الحياء من الإيمان
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

مدخل :
قال عليه الصلاة والسلام : (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
والحياء خلق عظيم, وهو خلق جميع الأديان السماوية, وهو عاطفة ترتفع به النفس عن عمل الدنايا.. وهو خلق يجعلك تقدم على اجتناب القبيح من الأفعال والأقوال والأفكار.. دون أن يراك أحد.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها, وعندما افتقدنا هذا الخلق العظيم فيما بيننا فقدنا أشياء كثيرة .
 "أستاذ/ عمرو خالد"

"الله يثبتهن":
حدثتني فتاة في الخامسة عشر من عمرها أنها إذا أرادت أن ترتدي ثيابها أو تغيرها تستحي خشية أن يكون هناك جن أو ملائكة في الغرفة وأنها تقول بصوت عال : إذا كان هناك ملائكة أو جن في الغرفة فرجاءً غضوا أبصاركم ، ثم قالت أنها تذكرت أن الله تعالى هو الوحيد الذي يستطيع أن يراني عارية حتى لو لبست ثوباً فوق ثوب واستحت من الله تعالى ولكنها تذكرت قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :" إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى أنفسكم ولكن الله ينظر إلى قلوبكم"
إحدى صديقاتي إنسانة لا يزال فيها خير وتتصف بخلق الحياء تواجهها مشكلة " الكسوة " كل عام , فما إن يقترب أيام العيد حتى تبدأ رحلة البحث المضنية عن ملابس لفتياتها الصغار ، ولكن بحثها لا يجدي شيئاً فملابس الفتيات.. صغار كن أم كبار " مشخلعة " وعارية ومقطعة" وقصيرة وشفافة وتضطر إلى تعديل ما تشتريه عند الخياطة.
بصراحة لا أدري ما علاقة التعري بالنساء أو لماذا تتعرى المرأة منذ الصغر حتى يصيبها الكبر.

 المرأة والطبيب:
وتفضل كثيراً من النساء الذهاب إلى الأطباء من الرجال لأنهم كما يزعمن أشطر من الطبيبات.
يقول أحد الأطباء : تأتيني المرأة للكشف على أذنها فتكشف كل جسدها.
وكأن الطبيب ليس رجلا أو أنه أحد محارمها ، وهذه مسألة خطيرة فمادام في النساء من تستطيع معالجة العلة فالأولى والأصل الذهاب إليها وما هي إلا سبب وإلا فالشافي هو الله تعالى" وإذا مرضت فهو يشفين"
يقول صلى الله عليه وسلم " ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر"
ويتساهل الرجال في كشف عوراتهم أمام بعضهم البعض وكذلك النساء ، وقد نهى الشرع عن ذلك فجعل عورة للرجل الرجل من السرة للركبة وكذلك عورة المرأة للمرأة.
قال صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام" كل ذلك لأن الحمامات وتكشف فيها العورات ولا تُستر قال هذا في الحمامات التي يدخلها الناس للاستشفاء وطلب العلاج فكيف بمن يتساهلون في كشفها دون ضرورة.
المرأة في الأسواق:
وترى المرأة في الأسواق وقد خلعت برقع الحياء فتمازح هذا وتجادل ذاك "وتمشي وسط عباب الشباب " ونسيت القول قول النبي صلى الله عليه وسلم : "ليس للنساء وسط طريق" وقوله " استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق".

 

الفحش في الكلام:
ومما يندى له الجبين انتشار ظاهرة الفحش والتفحش في أوساط الرجال النساء الصغار والكبار, فترى المجالس يذكر فيها أبشع الألفاظ وأسوأ العبارات والنكات القذرة ، مما يخدش الحياء، ويذهب بالمروءة،
ومن الفحش التصريح في سؤال المشائخ والعلماء في أمور شخصية وزوجية يستحي الإنسان من سماعها فضلا عن قولها ، وكذلك يقع كثير من العلماء والخطباء في هذا الخطأ فيصرحون ولا يكنون حتى أن الواحد ليشعر بالخجل ويستحي من سماع تلك الخطب والمحاضرات ، والأصح هو استخدام ألفاظ الكناية عن ذكر العورات وكل مايستبشع ذكره.
وقد نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الفحش، ولا يريد الشارع أن يتعود لسان المسلم على السب والشتيمة واللعن مطلقاً، وتأمل طريقة القرآن في الكناية عما يستبشع ذكره ويستحيا منه. ألم تر أن الله كنّى عن الجماع بالملامسة، والمباشرة، والإفضاء، والرفث، والسِّر،وقد قال بن عباس: [إن الله كريم يكنِّي ما شاء، وإن الرفث هو الجماع].

وللرجال حياء:
والحياء خلق يجب أن يتحلى به كل مسلم ذكراً كان أم أنثى والمصيبة إننا نعلم أبناءنا الذكور قلة الحياء منذ الصغر فإذا رأيناه يستحي مما يستحى منه عبنا عليه ذلك قائلين له "أنت رجال لا تستحيش أو أنت مرة"
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها " طبعاً زمان ما ذلحين معيستحينش"
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه رجل تستحي منه الملائكة لشدة حيائه.
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
إذا لم تخش عاقبة الليالي
وإن لم تستح فاصنع ماتشاء
يقول صلى الله عليه وسلم " إن الله إن أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء".

 للنساء فقط:
أمر أحد الولاة بإحضار أحد سكان القرية بسبب دين عليه لم يسدده, وكان في القرية امرأة ذات غنى وأخلاق فاضلة, فلما سمعت بذلك الأمر دفعت ثوبها الغالي المطرز بالذهب إلى الوالي سداداً لدين ذلك الرجل- فلما رأى الوالي الفستان وعلم بأمره أطلق سراح الرجل ورد عليها ثوبها قائلاً: والله لن تكون امرأة أكرم مني أبداً.. ولما عاد الثوب إليها قالت: والله لا ألبس ثوباً أطلع عليه رجل غير زوجي.. خذوه وتصدقوا بثمنه.
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
وكيل آدم على ذريته
alkabily@hotmail.c0m
في الأحد 31 أكتوبر-تشرين الأول 2010 02:40:23 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=62731