دفاع عن علامة اليمن ومفتيها فضيلة القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني
الشيخ/عبدالله بن محمد الحاشدي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمي الأمين، وعلى آله الطاهرين وصحبه الراشدين والتابعين لهم باحسان إلى يوم الدين، وبعد: فقد اطلعت على مقالة الاستاذ ابراهيم بن محمد الوزير في جريدة «البلاغ» العدد «715» 1428/1/18ه والتي بعنوان «انها مؤامرة يا قاضي محمد على الزيود وعلى شعب اليمن ورئىسه» والتي حمّل فيها كلام شيخنا العلامة القاضي/ محمد بن اسماعيل العمراني -حفظه الله- مالم يحتمل، وقوّله مالم يقل، واتهمه فيها باتهامات باطلة، فأجبت ان ابين النقاط الآتية اظهاراً للحق وذباً ودفاعاً عن شيخنا الجليل علامة اليمن ومفتيها القاضي محمد بن اسماعيل العمراني حفظه الله ورعاه:-

اولاً : ما قام به شيخنا العمراني من بيان وايضاح الحكم الشرعي في اقامة العزاء يوم عاشوراء وما يصاحبه من ضرب للاجسام ولطم للخدود وشق للجيوب وغير ذلك من البدع الشنيعة مسألة شرعية وليست مسألة سياسية، وواجب العلماء كما هو معلوم بيان احكام الشرع للناس، وتحذيرهم مما ألصق بالدين من البدع والمحدثات، كما قال تعالى: «وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيام بلجام من نار».

ثانياً: واما إنكار شيخنا العمراني- حفظه الله- على الاحتفال بيوم الغدير وما يجري في يوم عاشوراء، فجزاه الله خيرا على ذلك، فان ذلك ليس من منهج سلفنا الصالح من الآل الطاهرين والصحابة الراشدين والتابعين لهم باحسان، ولم يثبت شيء من ذلك بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف لا في الامهات ولا في المساندة ولا غيرها من دواوين السنة، ولم يثبت ذلك عن زيد بن علي عليه السلام ولا ابي حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا أحمد ولا غيرهم من أئمة العلم والدين.

ثالثاً: لم يعرف علماء اليمن- ومنهم شيخنا القاضي العلامة محمد بن اسماعيل العمراني- ولا ابناء اليمن عن مذهب الزيدية على مدى القرون ذلك الاحتفال وذلك العزاء وما يحصل من اظهار التفجع والحزن وايذاء البدن وغير ذلك من البدع والمنكرات.

رابعاً: كلام شيخنا علامة اليمن ومفتيها لا يتعلق بالزيدية لامن قريب ولا من بعيد، وانما يتعلق بالرافضة الاثني عشرية الذين عرفت عنهم تلك الافعال الشنيعة والبدع المحدثة في دين الله، كما انه لا علاقة له بالسياسة واثارة الفتن كما حاول كاتب المقال تصويره بذلك. بل هو بعيد كل البعد عن اثارة الفتن، وانما هو في اطار النصيحة والتذكير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل بقوله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم، ولا يمكن لاحد ان يزايد على شيخنا العمراني بمعرفة مذهب الزيدية، وتاريخهم، ومن اراد ذلك فليرجع إلى مقالاته التي سطرها عن الزيدية والتعريف بهم قبل خمسين سنة.

وفي الختام فان شيخنا العلامة العمراني عندما بين بعض الحقائق عن الرافضة التي خالفوا بها الامة الاسلامية، فان كلامه يتضمن التحذير من تلك الممارسات الرافضية التي يراد منها اختراق شعبنا وتمزيق وحدتنا تحت ستار المذهب الزيدي، والمذهب الزيدي بريء من ذلك كله، فان اول من اطلق على الرافضة هذا الاسم وتبرأ منهم هو الامام زيد بن علي عليه السلام، كما هو معلوم ومسطر في كتب الفرق والتاريخ.

هذا ونسأل الله تعالى ان يوفقنا ويوفق كاتب المقال للحق والصواب، وان يجنبنا وإياه الاهواء والفتن ما ظهر منها وما بطن، انه ولي ذلك والقادر عليه. . آمين، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

في الثلاثاء 13 فبراير-شباط 2007 08:00:08 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=55169