كنا زمان صحيح نسمع أغاني, لكن أقوى وأشهر أغنية عندنا كانت "صبوا القهوة وصبوا الشاي واسقوا اللي زارونا.. يا مية أهلا باللي جاي واللي نورونا".. يغنيها الطالب لمدرسته والزوج لزوجته والمعاكس لفريسته.. أما أغاني اليوم, نسأل الله السلامة, فلم هندي رومانسي يستحي إبليس من مشاهدته, وكلمات تخجل زوجة إبليس أن ترددها, والتلفون يغني ولعبة الطفل تغني وأي جهاز إلكتروني لابد أن يغني.. رنة الهاتف أغنيه والمنبه أغنية, وهات يا شيطان هات.
كنا زمان صحيح نشاهد مسلسلات, لكن في اليوم حلقة واحدة, وكان فستان الممثلة يغطي الركبة وما بعد الركبة بشبر ويقطع من المسلسل المشاهد التي كنا نعتقد أنها ساخنة, وتظهر صورة وردة, أو مجموعة ورود, حتى ينتهي المشهد..
أما اليوم شاهد لك يا مشاهد.. "وعلى إبليس الطلاق" أن واحدة قالت لي أنها كانت تشاهد سبعة مسلسلات في رمضان .. وإذا مررت على القنوات مرور الكرام رأيت لقطات تتزلزل منها الجبال في مسلسلات تعرض دون أن تمر على مقص الرقيب, يتجمع حولها أفراد الأسرة ليشاهدوا ما حرم الله بكل إعجاب.. قلت لبعضهم على الأقل اقلبوا القناة حتى ينتهي المشهد العفن.

عجب عجاب:
قلت لها: لماذا لا تقومين بحذف هذا الكم الهائل من قنوات السفور والعهر وأنتِ داعية وقدوة وأم فاضلة, ألا تخافين على أولادك؟, ألا تغارين على زوجك؟, ألا تهتمين بغض بصرك؟, ألا تخافين ربك؟.
قالت: أنا لا أشاهدها وقد جعلتها في الأخير.
قلت لها: لماذا تتركينها أصلاً؟.. وهل من المقبول أن يحتفظ الإنسان في بيته بقوارير من الخمر ويقول أنا لا أشرب, أو يأوي إنساناً غير محترم ويقول لا علاقة لي به؟, وهل تقبلين أو يقبل زوجك أن تستضيفي نساء عاهرات في منزلك؟.. احذفوها أفضل.