;

بين الوفاء لشخص طويل العمر الرئيس والوفاء له بصورة خاصة 933

2007-05-26 17:05:24

حسن الأشموري

لا أتذكر أني حملت صور طويل العمر الرئيس كثيرا في اليمن ولكني حملتها بكثرة عند تشردي مهاجرا خارج اليمن بحثا عن الخبز الحافي الذي كان يبحث عنه بنهم وعناء الروائي المغربي محمد شكرى الذي مات لأنه وجد الخبز متأخرا وبجانب البحث عن الطعام هاجرت للتأمل في الجنس البشري الآخر وعن خدعة تقول إن على الطامحين معرفيا من أبناء الفقراء الذين ورثوا الجوع الدائم والجهل والذعر من حكم الأئمة الجهلة والأميين بصنعاء والحكام الأممين في عدن إذا ما رغبوا أن يقعوا في فخ مواصلة الدراسة فعليهم في هذه الحالة أن يغربوا عن الوطن لمواصلة تلك الدراسة على حساب مايوفره لك جسدك عندما تعمل، وتكتشف عندما يغرب اليمن عن وجهك وقد أصبحت مهاجرا أو مشردا، أنك بحاجة إلى ذاكرة في أعماقك للإنسان اليماني بمن فيهم الرئيس طويل العمر وللأرض اليمانية وفي الغربة دائما لا يمكن إلا أن تصبح مجمل الأوطان في الذاكرة عبارة عن صور متناثرة غير متشابكة.

