ويجب على مجلس الأمن أن يتخذ خطوات رادعة تجاه إسرائيل، ودفعها إلى التخلي عن سلاحها النووي، وخضوعها للمراقبة الدولية والتفتيش بناءً على مواثيق الأمم المتحدة وبناءً على القانون الدولي.
ويبدو أن سياسة القوة والردع ما زالت مسيطرة على إسرائيل، ولم تدرك بعد أن سياسة الغطرسة والقوة لن تجدي نفعاً، يجب على إسرائيل إذا أرادت أن تعيش في سلام أن تعطي الحقوق إلى أصحابها وأن تعود إلى طاولة المفاوضات إذا أرادت أن تعيش في سلام مع العرب والفلسطينيين، ورأينا كيف أن أسطورة القوة سقطت في العراق ولبنان، إن السلاح النووي مهلك للبشرية، واستخدامه في هيروشيما وناكازاكي أودى بحياة الملايين من الأبرياء الذين لا ذنب لهم، يجب على العالم أن يسعى إلى التخلص من السلاح النووي، خاصة في الشرق الأوسط الذي أصبح ساحة للقتل والتدمير.
يجب على مجلس الأمن أن يدعو إسرائيل للانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي على غرار باقي دول المنطقة، ويجب على العالم أن يضغط على إسرائيل لإعطاء تفاصيل امتلاكها للسلاح النووي الذي يشكل خطراً على الشرق الأوسط، ويشكل خطراً على الأمن القومي العربي. إن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي يعطي الحق للدول العربية لاتخاذ خطوة مماثلة للحفاظ على أمنها القومي، ويعطي الحق لإيران بالاستمرار في مشروعها النووي وربما تحويله عن مساره السلمي نحو امتلاك قنبلة نووية على غرار إسرائيل التي تمارس سياسة التهديد.

jalalfarhi@yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد