أهل السنة في العراق بين المعاناة والضياع..!!
شكل انعقاد المؤتمر الدولي لنصرة العراق المنعقد في العاصمة التركية إسطنبول نهاية الاسبوع الماضي، شكل خطوة هامة وحركة نوعية في إطار مساندة الشعب العراقي عموماً واهل السنة على وجه الخصوص، وبهذا المؤتمرالذي حضره رموز اهل السنة في العالم الاسلامي- تخرج قضية الطائفية في العراق من منطقة الظل والكواليس والصمت والغموض إلى ساحة العلن والمكاشفة والمصادقة، وكان لنقل قناة «الجزيرة مباشر» لفعاليات المؤتمر دور كبير في نقل خطاب اهل السنة وشرح مأساتهم ومعاناتهم في العراق، حيث اكد جميع المشاركين وعدد كبير من المراقبين على ان ما يحدث حرب ابادة موجهة ومدعومة من ايران- مالياً وعسكرياً- لتصفية اهل السنة والجماعة من العراق عموماً ومن بغداد على وجه الخصوص.

وعلى الرغم من تأخر مثل هذا التحرك والحراك والتفاعل الايجابي، إلا ان الوقت مازال فيه فسحة وفرصة لتوحيد الصف السني، واقامة تحالف لمواجهة الخطر الايراني والعدوان الصفوي الذي لا يقتصر خطره وتهديده على سنة العراق، وانما يمتد إلى الدول المجاورة، وفي اطار المحور الشيعي الذي يبدأ من بغداد ويمر بدمشق ولبنان ليشكل كماشة ضاغطة على الاردن ودول الخليج واليمن، فالحريق الذي يلتهم بغداد واهل السنة لا يتوقف على العراق وانما يمتد لتشييع المنطقة وسيطرة ايران واعادة مجد الامبراطورية الفارسية بغطاء شيعي، والامر لم يعد مخططات وخططاً وبرامج ونوايا وانما اصبح امراً محققاً وواقعاً عملياً.. فاذا ما تم تشييع العراق وتهجير اهل السنة وبهذه الفترة وبهذه السهولة فإن الامر اسهل والوقت اقل في تشييع لبنان والسيطرة على سوريا وضرب الاردن وخنقه، وزعزعة الامن في دول الخليج فالمعركة الايرانية الفارسية مع كل ما هو عربي اولاً وسني ثانياً.

لقد دخل الاميركيون العراق بغطاء ايراني وحماية شيعية وبتوجيهات من آيات طهران وقم اصدرت المرجعية الشيعية في النجف فتاوى متعددة بعدم مقاومة الاحتلال أو التعرض للقوات الاميركية، بل ودعت المرجعية إلى حماية القوات الاجنبية والتحريض ضد اهل السنة، وقد اثبت الحاكم السابق للعراق «بريمر» 43 رسالة تبادلها مع آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني، وعندما بدأ جيش المهدي الارهابي وزعيمه المجرم مقتدى الصدر بمواجهة القوات الاميركية قامت المرجعية بنقده والضغط عليه وتركوا القوات الاميركية تقوم بتأديبه بحملة عسكرية إلى النجف لضرب جيش المهدي الذي اعلن بعد ذلك التوبة من مقاومة المحتل، ودخل بيت الطاعة الايراني، وهكذا دخلت ايران وعملاؤها من الشيعة- بغداد- وذلك لتحقيق ثلاثة اهداف رئىسية:

الهدف الاول والمعلن: اسقاط نظام صدام حسين العدو الاستراتيجي لايران، والذي وقف حجرة عثرة امام التوسع الفارسي والتمدد الصفوي.

الهدف الثاني :تشريد وتهجير وقتل اهل السنة وتحويلهم من اغلبية تحكم العراق إلى اقلية تحت هيمنة الصوفيين الجدد.

وبتحقيق الهدفين الاول والثاني ينجز ايران وعملاؤها من شيعة العراق هدفها الثالث باقامة دولة شيعية- صفوية- ذات ولاء فارسي ونهج رافضي، ومن العراق تتوسع ايران نحو دول الجوار.. لاجل ذلك فإن كل ما يحدث اليوم لاهل السنة في العراق سوف يقع في اي بلد آخر تتوجه اليه الاطماع الفارسية، والخطط الرافضية حسب برتوكولات آيات قم والنجف، الخطة الحالية التي تقوم الميليشيات الشيعية بتنفيذها تتمثل بتهجير وتشريد اهل السنة من بغداد والمناطق السنية، وتغيير التركيبة السكانية، حيث تصبح بغداد والمدن المحاذية والقريبة منها شيعية خالصة إلا من اعداد قليلة واسر يسيرة كناحية رمزية وشكلية، لذلك فانهم يقتلون ويغتالون ويشردون ويصفون اساتذة الجامعات وطلابها!! وهاهي جامعة المستنصرية- الشهيرة- تحولت من قلعة علمية إلى حوزة حسينية، وهاهي الميليشيات الشيعية تقصي وتلغي اي وجود لاهل السنة في وزارة الصحة والمرافق التابعة من المستسفيات والمراكز الصحية، وباختصار فلا يوجد لاهل السنة اي وجود في المؤسسات والوزارات والدوائر الحكومية والرسمية، بل ان الحياة والمعيشة في بغداد اصبحت مفقودة ووفق ما ذكره الدكتور عدنان الدليمي فإن اهل السنة في العراق يعيشون واقعاً مريراً، ومعاناة مأساوية، وابادة طائفية.. ان في القلب لوعة! وفي العين دمعة! وبغداد تضيع في هذه اللحظة!!

في الإثنين 18 ديسمبر-كانون الأول 2006 07:01:27 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=55112