وفي الاغتراب أيضا تستنجد بالصور لتصل إلى الوطن ولمعرفة أوطان الآخرين فالذي يحمل أو تحمل قلادة مثلا فيها صورة اكيهيتو الإمبراطور الياباني الذي يحتل في القائمة الإمبراطورية اليابانية المائة والخامس والعشرين من الأباطرة الذين قدموا حسب أساطيرهم من الشمس ليحكموا بلاد الشمس كما يلمزك بذلك علمهم تكون قد اهتديت دون جهد مكثف لتعرف أن صاحبة القلادة أوصاحبها من اليابان، وبدون تلك الصورة في القلادة لن تعرف من أين أتت هذه الشخصية، خصوصا إذا لم تكن من الفضوليين الذين يسألون عن الأصل والفصل والقبيلة كما أن سكان غرب وجنوب غرب آسيا يتشابهون بعيونهم الصغيرة ورسم حواجبهم وأجسامهم المتقاربة في المقاسات وحتى لغة الكتابة وتشابه كل نسائهم التي نراهن في عجلة من أمرهن دائما، وفي هذه الحالة عادة ما تكون صور القادة بطاقة تعريفية للبلدان التي قدموا منها مهاجرون أو سائحون عندما تتشابه الأشكال وألوان البشر،هذه صورة ، وبجانبها في الغربة لمن جرب التيه والتصعلك النبيل والتشرد والهجرة صور أخرى، ونصيب المهاجر إذا ما أراد تذكر الوطن لن يكون إلا بترتيب وتشكيل صور البلاد والعباد كليا بعقل في نموذج كل الصور الجزئية الموزعة هنا وهناك وعندها فأنت تحمل دائما صورة الرئيس مضاف إلى كل الآخرين من اليمانيين ولا اختلاف بينك وبين مهاجرين أمميين قدموا من أنحاء العالم فهم يقومون بنفس الجهد العقلي في استحضار الأوطان ، وفي هذه الحالة فهم يستعرضون أوطانهم بل وتاريخ بلدانهم بتلك الصور ، وحتى في اليمن الجميع لا يستعرضون حقب اليمن وأزمانه إلا بصور وأسماء من حكم وترأس فنقول ثورة سبتمبر وحكم السلال وتقفز إلى ذاكرتك صور السلال ونقول حكم سالم ربيع علي وتقفز إلى ذاكرتك صوره ونقول عهد الحمدي وعلي ناصر وتقفز إلى ذاكرتك صور هاذين الزعيمين ونقول حرب الانفصال وتقفز إلى ذاكرتك صور علي سالم البيض، لأن فترات الحاكمين في اليمن بتتابعها هي أزمنة اليمن بخيرها ومساوئها، وهنا تتداخل صور الحاكمين مع صورة الوطن وتاريخه وفي عهد أي صور من هذه الصور نجح الوطن وأين أخفق وأين أصاب وأين تسرب إليه العكس ومن عدل ومن ابتعد عن العدل، ولكن هل كثرة الصور تدل على الوفاء للزعماء وقلتها على النكران أم أنها أداة التجمل أمام الزعماء الذين منهم طويل العمر أو أنها أخيرا موقف الموقف وموقف اللاموقف من صاحب الصور أو أنها خليط من كل ذلك ، بالنسبة لي صور طويل العمر التي حملتها بكثرة مع آخرين كثر، بل وكنا ننام معها في الطرقات والشوارع أتت في لحظة تاريخية كنا بحاجة ماسة لرفع صوره كجدار نهائي لصد طوفان الانفصال في 1994،كنا حينها كلنا على وشك الغرق فكان لابد من أن نتمسك بطويل العمر وبصور طويل العمر وبخطب طويل العمر ، كان ذلك جزءا من الممانعة ولم نكلف الخزينة العامة ولا فلس ولم نكن كالذين يسرقون باسم الصور وأوراق الصور وألوان الصور ومطابع الصور ونفقات توزيع الصور ونفقات تعليق الصور وبراويز الصور وأعمدة الصور ، دفعنا كلنا الذين تظاهروا للوحدة ولطويل العمر في بلاد الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي ثمن تلك الصور بتفان ومحبة ووفاء،ومكثنا أياماً نتنقل بطويل العمر أقصد بصور طويل العمر بين مدينتين متباعدتين طيلة تلك الأيام السوداء ولم نكن وحدنا كان يتنقل إلى جانبنا وعلى مسافات مؤيدو الانفصال والتقسيم مع صورهم وعلمهم بنجمته الحمراء الجميلة التي جعلوك تشعر دائما أن دمائك ستقطر منها ونحن بعلمنا الوحدوي الذي يفدى بالدماء مضافاً إليه صور طويل العمر، وأضحت هذه الصور الورقية لديهم ولدينا موقفاً، هكذا موقف ، تشكل هذا الأمر دون أن نحسب لذلك حساباً أو أن يحسبوا له حساباً، تلك كانت أيام عصيبة وكانت صور طويل العمر في مجتمع مدني نعيش فيه جزء من البندقية للحفاظ على الوحدة ولا زالت هذه الصور جزءا في عقولنا من أسلحة الحفاظ على الوحدة ومواجهة الفساد، واليوم مع استقرار الوحدة لم نعد نخاف أن تسرق منا الوحدة ولكنا نخشى أن يسرق جهد ونضالات طويل العمر بالكامل وتشوه هذه الصور في كل مكان وفي كل وزارة وفي كل مؤسسة حكومية عسكرية ومدنية طويل العمر لأن من يسرقون يمارسون أعمالهم تحت هذه الصور في ظل عدم تقيدهم بحرفية خطب زعيم البلاد المشددة على وجوب الحفاظ على جيوب الوظيفة العامة من السرقات، ولأننا نملك طويل العمر كما نملك تاريخه كوننا جزء منه ومادته فنحن نرفض بكل حرارة أن تشوه قامته سواء من الغمازين واللمازين في المعارضة أو من المنافقين والمرتشين والفاسدين وطنيا وأخلاقيا الذي يلقون بأنفسهم إلى جانب مسيرة الرئيس حاملين صوره ويحكموننا باسمه، ورفضنا هذا لا يختلف عن رفض التفاريج الأعلى «بالجيم المخففة» أو الكمرد جوزيف فيساريونوفيتش ستالين أو دجوغاشفيلي وهي كنيته الجورجية الأصلية كونه ولد هناك عندما رفض تشويه صورته بسلوك عاملين اثنين في أحدى مصانع الحديد والصلب الروسية ، فقد حدث أن زار الرفيق ستالين المصنع، واثناء تفقده للعمال عبر مروره أمام صف طويل لهم لاحظ أن هذين العاملين كانا بمفردهما يحملان على صدريهما قلادة نحاسية صغيرة تظهر فيها صورته ، قال لحظتها إنه شعر بارتياح نحو العاملين وبعد أن أنهى مروره أمام طابور الشغيلة سأل مسؤول المصنع عن إنتاج العاملين مقارنة بزملائهم فقيل له عادي جدا وهما أيضا كسولان نوعا ما ويكثران من شرب الفودكا ويظن العمال أنهما من جهاز أمن الدولة، عندها طلب إحضارهما وعندما حضرا قال أنتما حاقدان علي وتكرهان السوفيت وتتسببان في نظرة سيئة لي ولتاريخي النضالي وخلع من صدرهما بقوة وغضب القلادتين وقال على الذي يحمل صورة ستالين لابد أن يكون مخلصا للسوفييت أمينا في العمل مثالا لكل التفاريج والكمرد وأنتما وأمثالكما خونة ومكانكم الطبيعي مناجم الفحم في سيبريا، ولم تشفع قلادتي صوره لهما، كما لم يشفع للرفيق ستالين نفسه صاحب الانجازات العملاقة للسوفيت صوره التي حملها وعممها على كل السوفيت وزير داخليته بيريا الذي كان يعبد ستالين وصور ستالين فهذا بيريا هو الذي دس للرفيق ستالين يوم 2 مارس 1953 السم الذي قتل به ليموت هذا القائد الفولاذي في 5 مارس 1953 مسموما بيد بيريا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد