الفضول ... ليته قتل صاحبه
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي
حين تتطرق إلى طرح مشكلة ما فانك تجد البعض من الناس ،(ولا اقصد عامة الناس على كوكب الأرض وإنما هم فئة ممن حباهم الله ليكونوا يمنيين بالوراثة ) ، ينصب نفسه مدافعا عن الشيء أو القضية أو المشكلة بدون علم ومعرفة ، فيأتي ليقول كلمته المشهورة احمدوا الله غيركم "مش لا قي" ، ويأتي آخر ويقول "الجني اللي تعر...فه أحسن من أم الصبيان" ما أدري الإنسي اللي ما تعرفوش ، وغيره الكثير والكثير ، وعلى هذا فمبارك لنا ركب التطور الذي سنواكبه في عام 7000م إذا كتب الله لنا ولكم العمر .
من سيدعم ملف اليمن لاستضافة كاس العالم عام 2800م لأني سمعت أن هناك ملفاً مقدماً من الإخوة في سوريا للعام 2796م ؟؟!!
ومن سيفكر بما يقول قبل أن يقول ، ومن يتمهل قبل أن يصبح من الذين يعرفون كل شيء وللأسف لا يفقهون شيئاً ؟
أتحدى أي شخص يكلم شخصاً (يكون طبعا يمنياً ـ والمقصود به المسؤول وليس السائل) ، ولا يجد عنده أجابه فلو سألته في الطب وقلت عندي التهاب في المعدة يقول لك على طول اشرب شعير ، ولو قلت لأحدهم عندي صداع قال لك سوي محجم ومكوى والصداع كله "عايسير"، ولما تقول ابني طاح وكسر يده ، بيقول لك بسيطة هاته نعالجه .
لا تستغربوا فانتم في بلد اسمه اليمن الكل يعرف كل شيء وللأسف لا يعلم بشيء سوى "قات وطنّان وسهر" وعلى هذا الروتين اليوم كلنا نعيش في دائرة مغلقة .
حين تطرح قضية تحتاج إلى الطرح يأتي أحدهم ويقول يا أخي كانوا زمان ، يا جناه إحنا وزمان اللي أزعجونا به ، الخطابات السياسية من يوم أعرف نفسي وهو هذاك الخبر على الطماطيس "والمره اللي يفلتها زوجها" وقالوا السبب هو ......... الحاج متولي أو مهند ونور.
كنا قبل الأمس نضحك حين نسمع هذه المقولة لأنها منطقية وقتها في أسماعنا وبالأمس كنا نبتسم ببرود لأنها نكته قديمة بس لازالت حلوة أما اليوم فلم نعد نقول شيئاً لأنها قديمة جداً، وتخيلوا لو سمعناها غداً فسنصاب بالغثيان .
تخيلوا حين تقوم بطرح عمل البطالة يأتي أحدهم ويقول "إحمدوا الله ولا تبهذلوناش قدام العالم"، وإلا يعني سألتكم بالله متى كنا مش مبهذلين وإحنا نجيد فن الشحت قبل أن نجيد فن الكلام حيث أن الشحت لا يحتاج للكلام مجرد أن نمد اكفنا للغير ولا داعي لأن نقول لله يا محسنين لأنها معروفة ، وتجد أخونا المذكور ومن يصور له فضوله أنه من السياسيين وأصحاب القرار تجده في مقهى إنترنت مخزن بمائة وخمسين ، و"جالس مسوي تحديد بسبعين ريال" و"السجارة عادها دين" من صاحب البقالة والماء من البراد حق المطعم والعلبة الفاضية "مخبي" لها في البيت من أسبوع لان القوارير يجمعوها المساكين عشان يبيعوها ويسترزقوا الله ، وقال أين البطالة ، بالفعل من الأحمق الذي يتحدث عن البطالة والمفروض يتحدث عن نسبة العاملين التي لا تتجاوز 10% لأننا غالبا ما يتوجب علينا أن نتكلم عن قضية تؤثر مستقلا لو تجاوزت 20% ونحن الحمد لله معانا 10%موظفين والباقي عاطلين ، والأحرى بنا أن نتحدث عن العاطلين وطموحاتهم ولا نذكر مسالة العمل أو القضاء على البطالة لأنه يعني القضاء على الشعب، كما هو الحال في القضاء على الفقر والجهل والأمية والعجائز والمتعلمين والطلاب والاكاديمين وباختصار القضاء على كل اليمنيين.
وعن الفضوليين تسمع الكثير من الحكايات والقصص والطرائف ، ولكن أن تجد بعض الإعلاميين يحشر نفسه في كل شيء ويدعي بأنه يعلم كل شيء فهنا حماقة ليس لها مثيل ، اعترف إنني أول هؤلاء الحمقى وإلا لما كنت رضيت بان أكون يوما من الأيام ممن يكتبون هموم هذا الوطن ، وعلى الأقل كنت سأحظى بالمرور في الشارع دون أن ينظر لي احدهم ويقول صورتك في الجريدة ، فابتسم وأقول له أن شاء الله مو بصفحة الحوادث أو المطلوبين؟؟؟؟!!!!!
لا داعي للابتسام بعناء ومشقة فالابتسام صدقة ولا داعي لصدقة فيها مشقة وعناء ، ولهذا السبب فانا أحمق ، واغلب الإعلاميين ممن لا يزال في عروقهم قطرة دم يعترفون بذلك ، بدلا من التطبيل وبلادي بلادي بلادي العجين ، احييك يا عاصي الوالدين .
هنا سأتوقف قبل أن يذهب احد الفضوليين إلى والدي ويخبره باني قلت احيي عاصي الوالدين وأحظى بمزيد من العقوبات الدولية التي تبدأ من النفي والإكراه والغضب علي مدى السنين ولكن نسال الله لنا ولهم الهداية ، واعذروا حماقتي في الطرح فانا لست مجرد أحمق يمسك قلما .
مرسى القلم /
لو تسألوني قلت يا ناس مدريش
لو هو اعتذر لي يوم فارق وسلم
وأنا الصغير اللي تعود على الطيش
صرت بعذابي اذرف الدمع بالدم
بعد المودة قال لي روح مشتيش
حبك كفاية ياعنا الروح والغم
يا غارة الرحمان واشلون باعيش
من غير حبه وكيف بالله ياعم
يا عم واسمع من هموم الدراويش
قصة مواطن عاش يمدح ولا ذم
وصارت حياته من حياة الخفافيش
عاطل ولكن فوق هذا بيحلم
a.mo.h@hotmail.com

في الخميس 07 أكتوبر-تشرين الأول 2010 10:11:38 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=62616