;

أهــــل البيــــت 918

2007-05-29 23:30:12

عبدالفتاح البتول

تناول برنامج «الشريعة والحياة» الذي تبثه قناة «الجزيرة» في حلقة هذا الاسبوع موضوع اهل البيت وواجب المسلمين تجاههم وواجبهم وقد بذل ضيف البرنامج الشيخ حسن الحسين جهداً كبيراً في طرح القضية وتناول الموضوع بصورة هادئة وطريقة عاقلة لتقريب وجهات النظر وازالة الفجوات ومع اصابته في غالب ما طرحه إلا انه وقع في بعض الأخطاء المنهجية والموضوعية.

ومن ابرز ما حدث في البرنامج من اخطاء تتعلق بتعريف- أهل البيت- ابتداءً- حيث تحدث- الحسين- بصورة عاجلة وموجزة وذهب إلى ان المقصود بأهل البيت «آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس اضافة إلى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الرأي وان قال به بعض اهل العلم إلا انه تعريف خاطئ ومفهوم باطل، ذلك ان الرأي الرشيد والقول السديد في هذه المسألة مفهوم ومعلوم من سياق النص القرآني الواضح والجلي، فقوله تعالى «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت» ورد في ثنايا الحديث عن زوجات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بل ان هذا النص القرآني جزء من الاية «33» من سورة الاحزاب والايات التي قبلها والتي بعدها تتحدث عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ابتداً من الاية «28» بقوله تعالى «يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنت تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكمن واسركن سراحا جميلا» وتستمر الآيات «29، 30، 31، 32، 33، 34» بالحديث عنهن (رضي الله عنهن) ووردت عبارة التطهير في هذا السياق «وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة واتين الزكاة واطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً» «33».

ومن هذا السياق الواضح والنص الظاهر والاسلوب الباهر يكون المقصود باهل البيت -زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم- وقد اراد الله عز وجل ان يذهب عنهن الرجس ويطهرهن تطهيرا وهذا يتناسب مع ما امرهن به من التقوى عدم الخضوع بالقول والسكون والقرار في البيوت وعدم التبرج واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وكل ذلك ليذهب الله عنهن الاثم والذنوب ويطهرهن.

وللتأكيد على ان مصطلح- اهل البيت- محصور في- زوجاته- عدة ادلة وبراهين وقرائن ومن ذلك ان لفظ- الاهل- انما ينصرف لغة واصطلاحاً على -الزوجة والزوجات- وعندما اقول اهلي- اي زوجي- واذا قال احدهم للآخر سلم على اهلك-- فانه يقصد- زوجته ثم ابنائه اذا كان له ابناء وقد ورد في القرآن ما يؤكد ويثبت هذا المفهوم بقوله تعالى «اتعجبين من امر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت» هود «73» فالخطاب موجه لزوجة ابراهيم عليه السلام- «أتعجبين» بصيغة التأنيث اما التذكير في قوله- عليكم- فانه باعتبار- لفظ الاهل- الذي رد في مواضع كثيرة بهذا المعنى كما في قوله تعالى في سورة يوسف على لسان زوجة العزيز «قالت ما جزاء من اراد باهلك سوء» فعبرت عن نفسها بالأهل، ونفس المعنى ورد في سورة طه «وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها» والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ولم يكن هناك من «أهله» سوى زوجته وحبيبته- خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها فالاهل يقصد به -الزوجة والزوجات.

اولاً وتحديداً ويصح بعد ذلك ان ينصرف المعنى إلى الابناء أو بعض الاقارب، وهكذا نجد ان مفهوم اهل البيت ينصرف اولاً ويقصد به زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم واما دخول فاطمة وعلي والحسن والحسين في مفهوم- اهل البيت- ففي ذلك خلاف واختلاف واما حديث الكساء فليس فيه ما يفيد دخولهم في مفهوم- اهل البيت- وتطهيرهم -كما في حق- زوجاته- والدليل على ذلك كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية فقد طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الله اذهاب الرجس والتطهير فلو كانت -آية التطهير في سورة الاحزاب- تتضمن اخبار الله بأنه قد اذهب عنهم الرجسم وطهرهم لم يحتج إلى الطلب والدعاء وغاية ما في حديث- الكساء- ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا لهم بأن يكونوا من الذين اذهب الله عنهم الرجس، وفرق بين ارادة الله إذهاب الرجس وتطهير الزوجات وبين دعاء الرسول لهم بذلك .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

موسى المقطري

2024-04-24 09:18:01

ورحل جمهوريٌ آخر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد